-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في الفيلم الفلسطيني "البلح المر"..

جهاد الشرقاوي: عندما تشبه تضاريس العمر ..”بقايا” الوطن المسلوب !

الشروق أونلاين
  • 2205
  • 0
جهاد الشرقاوي: عندما تشبه تضاريس العمر ..”بقايا” الوطن المسلوب !
ح.م
جهاد الشرقاوي

تفاجئنا العجوز، وهي البطلة الرئيسية عبر فيلم “البلح المر” للمخرج الفلسطيني جهاد الشرقاوي باستمرار مشكلة الحصار واللاجئين، وبوجع فلسطين الذي نسيناه في عتمة ما يحدث بالعالم العربي حاليا، خصوصا عندما تردد في بداية العمل – الذي تم عرضه ضمن مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان وهران- أن الابتعاد عن الوطن وترابه أقسى بكثير من الموت فيه..:”يا ليتنا متنا في بيوتنا تحت القصف ولم نتخل عن تلك الجدران للاحتلال الصهيوني”!

ينقل جهاد الشرقاوي عبر كاميراته مشاهد توثيقية لما يمكن تسميته معاناة الوطن في جسد عجوز من مدينة يافا، وهي والدته الحقيقية البالغة من العمر 86 سنة، تروي قصة تهجيرها عبر “كتاب” لا تريد التخلي عنه، وفاء لما تبقى من الوطن المسلوب، فتنتقل بحديثها من وجع الاحتلال إلى ألم الفراق عن الأولاد..:”آه يا أحبابي، أشتاق لكم يا غاليين.. أتمنى أن أغمض جفني ثم أفتحهما فأجدكم أمامي أيها الأحبة” تخاطب الأم أبناءها وهي تعدّ لهم بلحا من تراب هذا الوطن، مسلوب الحرية، مسلوب الكرامة حتى إشعار آخر..

أجمل ما في عمل جهاد الشرقاوي أنه بسيط جدا، فهو يروي قسوة الابتعاد عن الوطن بلسان امرأة تشتاق لفلسطين ويافا بقدر اشتياقها لرؤية أبنائها، وليس غريبا أن تضاريس حياة هذه المرأة تتطابق تماما مع تضاريس فلسطين، بين المقاومة، والانكسار، حب الوطن ولوعة الفراق،..

يشار أن مدة العمل التي قاربت الساعة (48 دقيقة) أثارت بعض النقاش حول مسألة تصنيفه، وما إذا كان يدرج ضمن الأعمال الوثائقية أم الأفلام القصيرة، وهو الجدل الذي أعقب عرض العمل بقاعة السينماتيك بوهران، لكن محتواه ترك أثر طيبا وسط الحضور، وكأن كل عمل يتحدث عن فلسطين إلا ويجد من يسانده ويدعمه دون قيد ولا شرط .

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!