استئناف عمليات زرع القرنية بعد توقف دام ثلاث سنوات

بعد توقف معهد باستور عن استيراد القرنية منذ 2012 من الولايات المتحدة الأمريكية، وفر مؤخرا 11 قرنية تم استيرادها وتوزيعها عبر المستشفيات الجامعية للقطر الجزائري، حيث أجريت صبيحة يوم الاثنين الماضي، عمليتين ناجحتين في مصلحة طب العيون بمستشفى حساني إسعد ببني مسوس.

حيث زارت الشروق المستفدين من هذه العملية، ورغم الفرحة الكبيرة لمرضى العيون باستئناف زرع القرنية، غير أن عددها قليل جدا مقارنة بعدد المرضى الذين تجاوز عددهم 7000 مريض في قائمة الانتظار.

استأنفت مصلحة طب العيون بمستشفى“بني مسوس” عمليات زرع القرنية، بعد توقف دام 03 سنوات، حيث أجرت المصلحة بين سنتي 2010 و2011، حوالي 150 عملية لزرع القرنية، لكن ورغم تكفل أطباء جزائريين بهذه العمليات مؤخرا وتوفر كل الإمكانيات اللازمة الخاصة بزرع القرنية، إلا أن المشكل أصبح يتعلق بعدم توفر هذه القرنية التي تستورد من أمريكا.

الشروق لدى زيارتها لمصلحة استعجالات وطب العيون بمستشفى بني مسوس رصدت فرحة الممرضين والأطباء بعد نجاح العملتين وعودة تزويد المستشفيات بالقرنيات المتبرع بها، والتي تأتي من الخارج وهو ما ترك الألاف من المرضى مهددين بالعمى، وأكدت الطبيبة المقيمة في مصلحة طب العيون وهيبة مخلوف، أن ظاهرة انفصال “تمزق” القرنية عرف ارتفاعا ملحوظا بفعل بعض الأمراض المزمنة، حيث تستقبل مصلحة ابن مسوس، 10 حالات يوميا منها حالات نتيجة تعرض لضربة عنيفة على مستوى العين، مما جعل المئات من طلبات زرع القرنية المسجلة في قائمة الانتظار مجمدة.

قالت إن مصلحة بني مسوس منذ سنتين تقريبا لم تقم بأي عملية زرع للقرنية رغم تسجيل يوميا 3 حالات إصابة بالقرنية، وقد استبشرت المصلحة خيرا بعد استفادتها من 5 قرنيات، حيث أوضحت أن الأولوية تعطى للذين لديهم إصابة في كلا العينين وللشباب ويراعى ترتيب ملفات الطلبات.

إشكالية نقص المتبرعين وقانون 1985

يشتكي الأطباء الجراحين بمصلحة بني مسوس كغيرها من مصالح طب العيون، من نقص التبرع بالقرنيات، والتي تأتي غالبا من أمريكا، وبالرغم من استعدادهم في كل وقت لإجراء هذه العمليات، إلا أن انعدام ثقافة التبرع بالأعضاء في الجزائر مغيبة بفعل نقص التحسيس وحتى لو كانت موجودة حسب الطبيبة وهيبة مخلوف فإن انعدام بنك الأعضاء في الجزائر يحيل دون توفر أعضاء لزرعها في جسم الإنسان، وبالشروط اللازمة، وأوضحت أن قانون الصحة لـ1985، تحدث عن التبرع بالأعضاء ولكن بقي بعيدا عن عدة مفاهيم طبية، لذا يجب حسبها أن يعاد صياغته فيما يخص التبرع بالأعضاء ويركز على التبرع بالأنسجة، وهي نقطة لم يتم توضيحها، خاصة حسبها أن أغلب عمليات الزرع تتعلق بالأنسجة. 

بشرى لوردية ومليكة

نجحت مصلحة طب العيون لمستشفى“بني مسوس” في  إجراء عمليتين لزرع القرنية، حيث خضعت لها سيدتين شابتين صبيحة أول أمس، بدءا من الثامنة والنصف صباحا من يوم الإثنين الماضي، بعد أن زوّد المستشفى بقرنيتين لشيخين من الولايات المتحدة الأمريكية، في انتظار إجراء 3 عمليات أخرى لشابين وامرأة، السيدة وردية عيلاش 33 سنة من ولاية البويرة أم لطفل رضيع، تعرضت للعمى في إحدى عينيها جراء ارتفاع الضغط وهي حامل، أما السيدة مليكة عبد السلام 33سنة، لديها 4 أطفال، منذ أربع سنوات ضعف بصرها بسبب مرض مزمن. وقفت الشروق على حالتيهما بعد الانتهاء من العملية و كانتا تبتسمان تعبيرا عن سعادتهما.