جواهر
الصومال ومصر واليمن في المراتب الأولى

6 فتيات في الدقيقة يتعرضن للختان والعرب في المقدمة!

جواهر الشروق
  • 12992
  • 0
ح.م

ختان البنات.. جرائم صحية خطيرة ترتكب في حق الإناث عبر مختلف أنحاء العالم، يتصدر العرب فيها المقدمة بأرقام قياسية تحت غطاء العادات والتقاليد.

وتحتل الصومال ومصر واليمن وموريتانيا الصدارة، من حيث نسبة الفتيات المتعرضات للظاهرة، وفق أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية تضمن أرقاما مرعبة.   

أكثر من 200 مليون فتاة من سن الرضاعة إلى سن الـ15 تعرضن للختان في 29 بلداً حول العالم، فيما تواجه 30 مليون فتاة خطر تشويه الأعضاء التناسلية خلال العقد القادم، بحسب ما كشفته إحصائية نشرتها منظمة الصحية العالمية قبل أيام ونقلتها هافينغتون بوست .

ويشمل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية “جميع الممارسات التي تنطوي على إزالة الأعضاء التناسلية الخارجية إزالة جزئية أو كلية، أو إلحاق أضرار أخرى بتلك الأعضاء بدواع لا تستهدف العلاج.” حسب تعريف الأمم المتحدة.

وتشير التقديرات إلى أن 6 فتيات يتعرضن للختان كل دقيقة حول العالم، وأن 3 ملايين فتاة يخضعن سنوياً لهذه الممارسة التي تنتشر على نطاق واسع في بلدان أفريقيا والشرق الأوسط.

وفي بعض البلدان العربية تصل نسبة ختان الإناث لمستويات مرتفعة إذ تبلغ 98 % في الصومال، و87% في مصر 19% في اليمن و69 % في موريتانيا، وفق تقرير صدر عن منظمة اليونيسيف.

ثقافة أم جريمة؟

ويعود انتشار ظاهرة ختان الإناث في كثير من البلدان إلى ممارسات متوارثة عبر الأجيال تستند إلى الاعتقاد السائد أن هذه العملية “تمكّن من السيطرة على النشاط الجنسي للمرأة وتساهم في المحافظة على عذرية الفتيات”، وتربط بعض الثقافات الشعبية بين الختان وبين الحفاظ على شرف الأنثى وضمان إخلاصها الزوجي.

في مقابل ذلك تعتبر منظمة الصحة العالمية أن ختان الإناث “يشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان ويكرّس عدم المساواة بين الجنسين، كما ينطوي على أضرار صحية بالغة، وليست له فوائد طبية”.

الختان.. علميا مؤذ للأم ولرضيعها 

وفي الوقت الحاضر، ثبت علمياً أيضاً أن ختانَ الإناث ممارسةٌ مؤذيةٌ للنساء ولأطفالهن الرضع، ومع أنه من المعروف منذ عقود أن هذه الممارسة قد تُسبّب ألماً شديداً، ويمُكن أن تؤدّي إلى نزيف مطوّل إلا أنها لا تزال تمارس بنسب عالية.

ومن الأضرار الصحية الخطيرة لختان الإناث العدوى بالأمراض، وانعدام الخصوبة، بل وحتى الموت، فقد قدّمت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2006، وهي تُعتبر حدثاً يمُثّل نقطة تحوّل، دليلاً بيّناً على ترجيح حدوث مضاعفات أثناء الولادة في أوساط النساء اللواتي خضعن للختان، ووجدت الدراسةُ أيضاً أنّ ختان الإناث كان ضارّاً أيضاً للأطفال الرّضع، مما يؤدي إلى حدوث حالة وفاة واحدة أو حالتين في الفترة ما قبل الولادة وأثناءها وبعدها في كل 100 ولادة. ناهيك عن الآثار النفسية والجسدية، حيث تشير تقارير أممية إلى أن عملية استئصال الأعضاء التناسلية الأنثوية تسبب أضراراً بالغة للفتيات والنساء نتيجة استخدام أدوات غير معقمة كالسكاكين وشفرات الحلاقة، وانعدام الخبرة الطبية لدى الخاتنات.

وتشير إلى أنها قد تسبب أيضاً في الإصابة بنزيف حاد، ومشاكل في الجهاز البولي، وآلام عند التبول، وكذلك تؤدي إلى إعاقة الوظائف الطبيعية لجسم المرأة، كما قد تصل مضاعفاتها في بعض الحالات إلى الوفاة أو الإصابة بالعقم.

ومن ناحية أخرى تؤكد أن الآثار النفسية والعاطفية الناجمة عن عملية الختان قد تكون مدمرة، ويمكن أن ترافق الضحايا مدى الحياة، جراء قوّة الصدمة النفسية التي تؤدي إلى اضطرابات سلوكية، وقد يعاني ضحايا الختان من توارد الذكريات السيئة والمؤلمة ومن الاكتئاب والقلق وضعف الذاكرة، والخوف من الاتصال الجنسي.

جهود أممية

وتكثّف الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والناشطون الاجتماعيون حملاتهم بهدف القضاء نهائياً على ختان الإناث، وتتركز الجهود في هذا المجال على نشر الوعي الصحي بمخاطر الختان، فضلاً عن حث الدول على سن قوانين تجرم هذه الممارسة، وعلى توفير فرص التعليم والرعاية الاجتماعية للفتيات في سن مبكرة.

وفي هذا الإطار دعا الأمين العام بان كي مون المجتمع الدولي إلى القضاء على ختان الإناث، وقال بان كيمون في رسالة بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث 6 فيفري “إن الحاجة إلى وضع حدٍّ لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث باتت اليوم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.”

وأضاف: “إن باستطاعتنا القضاء على ممارسات تشويه الأعضاء التناسلية للإناث خلال جيل واحد، لنقترب أكثر من عالم يسود فيه الاحترام الكامل لحقوق الإنسان المكفولة لكل امرأة وطفل ومراهق وتوفر فيه الحماية لصحتهم، وحيث يتسنى لهم الإسهام بمزيد من العطاء في مستقبلنا المشترك.”

مقالات ذات صلة