-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
شروط غريبة تضعها النساء قبل الزواج:

تحرير العقود لدى الموثق.. حفظ للحقوق أم انتقاص للثقة؟

جواهر الشروق
  • 17843
  • 0
تحرير العقود لدى الموثق.. حفظ للحقوق أم انتقاص للثقة؟
ح.م

يعزف الكثير من الجزائريين عن توثيق عقود زواجهم لدى الجهات الرسمية بما يضمن لكل طرف حقوقه في حال حدوث أي نزاع.

وتكال الكثير من التهم واللمز والغمز للأشخاص الراغبين في اتخاذ هذه الخطوة تأسيسا لحياة زوجية تحفظ فيها الحقوق وتصان على اعتبار أن الزواج عقد وثيق وميثاق غليظ أوصى الله تعالى باحترامه وتقديسه وينطبق عليه ما ينطبق على بقية العقود الأخرى من توثيق وإشهاد للغير على شروطه وأركانه.

ولعل نظرة المجتمع والذهنية التي لا تزال سائدة إلى غاية الآن هي التي أحجمت الإقبال على الأمر وجعلت المقبلين على الزواج يخجلون من إثارة الفكرة التي لم تشق طريقها بعد بالشكل الواجب رغم كثرة النزاعات بين الأزواج وارتفاع حالات الطلاق التي ينجم عنها صراع في المحاكم حول الحقوق وكيفية إثباتها.

حليّ المرأة ومهرها وصداقها ومرتبها إن كانت عاملة، حقّها في سكن انفرادي وفي امتلاك سيارة وغيرها من الأمور المادية هي أهم المواد الموثقة بين المقبلين على الزواج لما عرفته التجارب السابقة بين المتزوجين من مشاكل بشأنها.

غير أن الغريب في الأمر هو أن توثق النساء مثلا بعض القضايا الأخرى المعنوية التي تبدو تافهة بالنسبة للبعض كزيارة الزوجة لبيت أهلها وعدم حرمانها من أرحامها أو عدم توقيفها عن عملها ومن الغريب العجيب أن توثق المرأة حقها في قيادة السيارة والاحتفاظ بوظيفتها بعد الإنجاب وغيرها من الأمور الأخرى التي تخضع لتقدير الزوج ومن ثم تسلطه في أحيان أخرى والأغرب أن تشترط الزوجة عدم التعدد لزوجها وأن يبقي عليها وحدها لا شريكة لها، وإن كان الزوج ميسورا تطالب الزوجة بملكيتها لعقار ما أو جزء منه على غرار السيارة أو السكن أو المحل أو ما شابه.

المحامية والحقوقية فاطمة الزهراء بن براهم تقول بهذا الخصوص أن الزواج عقد معنوي مثل بقية العقود وتستغرب عزوف الجزائريين عنه رغم المشاكل الكبيرة والنزاعات التي تشهدها المحاكم يوميا بهذا الخصوص.

وتستطرد محدثتنا كيف لنا أن نثبت قيمة الذهب والحلي التي قدّمها الزوج لزوجته إن لك تكن منصوصة في العقد الموثق كيف للمرأة أن تلزم الرجل باحترامه لاستمرارها في العمل إن لم توثق الشرط وكيف وكيف كل هذه الأمور يجب أن يشار إليها في عقود الزواج وأن توثق وهو ما لا يمكن فعله في عقود زواج التي تحرر في البلدية بالشكل الراهن.

وحسبها، فإن التوثيق مهم جدا لاحتكام الزوجين إليه عند التنازع، فهو يقطع المنازعة، إذ أن الوثيقة تصير حكما بين المتعاملين ويرجعان إليها عند المنازعة فتكون سببا لتسكين الفتنة ولا يجحد أحدهما حق صاحبه.

وتضيف بن براهم أنّ الناس لم يكونوا بحاجة إلى هذا الإجراء، بل كان الضمير كافيا عند الطرفين لتحمل المسؤولية، وفي القيام بالحقوق الشرعية، ولكن وجدت اعتبارات مختلفة جعلت من توثيق عقد الزواج أمرا واجبا من ذلك خراب الذمم وضعف وازع الإيمان في القلوب، فالتوثيق يحفظ الحقوق ويرفع الضرر والحرج عن الزوجين، فضلا عن أن القوانين جعلت التوثيق أمرا لازما لإثبات الحقوق.

وإذا كان المتبنون للفكرة يرون أن الواقع المرير والتجارب المدمرة هي التي دفعت إلى مثل هذه التصرفات فإن و الكثير من الأزواج يرتابون من الطرف الآخر إذا ما طالب بتوثيق العقد لدى الموثق بدل البلدية ويسارعون إلى انتقاص الثقة والتخوين وغيرها من أشكال التفكير السلبي التي تتسبب في شرخ العلاقة قبل أن تبدأ، حيث تسيطر فكرة وجود مصلحة أو منفعة أو صفقة تشوه قداسة عقد الزواج·· وهو بالفعل ما لمسناه عند الكثير ممن سألناهم حول رأيهم في إبرام عقد الزواج أمام الموثق·

سبب آخر يجل المقبلين على الزواج يحجمون على الفكرة هو التكاليف الإضافية التي يتقاضاها الموثق والتي ترهق كثيرا كونها تضاف إلى أعباء ومصاريف أخرى كثيرة إضافة إلى أن الدفتر العائلي لا يسلم إلا بعد مدة تناهز الأسبوعين عكس البلدية التي تسلمه في ظرف ساعات قليلة بعد العقد.

إيناس هي إحدى الفتيات التي أصرّ والدها على تحرير عقد الزواج لدى الموثق ضمانا لحقوقها في البداية، تقول إيناس، إستغرب خطيبي كثيرا هذه الخطوة وكاد يرفض لولا إلحاحي على التمسك به وأن والدي هو من طلب ذلك دون استشارتي وبالكاد أقنعته بحسن النيات.

اما كوثر فتقول انها حددت شروطها بعد وقوفها على تجربة قريبة لها عانت الويلات مع زوجها وكادت تنتهي بالانفصال لولا صبرها وتنازلها عن ابسط حقوقها في زيارة والديها وصلة رحمها رغم ان زوجها ممن يقال أنّهم “الاخوة الملتزمون”.

وتضيف كوثر أدرجت شرط حقي في زيارة والدي مرة في الأسبوع وصلة رحمي من الأجداد والعمات والأعمام والخالات والأخوال وحقي في استقبال أهلي وصديقاتي في بيتي وأمور مادية أخرى تتعلق بقيمة الحلي التي قدمها لي وبضرورة امتلاك محرر في حالات بيعها أو الانتقاص منها وكذا حقي السكن الانفرادي بعيدا عن بيت الحماة وتفاصيل أخرى تتعلق باستقلالية الذمة المالية.     

ويرى أحد الموثقين في العاصمة أن ضابط الحالة المدنية بالبلدية الإشراف على عقد الزواج، ولهذا فإن الإقبال على الموثق لإتمام إجراءات عقد الزواج يظل محتشما، حسب محدثنا، الذي أكد أن أغلب الفئات التي تقصده لإتمام العقد، غرضها فرض بعض الشروط، على اعتبار أن عقد الزواج المحرر أمام ضابط الحالة المدنية لا يسمح باللجوء إلى تدوين الشروط المطروحة من الزوجين، وهذا يعد أهم اختلاف يلاحظ بين عقد الزواج المحرر أمام ضابط الحالة المدنية وذلك المحرر أمام الموثق، وبالتالي، فإن عقد الموثق يمنح فرصة لكلا الطرفين لاشتراط كل ما يخطر ببالهما، ولكن على أن لا تخالف هذه الشروط القانون والشريعة الإسلامية·· وإلا فإنها تجعل عقد الزواج باطلا، وبالتالي تحول دون إمكانية إبرام العقد ·

أمّا عن نوعية الشروط التي ترد عموما في عقود الزواج فيقول الموثق، هي لا تخرج عن الإطار القانوني والشرعي، وهي تختلف من زوج لآخر، إذ نجد مثلا اشتراط بعض الزوجات على أزواجهن “عدم العمل أو عدم إعادة الزواج تحت أي ظرف كان”، كما قد يحدث أن يشترط طرف على الآخر تحويل ملكية عقار أو بيت أو مبلغ مالي لحسابه···”· وفي الوقت الذي نجد فيه انتشار هذه الصيغ في العقود بالعديد من الدول، لاسيما العربية منها، فإن الإقبال عليها في يظل قليل الانتشار في بلادنا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • الونشريسي

    اشكرك .واشاطرك ماذهبت اليه.لكن لما لاتسن قوانين.في حق الموظفة.انها تقسم راتبها3
    1نصيب لنفسها
    2/ن نسبة لوالديهاان كانوا معدومين
    3 نسبة لزوجها
    وبذا تستقر الاسرة .

  • جزائري

    بخصوص الوظيفة ليست حقا شرعيا للمراة ولا ممنوعة منها في نفس الوقت هذا يبقى حسب التفاهم بين الطرفين لان الاولى في هذا الجانب هو النفقة وهي على عاتق الزوج
    سبب هذه العقود ان الطرفين وخاصة الرجال لا يحترمون التزماتهم تجاه بعضهم البعض وهو ما يدفع المراة الى توثيقها من البداية حتى لا تخسرها ولكن احيانا يبالغن فيها مثل السيارة والقيادة هذه ليست ضرورة للزواج والالتزام بالميثاق الغليظ
    يبقى الزواج في هذا الزمن مشروعا تجاريا غير انه مشروع مجتمع وهو الهدف الحقيقي الذي اوجد من اجله الى حين ان تتغير النفوس

  • جزائري

    الحقيقة مرة ويجب ان تقال سبب انعدام الثقة وكثرة المشاكل هم الرجال رغم اني لا ابرئ المراة حين يدخل حب المادة والجشع الى قلبها فهي تتحول الى مفترس حقيقي لا تنتهي مطالبها الا بوضع حد لها او حرمانها من كل شيء
    ولكن ما اردت الاشارة اليه بخصوص الرجال هو انهم لا يحسنون معاملة ازواجهم وفي فترة الخطبة و التعارف يتنازلون عن كثير من الامور والزوجة تاخد ذلك على محمل الجد و حين الزواج ينقلب الرجال 180 درجة يضعها في زنزانة ويحرمها من كل شيء صلة الرحم حقها في التعليم ارى انه واجب ان تتعلم المراة اما بخصوص ..

  • بدون اسم

    ههههه اللهم هب لنا من ازواجنا و ذريتنا قرة اعين و ابعد عنا اشباه النساء من المسطاشات اللهم امين

  • بدون اسم

    السبتي اعجبني تعليقك

  • بدون اسم

    المرأة تستطيع ان تضع زوجها في السجن ان انتقض العقد كأن تكون عاقر و لا تلد و ترفض ان يتزوج عليها لانه مكتوب في العقد الا يتزوج عليها
    احمد الله اني لم اتزوج موسطاشة و في الحقيقة بلاد النساء اللهم ارحمنا منها

  • دنيا

    الكبر عمرو ما كان عيب الله يهديك هدا مكتوب ربي ماشي شطارة حتى انت ياكلك الكبر وحتى متزوج .

  • كريم

    عقدت مند مدة بواسطة الموثق لا لشئ سوى لتجنب الدهاب للبلدية و تحديد موعد و و و فأحضرت الموثق للبيت

  • بدون اسم

    الثقة اساس كل زواج ناجح و بما ان الخيانة الزوجية ذاع صيتها سواء من الرجال او النساء صار هذا هو الحال و لكن لماذا نتعلق بالماديات و نسينا لذة القرب من الله فقط استخارة او عدة استخارات و دعوات خفية ستنقذنا

  • ishak

    المضحك أنهم كلهم بايرات و يزيدو يشرطو ههههه 11 مليون بايرة .....ياو فوقو كلاكم الكبر

  • السبتي

    من الافضل للزوجات أيضا أن يشترطن حقا لهم يسمح بخيانتهن لازواجهم مرة في السنة وان ضبطت من قبل زوجها فلا يحق له تطليقها واضافة شرط التعري والتبرج ومعاكسة الرجال واظهار الساقين والصدر والخروج ليلا والا التحدث مع العشيق في الهاتف والانترنت، الزواج رابطة مقدسة ورمودة ورحمة كما جاء في دين الاسلام لن تنفعكن هاته الأساليب لأن الجزائري يبدع ويناور ويبتكر طرقا للمراوغة

  • le kabyle

    كلما اتطرق الي موضوعا ما الا وكتبتم مقال - تطرقت الي الخدمة الوطنية فكتبتم مقال عنه- تطرقت عن الخلع التعسفي فكتبتم مقال عنه-تطرقت الي هذا الموضوع نفس الشيئ- لهذا اقول اقبل بمنصب مستشار في جريدتنا الموقرة"الشوق" سلام

  • جزائري مسلم حر

    كل هذه الشروط الدنيوية تافهة والمواثيق المعتمدة لدليل قاطع لفك المودة واالرحمة بين الزوجين لاداعي لذكر ماورد في المقال كالسيارة والسكن وعدم الزواج بامرأةاخر والراتب ان كانت عاملة او تحويل ملكية الزوج الى الزوجة والعكس كل هذا وذاك هو ضرب مصداقية الزواج المقدس المبني على الحب والمودة وتبادل صلات الارحام والمحافظة عليها -لماذا لم توثق المرأة المقبلة على الزواج بأنها بكر او خالية من الامراض الوراثية كالعقم والصرع والاغماء والسرطان عفانا الله واياكم حميعا من هذا الامراض وبنفس الكيفية والطريقة للزوج

  • كريم

    زواج المصالح ما يصدقش

  • S S BEJAIA

    الزواج عقد عظيم اساسه المودة والرحمة ولا داعي لتعقيد الامورعلى الراغبين في الزواج اكثر مما عليه ومن يحسب بزاف تتلف له*اللهم ارزقنا المودة والسكنى والذرية الصالحة و الله يرزق من يشاء بغير حساب للجميع دون استثناء *

  • Chandelle

    الزواج مقدس وليس مصالح
    وميثاق غليظ لا يعرف قيمته الا القليل

  • بدون اسم

    من القائل
    مافيش حاجة تجي كده وانت حبيبي كده ارجع زي زمان

  • واقعية

    و انه منتهى العيب ان يوضع شرط كزيارة الاهل و صلة الرحم استغرب كيف زوج يمنع صلة الرحم لزوجته كيف يربي ابناءه بعد ذلك ؟؟ لهذا المجتمعات انتقصت منها الرحمة و المودة بين الاقرباء و الجيران الله يهدي

  • واقعية

    هذا النوع من التوثيق يلجا اليه المعددون او فئة قليلة فقط لغرض فرض شروط استثنائية او الخوف من رد الفعل في المستقبل .... و هو ليس موضوعا للتعميم .

  • حوار

    لتعلم ان عقد الزواج دوطبيعة خاصة - لان موضوعه يختلف عن كل العقود - لا يمكن اشتراط تحويل ملكية لانه قد يصبح عقد فاسد معرض للابطال .
    -