كنا ننام على أسرة عسكرية ونتلقى منحة لا تتعدى 10 دنانير
يتحدث اللاعب الأسبق والمدرب المعروف عبد الحميد زوبا عن ظروف تأسيس فريق جبهة التحرير، والهدف الأساسي من ظهوره إلى الواجهة، مشيرا أن الأمر الذي كان يهمهم هو توسيع دائرة الثورة الجزائرية وإسماعها في الدول العربية وفي أوربا وآسيا، مؤكدا أن الفريق المذكور حقق أهدافا مهمة، داعيا من جيل الاستقلال أخذ العبرة والعمل على خدمة الكرة الجزائرية وتفادي كل ما يؤثر على سمعتها وتاريخها.
كلما حلت ذكرى الفاتح نوفمبر، يتذكر الكثير ظروف تأسيس منتخب جبهة التحرير الوطني، فماذا تقول في هذه المناسبة؟
الغاية من تأسيس منتخب جبهة التحرير الوطني ليس لعب الكرة والفوز بالمباريات، ولكن هناك هدف أسمى حرص على تحقيقه القائمون على جبهة التحرير الوطني، وهو توسيع دائرة الثورة، وإسماعها في مختلف البلدان، سواء في الدول العربية أو في آسيا وأوروبا، وهو الأمر الذي حرصنا على تجسيده، من حيث النتائج الايجابية والوجه الطيب الذي جعل الفريق يبرز من يوم إلى آخر.
كيف قبلتم فكرة الالتحاق بتونس رغم ظروفكم الجيدة في البطولة الفرنسية؟
كنا واعين بالقضية الوطنية، بدليل أن هجرتنا إلى فرنسا كانت لأسباب اضطرارية، وهو البحث عن العمل، وحين طلب منا تشكيل فريق جبهة التحرير الوطني لبينا النداء دون أي شرط.
ما هي الجوانب التي كان يركز عليها مسؤولو الثورة حين يتحدثون معكم؟
كانوا يدعون إلى ضرورة خدمة الثورة كل حسب موقعه، وبحكم أننا نلعب الكرة، فكان علينا أن نعطي صورة مشرفة حتى تعرف الشعوب الأخرى وضعية الجزائر وقضيتها العادلة ضد الاستعمار الفرنسي، بدليل أننا نلنا تعاطف مختلف الشعوب والسياسيين في البلدان التي زرناها.
نفهم من كلامك أن فريق جبهة التحرير الوطني قام بدور رياضي ودبلوماسي في نفس الوقت؟
هذا صحيح، أذكر أن الزعيم فرحات عباس قال لنا ذات مرة “نحن السياسيين لما نتكلم يسمع لنا 200 شخص، أما أنتم حين تبرزون في الملاعب يشاهدكم الآلاف، وهو ما يسهل نقل القضية الجزائرية في أوسع نطاق”.
هل كنتم تتلقون منحا مهمة نظير الانتصارات المحققة؟
(يضحك مطولا) كنا نتلقى منحة تقدر بـ 10 دنانير فقط، ولما سمع فرحات عباس بتألقنا في دورة كروية بالخارج زاد لنا دينارين، في تلك الفترة لم يكن همنا المال، لأن مسؤولي “الأفلان” يطالبون بالتضحية من أجل إيصال رسالة الثورة إلى أبعد حد ممكن، كما كنا ننام على أسرة عسكرية.
ما رأيك في الخلافات التي حصلت مؤخرا بين ركائز فريق جبهة التحرير الوطني على غرار مخلوفي ومعوش؟
الإنسان كلما يكبر ينقص عقله، وهو ما يؤكد بأن السن يؤثر على الفرد، وهي أحد الأسباب التي جعلت ركائز منتخب “الأفلان” يصلون إلى هذه الدرجة.
هل هناك مساع للصلح بين الأطراف المتخاصمة؟
الصلح موجود، لكن العيب في نشر الغسيل في الشارع وعلى صفحات الجرائد، صراحة أشعر بخجل كبير كلما أتذكر مثل هذه الخلافات، ولا أجد كيف أجيب من يسألني من الشبان أو الطلبة حين ننزل ضيوفا على الجامعات الجزائرية.
تعد أول مدرب نال كأس إفريقيا للأندية البطلة في الجزائر مع مولودية الجزائر، كيف تنظر إلى اتحاد الجزائر تحسبا للنهائي الإفريقي أمام تي بي مازيمبي؟
أتمنى له كل التوفيق، فاتحاد الجزائر يملك فريقا كبيرا ومحترفا، وإن شاء الله ينال هذا اللقب، لأن التتويج سيصب في تشريف الكرة الجزائرية مثلما قامت به أندية أخرى في مناسبات سابقة.
ما رأيك في رد فعل الجماهير الجزائرية بعد الوجه المتواضع للمنتخب الوطني أمام غينيا والسنغال؟
الجمهور أصبح يعرف الكرة في ظل انتشار وسائل الإعلام المختلفة، ولو أنني أرفض التصرّفات السلبية، لأنها تضعف المدرب وتجعله يفقد السيطرة على أعصابه، على الجميع أن يفكر في مصلحة المنتخب الوطني الذي تنتظره مباراة هامة أمام تنزانيا.
لكن المدرب غوركوف محل انتقادات لاذعة، ما رأيك؟
على غوركوف أن يراجع حساباته، فمن الناحية الفنية ارتكب عدة أخطاء، ولم يلجأ إلى الاستقرار، خصوصا أن مختلف المناصب في حاجة إلى التثبيت تحسبا للمباريات الرسمية المقبلة، الفترة الحالية ليست لتجريب اللاعبين ولكن لتثبيت العناصر القادرة على خدمة التشكيلة الوطنية.
ما رأيك في قضية بلايلي وبعض الممارسات السلبية التي تطبع الكرة الجزائرية؟
تألمت كثيرا لحالة بلايلي، لأن هذا الأخير يملك إمكانات كبيرة لكن ذهب ضحية سوء المتابعة، من اللازم العودة إلى التكوين الكروي والتربوي، حتى نتحكم في شباننا من سن 12 إلى 19 سنة، من غير المنطقي أن نمنح لهم أموالا ضخمة دون متابعة صارمة.