الوفاق يستعد لمنح الجزائر أغلى تاج في ستينية الثورة المباركة
تواصل الكرة الجزائرية تضميد جراحها من مظاهر العنف التي تخيم ملاعبنا، حيث صنع وفاق سطيف التميز بعد تألقه الميداني في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، وأهدى أبناء المدرب خيرالدين ماضوي أغلى هدية للجماهير الجزائرية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، وهذا بعد تألق أبناء الهضاب في ملعب لوبومباشي أمام نادي مازيمبي الذي أرغموه على مغادرة المنافسة من بوابة المربع الذهبي.
وتعوّد فريق وفاق سطيف على صنع الأفراح في مثل هذه المناسبات، ففي نهاية شهر جويلية المنصرم حقق النسر الأسود فوزا مميزا في سهرة رمضانية بتونس قبل يومين عن عيد الفطر المبارك على حساب نادي أهلي بنغازي بثنائية نظيفة لحساب دور المجموعات، وهو الفوز الذي عزز مكانته حينها على رأس المجموعة التي ينشط فيها، وهو ما يعكس قدرة الوفاق على استغلال المناسبات الكروية الكبرى لإفراح الجماهير الكروية في انتظار التتويج قاريا يوم الفاتح نوفمبر الذي يتزامن مع الذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية، وهو ما يمثل رمزا كبير الدلالة من الناحية التاريخية ويطمح الجميع لتعزيزه من الناحية الكروية.
وبعيدا عن الأجواء الجميلة التي يصنعها وفاق سطيف الذي يسير بخطى ثابتة نحو التتويج، إلا أن الكرة الجزائرية لازالت تعاني من عديد الظواهر المؤسفة والحوادث الأليمة التي خيمت على ملاعبنا منذ مطلع الموسم الكروي الجديد، والبداية بحادثة مقتل المهاجم الكاميروني ألبير إيبوسي يوم 23 أوت المنصرم، حيث تمر عليها 40 يوما بالتمام والكمال دون أن تكشف التحقيقات الأمنية والوزارية عن أي مستجدات بخصوص المتسببين في المأساة التي عرفها ملعب 1 نوفمبر بتيزي وزو، وهو نفس السيناريو الذي عرفته حادثة وفاة مناصري اتحاد الجزائر في ملعب 5 جويلية التي مرت عليها سنة كاملة، في المقابل صدم الجمهور الرياضي لتواصل ظاهرة العنف بعد الذي عرفه ملعب ورڤلة بين شباب بني ثور ونادي بوقادير، حين دخل لاعبو هذا الأخير في عراك جماعي مع قوات الدرك الوطني في مشهد تأسف له الكثير، إلى ذلك يتواصل مسلسل الحكم الدولي المساعد بيطام منير الذي لم تطو حلقاته الأخيرة بعد، موازاة مع التصريحات والتصريحات المضادة بينه وبين مسؤولي الرابطة المحترفة واللجنة المركزية للتحكيم، حيث اتهم في تصريحاته قرباج وحموم على التوالي بالضلوع وراء تهميشه والعمل على تحطيم مساره في سلك التحكيم مهددا بالكشف عن أمور خفية بالدلائل، ورفض المثول أمام لجنة الانضباط التابعة للهيئتين، وفي الوقت الذي فضل المسؤول الأول على الاتحادية محمد روراوة مبدأ الصمت فقد أكد وزير الرياضة الدكتور محمد تهمي على فتح تحقيقات معمقة، ولا يستبعد أن تكون شبيهة بتلك التي ميزت قضية لقاء شباب باتنة- شبيبة الساورة، أو مجمل المهازل التي ميزت ملاعبنا سواء من ناحية الغش في الإنجاز أو الحوادث المؤلمة التي عرفتها، وقضية اللاعب إيبوسي ومقتل مناصريْ اتحاد الجزائر خير مثال على ذلك.
وإذا كان الجزائريون منشغلين بعيد الأضحى المبارك، إلا أنهم لن ينسوا طريقة استقالة مدرب شبيبة القبائل، البلجيكي هوغو بروس بحجة تدخل رئيس النادي محند شريف حناشي في صلاحياته، وهو الأمر الذي اعترف به حناشي أيضا لوسائل الإعلام، وأكد على تحديد التشكيلة الأساسية أمام نصر حسين داي، ما مكنه من التغلب على مدربه السابق آيت جودي، وفي الوقت الذي كانت مثل هذه الممارسات تتم في الخفاء إلا أن تصريحات حناشي أخرجتها إلى العلن، ما يعكس الوضع المأساوي الذي تعرفه كرتنا الجزائرية على صعيد الأندية كسوء التسيير وتداخل الصلاحيات وبيع وشراء المباريات، مرورا بما يحدث في المدرجات التي تعرف مختلف أشكال وأنواع العنف، على أمل أن يقوم الجميع بوقفة مع الذات بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وبالمرة التفكير جديا في كيفية تصحيح المسار وتجاوز المظاهر السلبية التي تنخر الكرة الجزائرية من موسم إلى آخر.