أوباما يحترم خبرة بوتفليقة ..لامستقبل للقذافي والناتو لن يتدخل في سوريا
في أول حوار له، ساعات بعد تقديم أوراق إعتماده للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، هنري سي انشر، في لقاء مع “الشروق” بمقرّ السفارة الأمريكية، أن إتهامات المجلس الإنتقالي الليبي للجزائر بشأن المرتزقة، لا يتوفّر على أيّ دليل، مؤكدا أن بين واشنطن والجزائر علاقات تعاون وطيدة، سيتم تدعيمها بما يخدم البلدين والشعبين، وأشار السفير الأمريكي، إلى أن الرئيس باراك أوباما يحترم كثيرا خبرة الرئيس بوتفليقة.
-
وقال سفير الولايات المتحدة الأمريكية، أنه من الصعب التنبّؤ بنهاية الأزمة الجارية في ليبيا، مرحبا باسم حكومة بلاده بأيّ حل سياسي، شريطة أن يكون تعبيرا عن رغبة الليبيين أنفسهم، بما في ذلك مقترح منفى العقيد معمّر القذافي، الذي يرى السفير أن لا دور له مستقبلا سواء بالنظام أو داخل ليبيا، نافيا أن يكون الغرض من تدخل قوات الناتو، هو الإستحواذ على آبار النفط في ليبيا تحت غطاء “تحرير” الشعب الليبي من نظام القذافي.
-
واستبعد السفير الأمريكي تدخل الناتو في سوريا، متحدثا عن موجة “الثورات الشعبية” التي انتقلت شرارتها إلى بريطانيا وإسرائيل، وردا عن سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية في منأى عن مثل هذه الثورات، قال السفير الأمريكي، أن بلاده عرفت عدة إحتجاجات وكانت سباقة إلى ثورات على مرّ التاريخ.
-
السفير الأمريكي: مرحبا بالشروق في مقرّ السفارة الأمريكية بالجزائر
-
-
الشروق: أهلا وسهلا بكم في الجزائر، إقامة طيبة ومهمة موفقة إن شاء الله.
-
الشروق: التحقتم مؤخرا بالجزائر، كسفير للولايات المتحدة الأمريكية، ما هي أهم الملفات التي تشتغلون عليها؟
-
-
السفير: سنشتغل في كل الملفات ذات الصلة بتطوير العلاقات الثنائية بين الشعبين الأمريكي والجزائري.
-
الشروق: استقبلكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة إيداع أوراق اعتمادكم، هل لنا ان نعرف ماذا قال لكم الرئيس وماذا قلتم له؟.
-
السفير: تعرف الأعراف والتقاليد الديبلوماسية، ليس هناك تفاصيل.. لكن تحدثنا عن المواضيع المهمة بينها الوضع في المنطقة وفي الشرق الأوسط، ونحن نعتمد على خبرة الرئيس بوتفليقة، وشخصيا أعرف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يحترم كثيرا خبرة بوتفليقة، ولذلك كنت أرغب في سماع كلام الرئيس بوتفليقة في تلك المواضيع، خاصة في ظل الأوضاع الحالية وفترة التغيرات.
-
الشروق: أدرج قبل أيام تقرير صادر عن الخارجية الأمريكية، الجزائر ضمن القائمة السوداء للبلدان المعنية بالإتجار بالبشر، وقد ردت الخارجية الجزائرية عليه، وأكدت أنه اعتمد على معلومات مغلوطة ولا أساس لها من الصحة، لماذا لا تتصل الإدارة الأمريكية بنظيرتها الجزائرية عندما يتعلق الأمر بمثل هذه التقارير؟.
-
السفير: أولا هذه المشكلة..م وجودة في كل أنحاء العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، ففي الحقيقة اطلعت مؤخرا على تقرير إعلامي طويل عبر “سي آن آن” في جنوب كاليفورنيا، حيث توجد شبكة متخصصة في هذا النوع من التجارة، حيث تجلب أناسا من المكسيك وأماكن أخرى.. نحن نريد وقبل كل شيء التعاون مع الحكومة الجزائرية بشأن هذا الموضوع، وهذا من المهم.
-
إن الولايات المتحدة الأمريكية تتصل كثيرا بالحكومة الجزائرية حول نفس الموضوع، ونحن نريد الإستمرار في ذلك والتعاون في هذا المجال.
-
الشروق: تصدر الولايات المتحدة من حين إلى آخر نشريات تحذر فيها رعاياها المقيمين عبر بعض ما تعتبرها “نقاطا ساخنة” أمنيا عبر العالم، بينها الجزائر، ألا تعتقدون أن واشنطن مازالت تنظر إلى الوضع الأمني في الجزائر بكثير من التهويل؟.
-
السفير: أولا أتركني أقول، أنه إنطلاقا من خبرتي الشخصية، فإن هناك إستمرارا في تحسن الوضع الأمني في الجزائر.. طبعا الملف الأمني يستدعي التعاون مع الحكومة الجزائرية وخاصة مع الشعب الجزائري، ونحن سنستمر في ذلك، من خلال إتصالات مباشرة بين وزارتي دفاع البلدين والجيشين الجزائري والأمريكي.
-
الشروق: الحديث عن الوضع الأمني، يجرّنا إلى ملف آخر يتعلق بالأمن بمنطقة الساحل، خاصة ما يجري بليبيا، فالوضع مازال “غامضا” في ظل إستمرار الإقتتال ومواصلة قوات الناتو لعملياتها العسكرية، ألا ترون بأن “التدخل الأجنبي” أجّل إمكانية الوصول إلى حلّ سلمي بين نظام القذافي والمجلس الإنتقالي؟.
-
السفير: أولا.. فإن أهم شيء ضروري بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، هو الشعب الليبي، لكن بالإضافة إلى ذلك، فلدينا مسؤوليات في إطار القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي ، وكذلك للجزائر نفس المسؤوليات.. سنستمر في عملنا وبالتعاون مع الحلف الأطلسي في هذا الموضوع.
-
لكن في نفس الوقت، تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بإمكانية الحل السلمي من بين الحلول المطروحة ضمن رغبة وكلمة الشعب الليبي، ونحن لا نرى أيّ دور لمعمّر القذافي في المستقبل الليبي، ولكن هذا يبقى طبعا من إختيار الشعب الليبي قبل كلّ شيء.
-
الشروق: بعض الأوساط تتهم الناتو بأنه يقود الحرب في ليبيا بهدف الإستحواذ على آبار النفط، وليس بهدف “تحرير” الشعب الليبي من النظام “الديكتاتوري”، كيف تردّون؟.
-
السفير: طبعا.. نحن نسمع مثل هذا الكلام في كل مناطق العالم، نسمعه في العراق وأفغانستان، نسمع هذه الكلمات.. ولكن دعني أقول حقيقة اقتصادية مفادها أن عدم الإستقرار يتسبب في إرتفاع أسعار النفط، وهذا ضد مصالحنا، ومن هذا المنطق، نحن نفضل إذن إستمرارية الديكتاتوريات.. لكن كسياستنا بالعكس نفضل الديمقراطيات والتوجه نحو الديمقراطية، وكذلك نقبل ارتفاع الأسعار حتى ولو ضد مصالحنا في المدى القصير.
-
-
الشروق: ما هي تنبؤات الولايات المتحدة للنهاية المنتظرة في ليبيا؟.
-
السفير: والله هذا صعب.. صراحة نحن نشتغل مع الإدارة في بنغازي ومع منظمات تابعة للشعب الليبي، ولكن لا أرى بالتحديد ما هو الطريق نحو حلّ سلمي أو أيّ خيار آخر، ولكن سنواصل عملنا مع الشعب الليبي وجماعة بنغازي إلى غاية الوصول إلى حل.
-
-
الشروق: ما هي قراءتكم للإتهامات المجانية التي وجهها “المجلس الإنتقالي” للجزائر بشأن المرتزقة، وهو ما كذبته الجزائر مرارا وتكرارا، لماذا التركيز على الجزائر بالضبط رغم نفيها لتلك الإدعاءات جملة وتفصيلا؟
-
السفير: ليس هناك إلى غاية الآن أيّ تقرير أو سند أو دليل حول تلك الإتهامات.
-
الشروق: هل واشنطن مع خيار “منفى” العقيد معمّر القذافي إلى بلد معين؟
-
السفير: هذا اختيار الشعب الليبي قبل كل شيء.. لكننا نسمع طبعا بعض التقارير من كل أنحاء العالم عن إمكانية نفي القذافي إلى بلد ثان، لكن صراحة نحن لا نهتم بذلك، وكحكومة أمريكية لا نرى أيّ دور مناسب لمعمر القذافي سواء داخل النظام الليبي أو حتى داخل ليبيا، لكن في نهاية الأمر إذا إختار الشعب الليبي أمرا آخر فنحن نرحب به ونحترمه.
-
-
الشروق: هل مازالت الولايات الأمريكية تريد إقامة قواعد عسكرية “الأفريكوم” بمنطقة الساحل باسم محاربة الإرهاب؟.
-
السفير: طبعا ليس هناك أيّ رغبة لإقامة قاعدة عسكرية بمنطقة الساحل، أو أيّ بلد آخر في إفريقيا.. ولكن بخصوص الأفريكوم، فأنا أرى شخصيا، إمكانية كبيرة للتعاون بين الجيش الأمريكي وخاصة الجيش الجزائري، علما أن الجنرال كارمن هايمن من بين أحسن جنرالات أمريكا، وقد كلّلت زيارته الأولى للجزائر بالنجاح.
-
-
الشروق: أوساط مراقبة تتساءل عن سرّ تدخل الناتو في ليبيا تحديدا، وعدم تدخله في وقت سابق في تونس، ثم في مصر، والآن في اليمن والبحرين وسوريا، لماذا يتدخل الناتو في ليبيا ولا يتدخل في بلدان أخرى؟.
-
السفير: والله سؤال جيد.. أنا لا أتحدث كناطق رسمي بإسم حلف الناتو، لكن كسفير أمريكي، نحن نقرّر بشأن كلّ قضية حسب الشروط والظروف المحيطة بها، وحتى إن كان لنا مصالح في العراق وأفغانستان، أو حتى ليبيا، فليس لذلك علاقة، فالقرار قرار الرئيس وقرار ثاني للبلد المعني، فنحن نعتبر الظروف والأوضاع في أيّ بلد هي التي تقتضي التدخل، قبل إتخاذ القرار، لكن عندما نتدخل في بلد معين، فهذا لا يعني أن هناك مانعا للتدخل الضروري في بلد آخر.
-
-
الشروق: يعني هناك إمكانية لتدخل قوات الناتو مثلا في سوريا؟
-
السفير: أنا لا أرى أيّ إمكانية لتدخل قوات الناتو في سوريا في ظل الظروف الحالية.
-
-
الشروق: الحديث عن ما يسمى “ثورات شعبية” في عدد من البلدان العربية، يجرّنا إلى تطورات حدثت مؤخرا ببريطانيا وإسرائيل، حيث اندلعت إحتجاجات وأعمال سلب ونهب وتخريب، هل ترون أن “الثورات الشعبية” انتقلت إلى بلدان غربية وغير عربية؟.
-
السفير: تقصد موجة الثورات.
-
-
الشروق: نعم موجة الثورات الشعبية؟
-
السفير: آه.. مثير، صراحة أنا أعتقد أن في إسرائيل أو حتى بريطانيا، فهم يتابعون الأخبار إنطلاقا ممّا يجري ببعض البلدان العربية، فمن الممكن أنهم يعتقدون أن لهم نفس الحقوق وأنهم في نفس الظروف، ولذلك، ليس من المفاجئ أن تندلع إحتجاجات مماثلة.. في الحقيقة تابعت شخصيا تقريرا واردا من إسرائيل، أحد المحتجين حمل لافتة كتب عليها: إمشي مثل مصري.
-
-
الشروق: تبعا لذلك، هل ترى بأن الولايات المتحدة الأمريكية في منآى عن الثورات الشعبية؟.
-
السفير: أوكي.. للولايات الأمريكية تاريخ في الإحتجاجات وبدأنا كبلد بالثورة.. طبعا هناك بعض المشاكل الإقتصادية مثلما تعرفون.. من المهم لنا أن نستمر في نفس الطريق ونتعاون داخل نظامنا لحل هذه المشاكل.
-
-
الشروق: أحدثت أزمة القروض الإئتمانية في أمريكا، ضجة وضجيجا عبر العالم، للجزائر بأمريكا ودائع بقيمة 65 مليار دولار، هل هذه الأموال الجزائرية في مأمن؟.
-
السفير: أنا لست خبيرا في الشؤون الإقتصادية.. لكن دعني أقول، أنني تابعت تقريرا في الصحافة الأمريكية، يحلّل في هذه المشكلة، خاصة بالنسبة للبلدان التي تودع أموالا كبيرة بالبنوك الأمريكية.
-
-
الشروق: شكرا سعادة السفير.
-
السفير: شكرا جزيلا للشروق وفرصة أخرى إن شاء الله.