La rockeuse du désert يوثق صلابة اللبؤة البشارية

تتواصل أيام اللقاءات السينماتوغرافية بمدينة بجاية في دورتها الثامنة عشرة، وكان الموعد أمس 25 سبتمبر 2023، مع فيلمين لاسمين بارزين في الموسيقى الجزائرية.

حيث عرجت المخرجة سارة ناصر، في فيلمها تحت عنوان la rockeuse du désert، الذي خصته لواحدة من الأصوات النسوية القوية و المعروفة في الساحة الوطنية والدولية حسنة البشارية، في مساحة زمنية لامست 75دقيقة، إلى الطريق الطويل والشاق، لهذه السيدة قبل ولوجها لعالم فن ” القناوي”، والذي قوبل بالرفص في بدايته، خاصة من طرف والدها، في المقابل تلقت الدعم و التشجيع والدتها، وكانت البداية من إحياء عرس للجيران كما أظهرته المخرجة من خلال هذا العمل.

هذا وقد نقلت المخرجة الجمهور الحاضر، عبر الكاميرا، إلى محطات عديدة في المسيرة الفنية لهذه المرأة الصلبة، بدءا من هجرتها إلى فرنسا، والتي عرفت مسيرة ناجحة لاقت من خلالها الترحيب من طرف الجالية هناك، وشقت طريقها، إلى الساحة الدولية بخطى ثابتة، وسجلت أول البوم لها، معلنة بذلك بداية التأسيس لفن القناوي في الساحة العالمية بحنجرة نسوية.

كما استطاعت سارة ناصر، أن تنقل الكثير من يوميات الفنانة سواء مع جمهورها أو المقربين لها في ببلاد المهجر بفرنسا، وكذا علاقتها بجمهورها خلال حالاتها التي عرفت تفاعلا كبيرا من كلا الجنسين من كل الفئات.

لتعود المخرجة في الشق الثاني من فيلمها، بعد توثيق رحلة حسنة البشارية في الساحة الدولية عبر شهادة محبيها و من فتح لها الأبواب في فرنسا، إلى نقل يومياتها البسيطة في بشار، بين الزيارات و تلبية دعوات الأعراس وهي النقطة التي انطلقت منها، لتصدح بعدها في سماء الموسيقى خارح حدود الوطن.

هو توثيق، لمن فتحت الأبواب أمام المرأة من أجل نقش اسمها في سماء غناء القناوي و كذا الطبوع الأخرى، رغم الظروف التي كانت تحيط بها، من تقاليد وعرف، لكنها استطاعت أن تتجاوز احتكار الرجل لهذا الطابع من الغناء، استطاعت من خلالها سارة ناصر، أن تكشف خبايا نجاح امرأة رغم ظروفها القاسية، وأصبحت مثالا تتقتدي به النساء الأخريات في فرض أنفسهن في عالم الموسيقى والغناء.

“La kaza blanche” وثائقي لروح الحسناوي

كما شهد اليوم الثالث من هذه اللقاءات، عرض فيلم وثائقي من إحراج رضا بلغياط خصص للفنان الحسناوي تحت عنوان “la kaza blanche”، هذه الشخصية الفنية التي صنعت الاسثناء بصوتها، نقل من خلال شهادات أشخاص في فرنسا أو هنا في الجزائر العديد من محطات حياته، حتى ولو كانت قليلة الا أنها كانت مؤثرة وبقي اسمه منقوشا في الذاكرة إلى حد اليوم، من خلال أغانيه التي ترجمت العديد من المواضيع في تحف فنية خالدة.

هو ثوثيق في 52 دقيقة، صور خلاله رضا بلغياط، جانب مهم من حياة شخصية الحسناوي، الذي بقي عالقا في الذاكرة، حتى ولو هجر إلى فرنسا في ظروف غامضة، وكذا ابتعاده عن الأنظار، إلا أن رضا بلغياط وبعد نبشه في ماض هذه الشخصية الفنية بطريقة ذكية و اجتهاد مستمر، استطاع أن يلامس الأهم في حياة الحسناوي.