-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أيها النواب.. احذروا النصب والاحتيال!

جمال لعلامي
  • 4128
  • 5
أيها النواب.. احذروا النصب والاحتيال!

من القضاء والقدر، أن تتحوّل الفرحة إلى قرحة، في بيوت العديد من المترشحين الذين بشـّرتهم النتائج الأولية بأنهم نواب و”ربي كبير”، لكن غربال المجلس الدستوري ضربهم للرّاس، وأسقطهم أرضا، بإصدار فتوى تؤكد عدم شرعيتهم وتستخلفهم بنواب آخرين كانوا يعيشون الحداد منذ العاشر ماي الماضي!

اليوم، يُنصّب كبير الشيّاب وصغير الشباب، بالمجلس الشعبي الوطني، 462 نائب في هيئة تشريعية، دوّخت أغلب الأحزاب، وقضت على أحلام مئات المترشحين الذين دخلوا المنافسة الانتخابية عن طمع، فخرجوا خاليي الوفاض وهم يجرون أذيال الهزيمة، بعدما اعتقد جزء كبير منهم، أنه بصدد المشاركة في مباراة تنس أو مقابلة ودية، قد تكفي ضربة حظ للفوز بالتأهل!

ليس من السهل، أن يزفّ خبر كنس بعض النواب، وليس من السهل أيضا تبليغ يائسين ومهزومين بخبر فوزهم في التشريعيات بعد 15 يوما من الإعلان عن هزيمتهم، وبين هذين الخطين المستقيمين، ليس من السهل على كلّ الأحزاب أن تضمن ولاء وطاعة نوابها داخل البرلمان وخارجه!

إن الأحزاب التي اختارت تشكيل جبهة ضد “التزوير”، وتأسيس برلمان مواز ومعاد، لا يُمكنها أن تضمن قدرتها على تسيير نوابها، الذين سيفضلون في الغالب وفي غالبيتهم، الحصانة والثلاثين مليونا، على لعبة سياسية “ما توكلش الخبز”!

حتى وإن رفع اليوم نواب الأحزاب الرافضة لأرقام ونتائج التشريعيات، يافطات “تـُمرمد” الفائزين، أو بالأحرى الحزب الفائز بالأغلبية البرلمانية، وحتى إن شوّش هؤلاء على تنصيب “برلمان الأفلان”، وأفسدوا العرس، فإن ذلك لا يُمكنه أن يقدّم أو يؤخّر، طالما أن التمثيل على الشعب يتفوق على تمثيله!

بعد تنصيب البرلمان، ستتوجه الأنظار وبصفة حصرية، نحو الحكومة الجديدة، باتجاه وزرائها ورأسها تحديدا، هل ستكون حكومة الحزب الفائز، أم حكومة الأحزاب الفائزة؟ حكومة حيادية أم حكومة تكنوقراطية؟ أم ستستنسخ من الحكومة المنتهية ولايتها، فتكون حكومة قديمة جديدة؟

لعلّ من مصائب الممارسة السياسية في الجزائر، هو أن اللاحق يلعن السابق، والسابق لا يقدّم حصيلته ولا يصرّح بأملاكه، وبالتالي لا يُحاسب ولا يُعاقب، والدليل أن البرلمان “الميّت” لم يقدّم حصيلة الخمس سنوات المنقضية، كما لم تقدّم الحكومة المعلقة من عرقوبها بيان سياستها العامة مثلما ينصّ عليه الدستور والقوانين المحدّدة للعلاقات بين الهيئة التشريعية والجهاز التنفيذي!

سمعنا الكثير من “الهدرة” والثرثرة، قادمة من ألسن وحركة نواب ووزراء، لكن لا الشعب ولا الدولة، سمعت نائبا أو وزيرا يقدّم إخفاقاته ويُجاوب على سؤال من “أين لك هذا”، وهذه واحدة من السلوكات المرضية التي تحوّلت بفعل التقليد إلى غربال يغطي الحقيقة!

.. أيّها النواب الجُدد: تزاحموا تشاحموا، اليوم في طابور برّ-لمان، لكن اعلموا أن ما ينتظركم هو اختبار عسير، فالعهدة عمرها خمس سنوات، واعلموا أنها لو دامت لغيركم لما وصلت إليكم، ودوام الحال من المحال، فإذا عدتم إلى مداشركم ومساقط رؤوسكم، ووفيتهم لعهودكم ووعودكم حسب المستطاع والمنطق، وابتعدتم عن الشبهات والبزنسة والسمسرة والنصب والاحتيال على الزوالية، فإنكم إذا “ما ربحتو تخرجوا سالكين”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • علي

    لو كنتَ مكان أحد الفائزين لفعلت ما تقتضيه مصلحتك الخاصة ، ولفكرتَ في التدرج الذي سيكون عليه حالك ( صحفي - برلماني - وزير - سفير )
    ولنا في حمراوي مثلا ، إضافة إلى الامتيازات المادية لك ولأقاربك .
    اعفونا من الشعارات .

  • aziz kawmih

    يا اخي استفحل الداء و الترياق صعب ٠صعب ان تخاطب الضمير في من لا ضمير له ،المنطق واضح كالحلال و الحرام لكن من اعمى الله بصيرته وتاه بين جمع المال و البحث عن النفوذ يتعسر جلبه الى طريق الحكمة ،اتمنى ان يصلح الله احوال جزائرنا ٠

  • رشيد

    مقالاتك من أجود ما يكتب على صفحات الشروق
    بارك الله فيك

  • ملاحظ

    صدقني تقول أي شيء تشرب النبيذ اليوم وتكفر بها غدا أم أنها مقتضيات لقمة العيش !

  • عباس

    الذين تحصلوا على حوالي 300 مقعد يمثلون أقل من 9% من الشعب.العرس المزعوم هو بالاحرى موت مختوم،ينم عن ضربة"ترافيك".لكن لا عليك فستعرف بعد فوات الأوان بأنك كنت تغازل أفعى ماكرة و عندها لن تجد للغيث سبب.