مقتل بن لادن سيفجّر الصراع بين جماعات الصحراء والساحل
كانت الجماعات المسلحة بولاية باتنة من أوائل المتصلين بزعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن منذ عدة سنوات، عندما أوفد مبعوثه الخاص أحمد علوان أبو محمد اليمني للتنسيق في مسألة الانضمام إلى تنظيم “القاعدة”، ولم يكشف ذلك التنسيق سوى بعدما قضت مصالح الأمن الجزائرية على مبعوث بن لادن و الملا عمر سنة 2001 بجبال مروانة، سنتان بعد ذلك وتحديدا في 11 سبتمير 2003 أعلن المدعو “نبيل صحراوي” الناشط بجبال باتنة والأوراس بعد ترقيته إلى منصب “الأمير الوطني” لتنظيم “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” تأييده للملاّ عمر وأسامة بن لادن عبر ما يعرف في أدبيات الجماعات المسلحة ببيان النصرة الصادر في الذكرى الثانية لهجمات الحادي عشر سبتمبر.
-
وحتى بعد مقتل “نبيل صحراوي” لم تتوقف تلك الاتصالات بين جماعات الإرهاب بباتنة بعدما تمكنت مصالح الأمن من توقيف 13 إرهابيا شهر ديسمبر الماضي بينهم الأمير الشنقيطي المرتبط بتنظيم “القاعدة” وأسامة بن لادن، حيث اعتبر أحد منسقيه في دول الساحل، مع حجز كميات كبيرة من الأسلحة والمواد المتفجرة بجبل تاغدة.
- وكشفت هذه الارتباطات رغبة التنظيم العالمي، أو على الأقل جناح فيه، في استغلال منطقة الأوراس كمنطقة عبور وتخزين للأسلحة بعد التحاق عدد كبير من جماعات باتنة بإمارة الصحراء التي يقودها جوادي والارتباط المباشر بمنطقة الساحل الإفريقي خاصة بعد الكشف عن عديد الجنسيات الليبية والموريطانية والتونسية والمالية والنيجيرية، لكن مقتل أسامة بن لادن سيخلط بيت الجماعات الإرهابية بباتنة والأوراس عموما، وسيسهم في عزلتها الداخلية بعد وجود تيارين متضادين أحدهما يفضل البعد الدولي عبر الاعتماد على الشعار الترويجي للقاعدة عندما اختار اللحاق منذ ثلاث سنوات بإمارة الصحراء، والآخر رافض لهذا الخيار وقد فضل أغلب قادته وجنوده التشرذم والانعزال عن العمل المسلح أو التوقف بشكل كامل، حيث لم تسجل أية عملية عسكرية خلال الثلاث سنوات الماضية عدا عملية واحدة قرب وادي الشعبة حدثت بالصدفة حسب اعتراف بيان “القاعدة” ذاته، ومما يعزز طرح ضعف جماعات باتنة أن ارتباطها منذ 2001 كان مع أسامة بن لادن لما يتمتع به من كاريزماتية خاصة للارهابيين ومن الصعب برأي مراقبين أن يلعب أيمن الظواهري أو أي خليفة له دور الجامع لهذه الجماعات.