-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“أستديو 27”.. أو عندما يقول الشباب كلمتهم!

قادة بن عمار
  • 7581
  • 0
“أستديو 27”.. أو عندما يقول الشباب كلمتهم!

ربما حين قدمت المخرجة الشابة ياسمين شويخ، مشروعها الأول “أستديو 27” كمسلسل تلفزيوني للقائمين على قسم البرمجة بالتلفزيون الجزائري، لم يراهن هؤلاء على نجاح العمل، أو وضعوا في حسبانهم أنها تجربة ياسمين الأولى، كما أنّ المسلسل بلا نجوم، وغير كوميدي بالمعنى “التهريجي” السائد هذه الأيام، لكن الأكيد أن شويخ القادمة من عائلة فنية عريقة، كسبت الرهان وخالفت التوقعات، وفاجأت حتى أشد المتشائمين حين قدمت مسلسلا رمضانيا “متميزا” و”مختلفا” بكل ما تحمله الكلمة من معنى!

“أستديو 27″، قصة كريم وأمين، صديقان من مدينة مستغانم، الأول يقضي معظم وقته بمحل كراء أشرطة الفيديو، حالما بمشروع فيلم سينمائي “حقيقي خيالي !!” يريد أن يخرجه بعدما كتب نصه رغم صدامه المستمر مع والده، والثاني، ممثل شاب، ينتقل بموهبته بين ورشات إنتاج مسلسل هنا أو ومضة إشهارية هناك، بحثا عن مكان وسط هذا العالم الواسع، ومقنعا نفسه بأنه سيأتي يوم سيشير إليه الجميع، بأصابع الإعجاب والتقدير والنجومية!!

تمر الأحداث، ويكبر الحلم يوما بعد آخر، وحلقة بعد أخرى، لتنقلنا ياسمين شويخ (كاتبة السيناريو والمخرجة في ذات الوقت) بين أزقة المدينة الجميلة مستغانم، نشاهد شوارعها الضيقة، ونعيش بين أحيائها النظيفة، نصادف ملامح سكانها الطيبين والعادية، ونشم رائحة بحرها الأزرق الذي كان حاضرا بقوة في المسلسل.. ولعل هذه الديكورات الواقعية جدا، تعد نقطة القوة الأكبر بالنسبة لهذا العمل الذي لم يراهن على النجوم بقدر ما بذل جهدا في تقديم وجوه فنية شابة، منحت سنوات عمرها السابقة للمسرح، وباتت تحلم اليوم (مثلما هو في المسلسل تماما) بالنجومية واللمعان في مجالات فنية أخرى!!

في “أستديو 27” هنالك ما يدهشك.. أداء بشير بوجمعة الطبيعي، والحضور اللافت لناصر سوداني، وأيضا “تلقائية” مهدي الشبيه بالممثل الأمريكي الشهير جوني ديب، ولعل في هذا الشبه أو التقليد ما أقنع صاحب مصنع بأن يدخل غمار تجربة إنتاج هذا الفيلم الشبابي جدا، حين يتعامل “صاحب رأس المال” ببلاهة كبيرة (مثلما هي عادة عدد كبير من المنتجين) ويحاور كاتب الفيلم ومخرجه: هل هنالك قرصان بالفيلم؟ أنا أحب القراصنة.. إذن سأنتجه!!

ربما لا تعرف ياسمين شويخ أنها في مسلسلها “أستديو 27” تعيد اكتشاف ممثلة كبيرة بحجم بهية راشدي.. هذه الأخيرة تظهر في مشهد واحد بالعمل، لكنه مشهد مختلف تماما عن كل ما قدمته في سنوات عملها السابقة.. بهية راشدي هنا ليست المرأة الطيبة، ولا الأم الحنون أو الزوجة “المحڤورة” بل هي صاحبة مؤسسة خاصة للإنتاج، تتعامل “بغرور زائد” وعجرفة غير مقبولة، وتقوم بطرد بشير بوجمعة وناصر سوداني بطريقة فضة، وفيها كثير من التعالي والنفاق الاجتماعي “المنبوذ”.. مشهد قصير يجعلنا “نكره” بهية راشدي “المنتجة في المسلسل.. لكننا نقف احتراما لبهية راشدي الممثلة التي منحت تاريخها لكاتبة ومخرجة شابة، أبدعت في تحريرها من النمطية، وأخرجتها من عباءة التصقت بها لسنوات!!

حين تشاهد “أستديو 27” الذي تعرضه قناة “كنال ألجيري” لن تنتظر طويلا حتى تردد بينك وبين نفسك: هكذا يفعل الشباب المبدع، لكن ماذا لو تم منحهم فرصة، أو ربع فرصة فقط في زمن تتسيد فيه المشهد الفني “الانتهازية” وتسيطر عليه “ديناصورات” لا تريد أن تنقرض!!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • أ.حداد

    غياب حصة هنا الجزائر عن الشاشة قد ترك فراغا لا يعوض ياقادة رغم أنني شخصيا لست مع ما تطرحه من قضايا بنسبة مائة في المائة من حيث الجانب الاجتماعي فبلادنا مهما كانت الأسباب تحتاج إلى هدوء وسكينة وطمأنينة حتى ولو تطلب الأمر أن يضحي كل منا بجزء من حقوقه الاجتماعية لتثبيت ذلك وكما يقول المثل الشعبي المعروف"الهناء خير من لغناء"
    لكن وبكل صراحة فغياب حصتك "هنا الجزائر " قد ترك صداه مثل برنامج لقاء الصحافة لمرادشبين في ثمانينيات القرن الماضي بإيجابياته وسلبياته.

  • نصرو الجزائري

    تحية لك قادة بن عمار على تشجيعك للمواهب الشبانية وعلى طرحك الموضوعي ورمضان كريم وعيد سعيد مبارك لك و لكل الصحفيين الاحرار