إن لم تمت بالقلب ماتت “بالقنطة”

كشفت دراسة حديثة أن الزواج يحمي المرأة من الوفاة بسبب الإصابة بأمراض القلب بنسبة 28 بالمائة على اعتبار أن الزوج يجبر زوجته على مراجعة الطبيب حال إصابتها بوعكة صحية، الأمر الذي يساعد على تشخيص المرض في أولى مراحله و بالتالي السيطرة عليه.

كما أن الزواج – حسب هذه الدراسة -يفرض على المرأة نمطا معينا من الحياة، بحيث يجعلها حريصة على الاهتمام بنفسها و بصحتها على عكس العازبات اللواتي لا يتوفر لديهن هذا العامل المساعد على الحفاظ على صحتهن وبالتالي يصبحن عرضة للموت حال إصابتهن بأمراض القلب، و الحق أن هذه المشكلة الصحية إن صحت نتائج هذه الدراسة، ليست هي الخطر الوحيد الذي يتهدد المرأة العانس في المجتمعات العربية عامة، و في المجتمع الجزائري خاصة، لأن هناك أكثر من سبب يجعلها عرضة للضغط النفسي و حتى الانهيار العصبي، فالأسرة التي لا تكف عن معايرة ابنتها ب ” البايرة” كلما خالفت أمرا، أو ارتكبت خطأ، وربما دون أي داع، و المجتمع الذي لا يكف عن توجيه اللوم لها ” علاه ما تزوجتيش ” ،” بنات الجيران و العايلة كامل تزوجوا و أنت طاب جنانك”، وربما اتهمها بأنها لا تصلح للزواج ” لو كان فيها الصلاح ماتبورش “، ” نتاجاتها راهم يزوجو في أولادهم ” …ثم تأتي الضربة القاضية التي تقضي على كل أمل لها في الحياة” كي يموتو والديك يرموك خاوتك برا” مع العلم أن هذه” السيمفونية الحزينة” وتلك الصورة القاتمة التي ترسمها الأسرة و المجتمع للمرأة التي بلغت سن الزواج و لم تتزوج، تتكرر بشكل يوحي بأن ثمة تحالف بين هذه الأطراف المقصود  منه انتزاع أي مشاعر جميلة، أو أحلام بلون الورد لا تزال هذه المرأة تحتفظ بها لنفسها على سبيل رفع المعنويات وجبر خاطرها المكسور، هذه هي العانس في مجتمعنا إن لم تمت بالقلب حسب هذه الدراسة البريطانية ماتت ب “القنطة”، و ” القنطة” حسب ” دراسة تجريبية” تؤدي إلى مرض القلب و انهيار الأعصاب و اكتئاب مزمن وهذا ما لم تقله هذه الدراسة .