-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صيحة الشروق

60 على 62

عمار يزلي
  • 300
  • 0
60 على 62

جاءت احتفالات عيد الاستقلال هذه السنة متزامنة مع احتفالات نهاية ثاني تجربة جزائرية في احتضان كبريات التظاهرات الرياضية الإقليمية، بعد ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1975. احتفالات ضخمة بعد منافسات قوية جمعت 26 دولة متوسطية في الألعاب المتوسطية بوهران لهذه السنة.

يأتي عيد الاستقلال هذه السنة غير بعيد عن احتفالات المسلمين بعيد الأضحى المبارك: أول عيد أضحى الذي أضحى بدون إصابات كبيرة بكورونا وصفر وفيات لعدة أسابيع خلت، مما يمكن العائلات من الشعور ببهجة التنفس وفرحة لقاء الأحباب والأهل والاقارب بعيدا عن الضغط والقلق والعلع أحيانا وأخبار الموت. فالسنة الماضية، كان عيد الأضحى والصيف عنوانا لأكبر عدد من الوفيات وأزمة صحية لم يعرف الجزائر لها مثيلا بسبب متحور أوميكرون وما جرّ من ويلات وأرواح بسبب نقص الأوكسجين.

يحل شهر جويلية هذه السنة والعالم يشهد أكبر أزمة اقتصادية طاقوية غذائية بسبب الأحداث في أوكرانيا والعقوبات المفروضة من طرف الغرب على روسيا.، لم ولن نكون بمنأى عن تداعياتها من حيث ارتباطنا بشبكة العالم التوصيلية واللوجستية وسلسلة التوريد والنقل التي زادت من تكاليفها جائحة كورونا من قبل ولمدة ثلاث سنوات تقريبا، أضيفت لها أزمة العقوبات على روسيا، غير المسبوقة في تاريخ العالم الحديث حتى اثناء الحرب الباردة.

يدخل الصيف وقد ضيعت كثير من الدول “اللّبن”، وبدت أخرى باحثة عن طريقة لضمان قمح الشتاء، بل وخبز الخريف..وأكثر من ذلك، دول لا هي في العير ولا هي في النفير: لا هي مكتفية غذائيا ولا هي منتجة للطاقة ولا طاقة لها لها بالعمل والإنتاج الاكتفائي. وعليه، فصيف هذه السنة قد لا يكون بردا وسلاما على كثير من سكان العالم في الشمال وأكثر في الجنوب، لا سيما القارة الافريقية التي تعاني من بقايا الاستعمار التي حولها ولا يزال في عديد من الدول، إلى مستثمرة وزريبة خلفية له لتطوير اقتصاده في المتروبول. إفريقيا التي تعمل على النهوض من جديد لترمي بأوزار وثقل سنين الاستعمار الأبيض عبر آليات الدخول في منظمات دولية أقليمية لبعث اقتصادها وتنميتها بعيدا عن ضغوط الشمال الذي كان السبب في هذا العجز الكبير اليوم في تأمين حاجيات كثير من دولها ولاسيما دول الساحل على تأمين خبز اليوم ناهيك عن تأمين حياة الناس من جوع ومن خوف.

تحتفل الجزائر بعيد استقلالها الستين وقد خرجت من نفق عدم الوثوق بفضل عزائم المخلصين وبفضل شعب تجند لإفشال كل المحاولات اليائسة لإعادة البوصلة الاستعمارية إلى الشمال. تعود الجزائر لمواقعها المتقدمة التاريخية التي رسمتها ثورة التحرير وفلسفة الجزائر في عدم الانحياز والوقوف دوما إلى جنب حرية الشعوب في تقرير المصير: في فلطسين وفي الصحراء الغربية كآخر مستعمرتين للأسف جمعهما المستعمران اليوم أسلوب الخداع والغدر والخيانة والدس والتآمر على الجار..عبر تطبيع مقيت يجعل الجزائر اليوم تعلم وتعمل أن عليها أن ترفع راية الاستقلال عاليا لكل الشعوب المقهورة المستعمرة المشردة..

احتقفلات الجزائر بعيد استقلالها الستين..لن يكون كسابق الأعياد..في ظل حوكمة جديدة لجزائر جديدة..لا تغيرها الأسافين رغم الدق ورغم الحرب والخرق..والغدر الذي لا يخزي إلا صاحبة ويعريه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!