-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الشروق‭ ‬تلتقي‭ ‬البحارة‭ ‬المحررين‭ ‬لحظة‭ ‬عودتهم‭ ‬إلى‭ ‬عائلاتهم

لم‭ ‬نسمع‭ ‬بهروب‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬وسقوط مبارك ومقتل‭ ‬القذافي

الشروق أونلاين
  • 21157
  • 27
لم‭ ‬نسمع‭ ‬بهروب‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬وسقوط مبارك ومقتل‭ ‬القذافي

‮”‬النيف‮”‬‭ ‬الجزائري‭ ‬حيّر‭ ‬القراصنة‮ ‬وشركتنا‮ ‬لم‮ ‬تدفع‮ ‬لنا‮ ‬أي‮ ‬دينار‮ ‬عند‮ ‬عودتنا‮ ‬إلى‮ ‬بيوتنا

  • الشروق‮‬‭ ‬تلتقي‭ ‬البحار‭ ‬آيت‭ ‬رمضان‭ ‬بمدينة‭ ‬حجوط
  • القراصنة‭ ‬روَّعونا‭ ‬بالأربيجي‭ ‬والكلاشينكوف‭..‬‮ ‬وكانوا‭ ‬يشربون‭ ‬الخمر‭ ‬ويصلون
  • ‭*‬‮ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬الاختطاف‭ ‬لم‭ ‬نسمع‭ ‬بنهايات‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬ومبارك‭ ‬والقذافي
  • “كنا نعيش يومياتنا على الشائعات التي يتبادلها القراصنة الذين يحرسونا”.. بهذه العبارة وصف البحار المفرج عنه آيت رمضان محمد من مدينة حجوط بولاية تيبازة يومياته رفقة بقية المختطفين على متن باخرة “أم في بليدة” بسواحل الصومال لمدة 10 أشهر و19 يوما تخللتها فترات‭ ‬للهدنة‭ ‬مع‭ ‬القراصنة‭ ‬والتوتر‭ ‬المستمر‭ ‬والمعاملات‭ ‬الغريبة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحراس‭.‬
  • استقبلتنا امس عائلة آيت رمضان بحي 17 فيفري بحجوط وأجواء الفرحة تعم افراد الأسرة، خاصة الإبن البكر فوزي الذي قدمنا لوالده “محمد” الذي كان في انتظارنا بقاعة الاستقبال، ورغم التعب الذي كان باديا عليه، الا انه وبمجرد ان قدمني إليه ابنه فوزي بأنني من الشروق رفقة‭ ‬زميلة‭ ‬اخرى‭ ‬من‭ ‬احدى‭ ‬الصحف،‭ ‬ابتسم‭ ‬وأبدى‭ ‬استعداده‭ ‬للإجابة‭ ‬عن‭ ‬اسئلتنا‭.‬
  •  

  • البحار رفقة ابنته ـ تصوير مكتب تيبازة
  • ‮ ‬لحظات‭ ‬الرعب
  • بداية المأساة التي عاشها الميكانيكي محمد آيت رمضان رفقة 26 شخصا كانوا على متن باخرة “أم في بليدة”، كانت في عرض مياه البحر على بعد 150 كم من سواحل سلطة عمان، متوجهة نحو كينيا، اين فاجأهم القراصنة الصوماليون الذين كانوا يبحرون على مسافات بعيدة على متن باخرة تونسية‭ ‬اختطفوها‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬سابق‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬يتوجهوا‭ ‬نحو‭ ‬الباخرة‭ ‬الجزائرية‭ ‬بواسطة‭ ‬زوارق‭ ‬صغيرة،‭ ‬لكنها‭ ‬سريعة‭ ‬جدا،‭ ‬رغم‭ ‬ان‭ ‬المنطقة‭ ‬آمنة‭ ‬ولم‭ ‬يسبق‭ ‬وان‭ ‬شهدت‭ ‬عمليات‭ ‬اختطاف‭..‬
  • ..يقول آيت رمضان كانت الساعة الثانية وعشرين دقيقة بعد الزوال عندما هاجم حوالي 30 قرصانا الباخرة وهم مدججين بأسلحة رشاشة وقذائف “اربي جي”، وفي وقت وجيز تمكنوا من السيطرة تماما على الوضع في غياب اي مقاومة من طرف طاقم السفينة، “كنت نائما قبل ان اتفاجأ بفوضى وطلقات نارية اثناء عملية الاقتحام، في هذه اللحظة أيقنت اننا وقعنا في قبضة القراصنة الذين كنا نسمع عنهم فقط، في هذه اللحظات حلقت مروحية على مسافة بعيدة، غير ان القراصنة قدموا لها معلومات خاطئة وعطلوا كل اجهزة الاتصالات”.
  •  
  • الرحلة‭ ‬نحو‭ ‬المجهول
  • بعد ما أحكم القراصنة سيطرتهم على الباخرة توجهوا بنا نحو السواحل الصومالية وتحديدا الى ميناء “قراد” الذي يسطر عليه القراصنة، وهناك استولوا على مخزون الأكل الذي كان بجوزتنا ويكفي الطاقم لمدة 25 يوما، ومن يومها لم نعرف طعما للمأكولات التي كان القراصنة يقدمونها لنا والمتكونة اساسا من العجائن والأرز، واستثناء يقدمون لنا لحم الغنم، في حين يتمتعون هم بما لذ وطاب.. بعد فترة من رسو الباخرة بميناء قراد، قامو بتحويلنا الى موانيء أخرى بالشريط الساحلي الذي يسيطرون عليه، غير اننا في نهاية فترة الاختطاف عدنا الى الميناء الأول‭.‬
  •  
  • مزاج‭ ‬القراصنة‭ ‬متقلب‭ ‬وحياتهم‭ ‬غريبة‭ ‬الأطوار
  • وفي وصفه للقراصنة، قال آيت رمضان إن اعمارهم تتراوح بين 40 سنة و14 سنة، أكبرهم هو رئيس الفرقة “احمد” وصغرهم احد ابنائه البالغ 14 سنة من العمر، ورشاش الكلاشينكوف لا يفارقه، يعامل المختطفين غالبا بقسوة وعنف، مزاجهم متقلب، احيانا يعاملوننا بلطف، واحيانا أخرى بالترهيب والإهانة والتهديد بالقتل، لباسهم عسكري وايامهم يقضونها في الترف وتعاطي الخمور ويقضون سهراتهم يمضغون القات وتناول الشاي، اما الصلاة فيؤدونها احيانا فقط، أما مأكلهم، فمن أجود ما وجدوه في مخازن البواخر المختطفة ولحم الغنم الذي يأتون به يوميا، اما لغتهم‭ ‬فهي‭ ‬الانجليزية‭ ‬رغم‭ ‬ان‮ ‬اغلبهم‭ ‬يتقن‭ ‬العربية‭.‬
  •  
  • غيبوبة‭ ‬عمرها‭ ‬10‭ ‬أشهر
  • وعن اتصال المختطفين بالعالم الخارجي، قال آيت رمضان، انهم لم يكونوا يسمعون شيئا عن الثورات العربية والسقوط المتتالي للرؤساء العرب “كان اتصالنا الخارجي يتم فقط بالحديث إلى عائلاتنا عبر الهاتف، اما الاستماع الى الأخبار فلا توجد اي وسيلة لذلك، رغم ان أحد الحراس‭ ‬المدعو‭ ‬رشيد‭ ‬كان‭ ‬يملك‭ ‬مذياعا‭ ‬صغيرا‭ ‬يستمع‭ ‬به‭ ‬احيانا‭ ‬لإذاعة‭ ‬‮”‬البي‭ ‬بي‭ ‬سي‮”‬،‭ ‬لكنه‭ ‬متقلب‭ ‬المزاج،‭ ‬يتركنا‭ ‬نستمع‭ ‬قليلا،‭ ‬ثم‭ ‬يغير‭ ‬الموجة‭ ‬إلى‭ ‬إذاعات‭ ‬لا‭ ‬نفهم‭ ‬لغتها‭.‬
  •  
  • قدوم‭ ‬ساعة‭ ‬الفرج
  • واصل آيت رمضان حديثه إلينا بصعوبة حول لحظات الإفراج “يوم 03 نوفمبر أتانا القراصنة، وبعد معاملات مهينة، وضرب مبرح لبعض الزملاء، أخبرونا بأننا سنغادر ميناء قراد، وتم الإفراج عنا، غير انهم رفضوا تقديم ضمانات عن تعرضنا لعمليات اختطاف اخرى، غادرنا الميناء باتجاه‭ ‬كينيا‭ ‬أين‭ ‬استقلنا‭ ‬سفير‭ ‬الجزائر‭ ‬ومنها‭ ‬عدنا‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الوطن،‭ ‬شاكرين‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬عائلاتنا‭ ‬
  • سالمين‮”‬‭.
  • “‬الشروق‮”‬‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬البحار‭ ‬‮”‬إسماعيل‭ ‬درير‮”‬‭ ‬بدلس
  • ‮”‬النيف‮”‬‭ ‬الجزائري‭ ‬حيّر‭ ‬القراصنة‮ ‬وشركتنا‮ ‬لم‮ ‬تدفع‮ ‬لنا‮ ‬أي‮ ‬دينار‮ ‬عند‮ ‬عودتنا‮ ‬إلى‮ ‬بيوتنا
  • ‭*‬‮ ‬هكذا‭ ‬طاردتنا‭ ‬سفينة‭ ‬أثناء‭ ‬العودة
  •  تزامن وصول البحار الجزائري اسماعيل درير إلى أحضان عائلته بمدينة دلس مساء أمس مع وصول الشروق التي افتكّت أول مقابلة معه، رغم حالة التعب الذي كان واضحا عليه، ليفتح قلبه للشروق حول تفاصيل الاحتجاز، والإفراج التي دامت 11 شهرا في أراضي القراصنة.
  •  
    البحار رفقة عائلته ـ تصوير مكتب بومرداس
  • الشروق‭: ‬عودة‭ ‬ميمونة‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭..‬هلاّ‭ ‬سردت‭ ‬لنا‭ ‬ظروف‭ ‬احتجازكم‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬القراصنة‭ ‬الصوماليين‭.‬
  • درير:  كل شيء كان على ما يرام، فلم يسبق أن تعرضنا لمحاولة اختطاف سابقة حتى في أخطر المحاور البحرية المعروفة بمثل هذه الأحداث. أول مشهد نتذكره اقتراب سفينة كبيرة للقراصنة، محمّلة بعدد لا يعدّ من طاقمها. حاصرت سفينتنا. في البداية اعتبرنا الحادثة محاولة للسرقة من طرف قطّاع طرق بحرية عاديين، فقمنا بمقاومتهم لمنعهم من الصعود على متن سفينتنا، ودخلنا معهم في اشتباك، قبل أن يطلقوا علنا وابلا من النار. ولولا ستر الله لنا، وإسراعنا للاختباء، لسقط ضحايا من طاقمنا. وأمام هذا الوضع اضطررنا للاستسلام بسبب عدم تكافؤ القوى‭. ‬تقدّم‭ ‬إلينا‭ ‬زعيم‭ ‬العصابة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬اقتيادنا‭ ‬نحو‭ ‬سطح‭ ‬السفينة‭ ‬وبالضبط‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬القيادة،‭ ‬وقاموا‭ ‬بتقييد‭ ‬بعضنا،‭ ‬كما‭ ‬تمّ‭ ‬الاعتداء‭ ‬جسديا‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬منّا‭.‬
  •  
  • ‭-‬‮ ‬كيف‭ ‬تصرّف‭ ‬القراصنة‭ ‬معكم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬هل‭ ‬تعرضتم‭ ‬للتعذيب‭ ‬والتهديد؟‭.‬
  • ++ عشنا 11 شهرا من الرعب والخوف اليومي، فالقراصنة لم يمارسوا علينا تعذيبا ماديا فقط، بل تعذيبا معنويا أيضا. تعرّض الكثير من المختطفين إلى الضرب، كما كان يقيّد بعضهم من الرجلين واليدين، ويعرضون على الشمس الصاخبة طيلة النهار، حتى أن بعضهم كان يصاب بدوران نتيجة‭ ‬الحرارة‭ ‬القاسية،‭ ‬والتعذيب‭ ‬المبرح‭.‬
  • أما البقية فلم تسلم هي بدورها من العذاب المعنوي، فقد كنّا ننام خوفا ونقوم خوفا، فعلى سبيل المثال، كان يتعمّد القراصنة دفع أبواب غرفنا ونحن نيام بشكل عنيف، لزرع الرعب وقطع النوم علينا، فمعظمهم كانوا يداومون على شرب الخمر والحبوب المهلوسة. ليزيد تهديدهم لنا من وقع التعذيب المعنوي الممارس، والذي أفقد الكثير من المختطفين معنوياتهم. ومنذ الساعات الأولى من صعودهم على متن السفينة، قاموا بسرقة كل ما وقعت أعينهم عليه من متاعنا، وحتى تجهيزات السفينة لم تسلم من السرقة والنهب، وطبعا كل تلك الأمور كانت أهون علينا من حياتنا‭.‬
  •  
  • ‭-‬‮ ‬وكيف‭ ‬كنتم‭ ‬تتصرفون‭ ‬أنتم‭ ‬كجزائريين‭ ‬مع‭ ‬بعضكم‭ ‬البعض،‭ ‬ومع‭ ‬القراصنة؟
  • ++ صدّقني إن قلت لك إن تصرفنا ونخوتنا حيّرت القراصنة باعترافهم. فإضافة إلى تلاحمنا نحن كجزائريين، من خلال دفاع بعضنا على بعض، كأننا جسد واحد، كنّا الوحيدين من بين الطاقم الذين كان صوتهم يسمع بالموازاة مع صوت زعيم القراصنة، فقد كانّا نردّ عليهم، ووصل الأمر إلى محاصرتهم دينيّا، من خلال محاولة تحريك ضمائرهم الدينية. وأتذكر كلام أحدهم حينما قال لنا “على مدار السنوات التي اختطفت فيها المئات، لم أر جنسا كجنسكم، ألا تخافون الموت..لم يسبق لمخلوق تحت رحمة أسلحتنا أن تطاول بالكلام علينا، أو حتى ردّ كلمة قلناها..” لكن‭ ‬شهادة‭ ‬لله،‭ ‬فموقفنا‭ ‬عزّز‭ ‬كرامتنا،‭ ‬فلم‭ ‬نكن‭ ‬نعامل‭ ‬بالمثل‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬الرهائن،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬معاملتهم‭ ‬لنا‭ ‬خاصة‭ ‬جدّا،‭ ‬فنحن‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يتلقاها‭ ‬الرهائن‭ ‬الآخرون‭ ‬كانت‭ ‬قلّما‭ ‬توجه‭ ‬لنا‭.‬
  •  
  • ‭- ‬هل‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تصف‭ ‬لنا‭ ‬هؤلاء‭ ‬القراصنة،‭ ‬شكلهم،‭ ‬تصرفاتهم؟
  • ++  لا مجال للمقارنة بين صورتهم النمطية التي كوّنها عنهم من خلال الأفلام والقصص، وبين شكلهم الحقيقي، الذي هو قمّة في الرعب. فأعينهم الحمراء، وأجسادهم الموشّمة جعلت منهم أشبه بشخصيات رعب سينمائية. فلا شيء مقدّس عندهم أمام المال، والأغرب من ذلك، أن من بينهم قصّر‭. ‬فابن‭ ‬زعيم‭ ‬العصابة‭ ‬دون‭ ‬العشرين‭ ‬من‭ ‬العمر،‭ ‬يحمل‭ ‬مسدسا،‭ ‬ويصوّبه‭ ‬نحو‭ ‬من‭ ‬يشاء،‭ ‬وكأنه‭ ‬لعبة‭. ‬ضف‭ ‬لذلك‭ ‬غياب‭ ‬وعيهم‭ ‬طول‭ ‬الوقت،‭ ‬بسبب‭ ‬تناولهم‭ ‬للمخدرات‭ ‬والكحول‭.‬
  •  
  • ‭-‬‮ ‬باعتبارك‭ ‬كنت‭ ‬مكلفا‭ ‬بالمطبخ،‭ ‬كيف‭ ‬كنتم‭ ‬تقتاتون،‭ ‬وهل‭ ‬كان‭ ‬القراصنة‭ ‬يجلبون‭ ‬لكم‭ ‬الطعام‭ ‬أو‭ ‬الدواء؟
  • ++ باستثناء الأسبوع الأول من الاختطاف، وبعد نفاذ المؤونة، أصبحنا نعاني من أزمة غذاء كبيرة، فالقراصنة، كانوا يزاحموننا في الغذاء، والمخزون الذي كان ليكفينا مدة تزيد عن الشهر، نفذ في أسبوع. غير أننا أصبحنا نصطاد السمك، ونقوم بطهيه، ومع ذلك كان للقراصنة نصيبهم من غنيمة الصيد. إلا أنهم كان لهم مطبخهم الخاص، فهم لم يأمنوا رهائنهم أن يغدروا بهم من خلال دسّ مكروه في الأكل. أما الأدوية فلا أثر لها، وأنا شخصيا تعرضت لوعكات صحية متتالية، ولم أتلق أيّة مساعدات. كما تعرض أحد الجزائريين الذي كان يساعدني في الطبخ لحروق بليغة على مستوى الرجل، بسبب استعمالنا للبنزين والفحم، ومع ذلك لم يتلق أيّة مساعدات من طرف القراصنة، فالموت شيء هيّن عندهم، وكانوا يقولون لنا من أراد أن يموت فليفعل، فالبحر والسمك في حاجة إلى جثث ليقتاتوا منها.
  •  
  • ‭-‬‮ ‬‭ ‬هل‭ ‬كانت‭ ‬تصلكم‭ ‬أية‭ ‬أخبار‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي،‭ ‬وهل‭ ‬كانوا‭ ‬يسمحون‭ ‬لكم‭ ‬بإجراء‭ ‬مكالمات‭ ‬هاتفية‭ ‬؟
  • ++ كنّا مقطوعين عن العالم الخارجي، فكل ما كان يصلنا وعلى مدار 11 شهرا مجرد إشاعات بأنه سيتم إطلاق سراحنا، بعد أسبوع، ثم بعد 10 أيام ثم بعد بضعة أيام أخرى، وهكذا تواليك، إلى درجة أننا لم نصدّق حينما تم إطلاق سراحنا نتيجة الوعود الكاذبة. وأحيانا أخرى كنّا نتلقى وابلا من التهديد بالتصفية في حال عدم امتثال حكوماتنا لمطلب الفدية. أما المكالمات فقد كانت على قلّتها ورقة ضغط على الحكومة من خلال عائلاتنا، وكنا نجبر على حثّهم بالتحرك على مستوى الحكومة والشارع للضغط من أجل دفع الفدية.
  •  
  • ‭- ‬ألم‭ ‬يحصل‭ ‬خلاف‭ ‬بين‭ ‬القراصنة،‭ ‬وهل‭ ‬منهم‭ ‬متضامنون‭ ‬معكم؟
  • درير: فعلا كانت تحدث انشقاقات بينهم، غير أن ذلك كان بعيدا عنّا، وكانوا حريصين على أن لا نشاهد ذلك. وكاستثناء وحيد كان أحد القراصنة متعاطفا معنا، ويحاول مساعدتنا بقدر الإمكان. حيث كان يعطينا هاتفه لإجراء مكالمات هاتفية مع أهالينا خفية، كما كان يخبرنا بكل ما يدور من محادثات بين قادة القراصنة، ويحذّرنا ويوجهنا. إلا أن هذا الأخير كان يتعرض لحراسة مشدّدة بعد الشكوك في علاقته بنا، وتعرّض في أكثر من فرصة للتوبيخ والتهديد. وهو من كان يخبرنا بالانشقاقات التي تحدث بينهم، خاصة بين القادة المسيطرين على مختلف السفن المختطفة،‭ ‬والتي‭ ‬تصل‭ ‬درجة‭ ‬الاشتباكات‭ ‬والقتل‭.‬
  •  
  • ‭-‬‮ ‬هل‭ ‬تقصد‭ ‬أنكم‭ ‬لم‭ ‬تكونوا‭ ‬المختطفين‭ ‬الوحيدين‭ ‬بالمنطقة؟
  • ++ نعم، فقد كانت هناك العديد من السفن المختطفة، موزعة على ستة أرصفة متباعدة، وكل سفينة تسيطر عليها عصابة مستقلة من القراصنة، وكنا نشاهد ذلك حين قيامنا بعملية الصيد، التي كانت تتم تحت حراسة مشدّدة.
  •  
  • ‭-‬كيف‭ ‬تمّ‭ ‬تحريركم،‭ ‬وهل‭ ‬علمتم‭ ‬بذلك‭ ‬مسبقا؟
  • ++ لا، لم نعلم بذلك مسبقا، فالدعايات التي كان يطلقها القراصنة كل مرة عن موعد إطلاق سراحنا، سرعان ما تبدّده التهديدات المتجددة بتصفيتنا. وحتى موعد إطلاق سراحنا، جاء مبهما، فلم نعلم شيئا عن تفاصيله، سوى رؤية مروحية مجهولة الهوية تحلّق على مقربة من السفينة، قامت بالتقاط صور للسفينة، قبل مغادرتها، ليتم إطلاق سراحنا بعدها. وحينما شقّت السفينة طريقها للعودة، كانت ترافقنا سفينة إغاثة، سرعان ما أخبرتنا أن سفينة قراصنة أخرين تلاحقنا وهي تسير بسرعة مضاعفة لسرعتنا، محاولة إعادة اختطافنا من جديد، ما نشر القلق والخوف مجددا على متن السفينة. غير أنه يبدو أن سفينة الإغاثة التي كانت مكلفة بإيصالنا إلى اليابسة عالجت الوضع بطريقتها الخاصة، حيث لم تصل إلينا سفينة القراصنة، التي كانت لتبلغنا في ظرف ساعة واحدة حسب درجة سرعتها.
  •  
  • ‭-‬‮ ‬بعد‭ ‬عودتكم‭ ‬لأرض‭ ‬الوطن‭ ‬سالمين‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬استقبال‭ ‬مسؤولي‭ ‬شركتكم؟
  • ++السلطات قامت بدورها في الاهتمام بنا صحيا، غير أن التقصير كان من الشركة، فهل يعقل بعد 11 شهرا أن نعود لبيوتنا خاويي الجيوب، ونحن الذين قدّمنا أكثر من 20 سنة خدمة، وضحينا بأنفسنا لنلقى هذا الإهمال الكبير.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
27
  • عماد

    اين هم البحارة من جيجل يا شروق ام انكم لم تستطيعوا الاتصال بهم سلام يا بلد

  • اسماعيل

    عودة ميمونة لاخواننا البحارة ونقول لاهليهم الحمد لله على سلامتهم

  • ح.سعيد

    نقول لقراصنة الصومال ...الشر مايظلمش...والحمدلله على سلامتكم يا ابطال الجزائر.

  • ALI

    الحمد لله على السلامة , والله االرجال يبقوا رجال , وليكن في علمكم ان كل قراء الشروق كانوا يتفاعلون مع ايي خبر بخصوصكم و كنا ذائمين الذعاء لله تعال لرجوعكم للاهلكم و حضن وطنكم سالمين و الحمد لله على العودة الميمونة.شكر خاص لشروقنا الحبيبة وقرائها الوفيين.

  • ALI

    الحمد لله على السلامة , والله االرجال يبقوا رجال , وليكن في علمكم ان كل قراء الشروق كانوا يتفاعلون مع ايي خبر بخصوصكم و كنا ذائمين الذعاء لله تعال لرجوعكم للاهلكم و حضن وطنكم سالمين و الحمد لله على العودة الميمونة.شكر خاص لشروقنا الحبيبة وقرائها الوفيين.

  • نورة

    صح فيكم.ادا كنتم كاهل الكهف.

  • بدون اسم

    يا رقم12 انت قلبك قاسي

  • walid

    الحمد الله على السلامة والعودة الى الاهل والوطن سالمين

  • نجية

    الحمد الله على السلامة والعودة الميمونة الى الاهل والوطن

  • رياض

    لازم تعويضهم عن العشر أشهر التي قضوها في ذلك الجحيم. تعويض مادي و معنوي. هذا حقهم.

  • khallil

    المهم نتمنى أنوا الناس هاذوا يعطيولهم حقهم و مهما يمدولهم ماش راح ينسيهم واش عاشوا .....اتقوا الله فيهم

  • allaoua

    اولا الحمد الله كى وليتو بخير وعلى خير ، وثانيا حياتكم خير من الكابا هذاك بصح حوسو شويه تعلمو اشحال فيه .

  • zihiou

    الحكد لله على رجوعكم للوطن سالمين وللاهل. تحية كبيرة لكم والجزائري دائما في المصائب لكن الحمد لله

  • tarek

    الحمد لله على سلامتكم

  • Kamel

    قالها درير : "لا شئ مقدس عندهم امام المال"
    بصح مع الجزائريين، ولاو ناس ملاح، طلقوهم بدون فدية !!!

  • younes 2004 city

    مازلك تحوس على الدراهم يا خي كنتو تقولو نرجعو برك.......................................و قيلا وليتو قراصنة بحالهم غير الدراهم

  • محمد

    انا مع التعليق رقم 1

  • zak

    Hamodoullah raja3ou salimine ila bouyoutihom

  • tayeb

    شكرا يا صاحب المقال
    لكن وردت أخطاء املائية وأخرى تركيبية
    (وقدمنا : ليس وقدمنى ، في الاهتمام ............ز
    انشرها بكل حيادية.

  • yasmin

    alhmdoulilleh ala asselek

  • ابوخليل

    هل كان للاغاثة التي سيرتها جمعية الارشاد والاصلاح دور في اطلاق سراح المعتقلين نامل ان نعرف ذلك يوما ما

  • بوفجوخ

    حقيقة لغز محير ان يطلق سراح البحارة بدون فدية او ان القراصنة سئموا من انتظار الفدية وعلموا ان الحكومة الجزائرية لم تولي الاهتمام لاختطاف رعاياها والذين يموتون بالعشرات اسبوعيا في البحر او ان القراصنة فهموا عقلية الجزائري ميت ولا حي كيف كيف هذه لبلاد.

  • algerie

    lissenciel que ous ete libre mnt wa hada bifadli allah hamdoulah aala salama

  • احمد

    بعض المسؤلين فى شركة كنان وخاصة شركة هيبروك للمحروقات لايهمهم البحار.هم فى الحقيقة لاعلاقة لهم بثقافة البحر والبحارة انا بحار متقاعد من شركة هيبروك المافيا كلاولى حقى وحسبنا الله ونعم الوكيل

  • محمد

    حمدا لله على السلامة ومبروك لكم ولكل الجزائر الحبيبةsokh_2011@yahoo.com

  • عبدالمالك

    الحمد لله على سلامتكم فالجزائري اين يذهب يترك بصمة خاصة وقد بينتم انكم رجالة ومسلمين صح ربي يهنيكم وتحيا الجزائر

  • ali la pointe

    يا سعدك يا لطرش ويا لعما،ما تشوف ما تسمع