حرب الأزواج!
ما زال قانون الأسرة الجديد يثير جدلا واسعا في الأوساط الشعبية، بين داعم ومرحّب وبين رافض لهذا القانون، الذي تضمن مواد تجيز سجن كل من يتحرّش بالمرأة، لفظيا أو جسديا، بل ويجيز للمرأة أن تسجن زوجها إذا تعدى عليها ضربا، فهل انتهى زمن قوامة الرجل؟
هل هي بداية قوامة المرأة على الرجل؟ أليس هذا القانون الجديد بات يهدد لبنة الأسرة؟ أليس مصير الأسرة الجزائرية بات مهددا بالتفكك بسبب هذه المعادلة الجديدة التي جعلت العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تضاد وتصادم لا علاقة تواد وتفاهم!؟
لقد بات مصير الرجل قاب قوسين أو أدنى على عتبة السجن إن هو تجرأ وأثبت قوامته التي منحه إياها الله تعالى على زوجته إن هي خالفته، مصداقا لقوله، بسبب القانون الجديد الذي منح للمرأة حرية التصرف وحرية التحرك، من الآن فصاعدا فلتفعل المرأة ما تشاء مادام أن زوجها مقيد بالقوانين الجديدة، ولا غرابة إن تفككت الأسر الجزائرية وامتلأت قاعات مجالس القضاء بالأزواج المقبلين على الطلاق، لأن ما في يد الزوج حيلة لكبح جماح زوجته غير الطلاق.
لقد بات مصير المجتمع الجزائري التفكك مادام أنه قُدم للمرأة حزمة قوانين تتقوّم بها على الرجل الذي أجاز له الإسلام ضرب زوجته ضربا غير مبرح بل ضرب إشفاق وتأديب، وأجاز الإسلام للأخ ضرب أخته ضرب تأديب لا ضرب انتقام وتشف، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “عاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده في خاصرتي“.
لا تستغربوا يوما إذا استمر الحال فيما هو عليه أن تخرج علينا كائنات رخوية تطالب بحقوقها في المجتمع باسم الحرية الفردية، على طريقة المجتمعات الأوروبية، بل سمعت والعهدة على الراوي، أن هذه المخلوقات الغريبة عن الإسلام والعروبة باتت تطالب بحقوقها، ووصل بها الحد الدخول إلى البرلمان ورفع شعاراتها، وحينها سنكون أمام مشهد نكبر فيه على المبادئ والأعراف أربع، وسنكون أمام مشهد تغريبي قد يكون فيه الخروج للشارع مع الوالد أو الوالدة غير ممكن حتى لا يخدش الحياء بيننا وبين الوالدين.
“المشاكس” سعيد. م
.. شوف يا سي سعيد، أعتقد والعلم لله، أن المشكل ليس في القوانين مهما كانت “خطيرة” حسب هؤلاء و“مثيرة” حسب أولئك، وإنما الإشكالية، وهذا هو الأخطر، في انتحار الأخلاق وأصول التربية، وهذا هو الذي أفسد العلاقة بين الرجل والمرأة، وأخلط الوظائف والصلاحيات، وكرّس منطق “التأنيث والتخنيث” في نزاع رجالي–نسائي، تنازل فيه الكثير من الرجال عن “رُجلتهم“، فيما تنازلت فيه نساء كثيرات عن أنوثتهن.. فلا حول ولا قوّة إلا بالله.