ألمانيا تُبخّر أحلام السيسي وتفرج عن أحمد منصور
أطلقت السلطات الألمانية، مساء الإثنين، سراح مقدم البرامج في قناة “الجزيرة” القطرية أحمد منصور، الذي احتجزته بناء على طلب من السلطات المصرية.
وأطلق المدعي العام الألماني سراح منصور دون أن يوجّه له اتهامات، بحسب مراسل الجزيرة في ألمانيا عيسى طيبي.
وقال عيسى الطيبي في وقت سابق إن المحامي سيتسلم منصور وسيتم نقله إلى مكان آمن.
وأضاف المراسل أن وزارة العدل كانت خاطبت المدعي العام برسالة عبر الفاكس هذا اليوم داعية إلى إطلاق سراحه.
وقال إن المدعي العام تأكد بعد مراجعته تفاصيل القضية إلى أنها قضية سياسية وتستند إلى اتفاق بين ألمانيا ومصر.
وكان الطيبي نقل عن محامي منصور قوله إن القضاء سيأخذ استشارة وزارة الخارجية الألمانية بشأن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، وإذا ثبت أن لقضية منصور بعدا سياسيا فإنها ستلغى فورا.
وبيّن الطيبي أن عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد) لم تمنع من ظهور الكثير من التصريحات والمواقف من مختلف التوجهات السياسية، مشيرا إلى صدور مواقف من الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم، منها الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الألماني.
ويمثل إطلاق مذيع الجزيرة المشهور، المعارض للانقلاب العسكري في مصر، صفعة أخرى على وجه السيسي، بعد تلك التي تلقاها قبل أسبوعين أثناء تنشيطه ندوة صحفية مع نظيرته الألمانية إنغيلا ميركل في ألمانيا، حين باغتته الطبيبة المصرية الشابة فجر العادلي ووصفته بالدكتاتور والسفاح أمام كاميرات العالم.
ويجد نظام السيسي نفسه في حرج كبير للمرة الثانية في البلد نفسه (ألمانيا)، كما يجد نفسه مُدانا في العالم بتهمة مطاردة الصحفيين وقمع النشطاء والمعارضين.
وعبثا حاول نظام السيسي النيل من صحفيي شبكة “الجزيرة” بداية باعتقال مراسل قناة الجزيرة في القاهرة عبد الله الشامي، في 14 أوت 2014، أثناء تغطيته فض اعتصام رابعة العدوية، تلاه توقيف السلطات المصرية ثلاثة صحفيين في قناة الجزيرة الإنكليزية هم: الأسترالي بيتر غريست والمصري باهر محمد والكندي من أصل مصري محمد فهمي، في 29 ديسمبر 2013 في سياق تغطيتهم لأحداث ما بعد الانقلاب.
وبالإفراج عن أحمد منصور تكون أحلام النظام الانقلابي في تكميم صوت وكاميرا “الجزيرة” قد خابت، وهي الخيبة الثالثة التي يسجّلها هذا النظام في سلسلة موجهاته الثلاث لقناة الجزيرة، في انتظار ما قد يُقدم عليه هذا النظام من “حماقات” أخرى في حق الصحافة والصحفيين، وخاصة صحفيي “الجزيرة”.
وينتظر أن تشن شبكة الجزيرة “هجوما مضادا” على النظام المصري لإعادة الاعتبار لصحفيها أحمد منصور ولنفسها، باعتبارها أشهر قناة إخبارية في العالم العربي تمكنت بفعل احترافيتها من الوصول إلى العالمية وتحقيق سبق في الكثير من المواضيع التي تشغل كبريات الدول، خاصة مع تعلّق منها بالحوارات والتحقيقات التي يجريها صحفيوها مع زعماء الحركات الجهادية، آخرها المقابلة التي أجراها أحمد منصور نفسه مع زعيم “جبهة النصرة” في سوريا أبو محمد الجولاني في سوريا، المطلوب للنظام السوري ولدى أمريكا.