يموت الناس.. وتعيش الأسامي!
كلما أنعم الله علينا بالمطر، تطيّرنا، وكلما روح علينا بريح، لم نسترح منها، حتى إننا صرنا في هذا البلد نخشى سياسيا الطبيعة أكثر من خشيتنا الله.
السلطة، وهي تعمل على إسكات الناس، تخشى من صواعق الفيضانات والثلوج والرياح التي قد تزيد من غضب وانفجار الوضع المتفجر أصلا..
مطار (حاشا) أحمد بن بلة، بعد الرياح الأخيرة، لا يزال الجزء “المخيم” منه يخيم عليه الصمت، فلقد تأثر بالرياح تأثرنا نحن بعدم الارتياح.. تصوروا “مطارا” في مدينة ثانية في دولة بمساحة 2.4 مليون كلم “مبعر”، نصفه الأول “هانقار” من حديد وبيطون، والنصف المضاف من بلاستيك و”قيطون” (ومع ذلك يصرون على تسمية المطار على أول رئيس للجزائر المستقلة).. آآآيممما!
أنا متأكد أن آيت أحمد (أطال الله في عمره)، متشبث بالحياة، فقط حتى لا يطلقوا اسمه على مطار إلا بعد أن يطمئن أن يكون كمطار فرنكفورت أو شارل ديغول على الأقل (عندك الصح.. ما تموتش اليوم.. انتظر شوية).
نمت، لأجد نفسي في لجنة إطلاق الأسامي: قلت لهم: علاش ما نسميوش نصف مطار وهران عوض أحمد بن بلة، نسموه مطار “عمر الخيام”؟ هذاك نتاع أم كلثوم نتاع السنباطي؟ قال لي نتاع المجاهدين: نخليوْ مجاهد ونسميو عليه مطرب؟ واش هذا الدفيش؟ قلت له: عمر الخيام شاعر.. مش مطرب.. قال لي: كيفكيف كللي يغني كللي يشطح كللي يبندر.. نسميو الجزء المصنوع من الخيام، نسموه مطار عبد الله بن قيطون، والآخر نخليوه على بن بلة ربما نوسعوه شوية نزيدو فيه كاش طيارة وإلا كارو.. قلت له: حتى عمر الخيام شاعر كما بن قيطون؟ قال لي: القيطون والخيمة غير كيفكيف بصح القيطون نتاع حيزية خير من الخيام نتاع أم كلثوم نتاع السنباطي نتاعك.. أحنا ما يهمناش.. قيطون وإلا خيمة.. قاع قياطين.. ووهران تستاهل نديروا فيها (بن) قيطون في المطار.. القيطون خفيف ولو كان نبغيو نقلعوا جده، نقلعوا له أمه.. قلت له: وبوضياف؟ قال لي: قررنا نسمو عليه فقط قاعة الضيافة نتاع مطار قسنطينة مش كل المطار، نخليوا المطار لواحد آخر. قلت له: أنا أقترح نسميو على “علي كافي” الكافتريا نتاع مطار قسنطينة. والشاذلي؟ قال لي: الشاذلية في الشرق هي القهوة.. ولهذا نسموا “القهوة” نتاع مطار عنابة، وزروال نسموه على الجهة اليمنى نتاع مطار باتنة.. “جهة اليامين”..
وأفيق وأنا أدندن أغنية قديمة: سيدي محمد ما يموتشي يموتوا عديانو.. الله يتوب!