باريس تضع الجزائر على رأس أهم سبع دول لدعم اقتصادها
تضع الحكومة الفرنسية، الجزائر على رأس سبع دول معروفة بقوة اقتصادها، تعتبر بمثابة منطقة استقطاب حقيقية للشركات الاقتصادية الفرنسية الباحثة عن فرص لها في الخارج، ما يؤكد الأهمية التي توليها باريس للجزائر كسوق واعدة لاقتصادها.
والدول السبع مرتبة حسب ترتيب الخارجية الفرنسية، هي: الجزائر، الصين الشعبية، الإمارات العربية المتحدة، اليابان، الهند، المكسيك، روسيا الاتحادية، وجاء ذلك في المحور الأول من مجموع عشرة محاور، تحت عنوان: مديرية المؤسسات الاقتصادية الدولية، الذي يضعه “الكيدروسي” هدفا من بين أهداف السياسة الخارجية التي تسعى حكومة مانويل فالس إلى تجسيدها.
وتعتبر الدول الست الأخرى بأنها ذات اقتصاديات قوية، فالصين هي القوة الاقتصادية الأولى في العالم، حسب تصنيف صندوق النقد الدولي لعام 2014، متجاوزة الولايات المتحدة الأمريكية، فيما تعتبر اليابان القوة الاقتصادية الثالثة في العالم، أما الإمارات العربية المتحدة والهند وروسيا والمكسيك فتعتبر اقتصادياتها صاعدة ومناطق جذب كبيرة للاستثمارات الخارجية.
وتبقى الجزائر الاستثناء بين الدول السبع، كونها لا تملك اقتصادا قويا قادرا على استيعاب الاستثمارات الخارجية مثل الصين أو اليابان على سبيل المثال، غير أن احتياطها من العملة الصعبة يحصي ما يقارب الـ200 مليار دولار، وعروض مشاريع تقارب الـ300 مليار دولار، ما يعني أن وضع الجزائر ضمن تلك المجموعة، لم يكن وفق الاعتبار الاقتصادي، وإنما وفق اعتبارات أخرى، عادة ما تلجأ إليها باريس في تمكين مؤسساتها من الحصول على صفقات كبرى، وهو الاعتبار السياسي، تماما مثل ما حصل مع شركة “ألستوم” التي فازت بمشاريع ضخمة في الجزائر، بالرغم من أنها كانت على حافة الإفلاس.
ومن منطلق الأهمية القصوى التي توليها السلطات الفرنسية لمستعمرتها السابقة، جاء تعيين، الأمين العام السابق لقصر الإيليزي، جون لوي بيانكو، كمبعوث خاص لوزير الخارجية، لوران فابيوس، ووسيط بين حكومة بلاده ونظيرتها الجزائرية، من أجل تسهيل حصول الشركات الفرنسية على قسطها من المشاريع في الجزائر.
وجاء هذا التوجه بعد أن سجلت الصادرات الفرنسية للجزائر، تراجعا في عام 2013، بنحو 6 .9 بالمائة، منخفضة من 6.4 مليار أورو في عام 2012، إلى 5.9 مليار أورو في عام 2013، وهو التراجع، الذي أرجعته التحليلات الفرنسية، حسب موقع “الكيدورسي” على الأنترنيت، إلى تراجع مبيعات السيارات الفرنسية في الجزائر بنحو 32.6 بالمائة.
وتنشط الاستثمارات الفرنسية في العديد من القطاعات، منها صناعة الدواء من خلال “سانوفي أفنتيس”، و”سان غوبان” في صناعة الزجاج، وشركة “توتال” التي تنشط في قطاع الطاقة، وصناعة السيارات من خلال مصنع “رونو” بوادي تليلات بالقرب من وهران، وصناعة وصيانة قاطرات الترامواي والميترو عبر شراكة بين “ألستوم” الفرنسية وميترو الجزائر ومؤسسات النقل بالسكك الحديدية، فضلا عن صناعة الإسمنت من خلال علامة “لافارج”.