الربيع العِبري
لا أحد يعرف سبب وظروف انتشار الربيع العربي، ولا أحد يعرف مسبباته في سورية وليبيا واليمن وتونس ومصر.. واحد فقط يعرف السبب بعد الله هو أنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.. عرفت هذا بالصدفة التي سأفصح اليوم عنها: الحقيقة أنه مع علمي اليقين أن هذه البلدان مع بلدان أخرى في المنطقة، كانت مؤهّلة تاريخيا، لحراك اجتماعي وتخريب داخلي، فهذا الخراب كان مبرمجا ضمن سيرورة التطور الاجتماعي المكبوح بسبب القهر الدكتاتوري.
ولأني جزائري حر، مستقل، أقول لكم اليوم أني أنا هو”نحس” هذه البلدان، بدءاً ببلدي؛ فقد اكتشفت هذا النحس يوم 25 أوت 1988، بالصدفة لما رحت أفتح محلا مغلقا منذ 5 جويلية 62، لا أحد تجرأ على دخوله وفتحه قبلي ولا بعدي، لكن أنا دخلته لأنه كان ملكا لجدي.. اقتحمته فإذا بي أهوي مغشيا عليّ، لم أفق إلا بعد 40 يوما، لأجد الناس قد قرؤوا عليّ “يس” 40 يوما. بعدها، صرت أخشى أن أدخل مكانا غير قريتي أو بلدي.. حتى بلدي، كان أول من دشن ثورات الربيع العربي من بلد أمازيغي في أكتوبر 88.
كنت زرت تونس قبيل هروب بن علي، بأربعين يوما، بعدها صار ما صار.. في مصر، أيضا، بعد 80 يوما من زيارتي للأهرامات، صار ما صار في مصر. في ليبيا أيضا، في اليمن نفس الشيء.. فهمت بعدها أني كلما دخلت بلدا إلا وانتفض أو خرّب.. سوريا، نفس الحال ولكن بعد 40 أسبوعا.. العراق كنت زرته مرتين: مرة قبل النحس، والمرة الثانية بعد النحس، فكان الاحتلال الأمريكي.. لا أحد غيري ربط هذا بما يحدث في وطننا العربي.. حتى أوروبا، لم أزر غير اليونان قبل شهر، لم أزر غيرها، فهمت أني أنا سبب الفوضى.. صرت من “الزلاميط” أينما اشتعل، أنا هو (خالد) مشعل.. ولما عرفت السبب، لم يبطل العجب..
هذه المرة قررت ألا أزور إلا البلد الذي أتمنى أن يخرّب، وهذا البلد، ليس سوى إسرائيل! لكن كان عليّ أن أدخل هذا البلد من الأردن، فلم أرد لهذا البلد العربي أن يعرف مصير مصر.. دخلت عن طريق سوريا من الجولان المحتل مع مهربين. بعدها، صار ما صار.. 40 يوما، وتحدث انتفاضة عارمة داخل كل فلسطين المحتلة ضد هذا الكيان: عربا، ويهودا كانوا هم من ثاروا وطالبوا برحيل النظام الصهيوني: حدثت مذابح أكثر من مجازر السيسي والأسد، وتدخل السيسي لمساندة النظام ولم يفلح، قبل أن تنجح الثورة وتقام حكومة بأغلبية عربية مسلمة لتؤسس أول دول مختلطة لتشكل الحل الانتقالي: دولة فلسطين الديمقراطية بزعامة خالد مشعل!
وأفيق وأنا أقرأ: إنا فتحنا لك فتحا مبينا…