-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في ظل المتغيرات المناخية والاقتصادية والصحية مختصون يقترحون:

“وزارة طوارئ” لمواجهة 14 خطرا يهدد الجزائر

نادية سليماني
  • 2715
  • 1
“وزارة طوارئ” لمواجهة 14 خطرا يهدد الجزائر
أرشيف

أمحمد كواش: المواطنون بحاجة لتعلّم ثقافة الوقاية والتبليغ والإسعاف

يتوقع مختصون في المخاطر الكبرى، أنّ الجزائر تواجه 14 خطرا طبيعيا، مُستقبلا، من زلازل وفيضانات وارتفاع في درجات الحرارة وشحّ في المياه.. وهو ما جعلهم يدعون إلى استحداث وزارة للطوارئ، مُهمتها الاستعداد المسبق والتخطيط، للتصدي للكوارث المناخية والاقتصادية والوبائية، والخروج منها بأقل الخسائر المُمكنة لأن درهم وقاية خير من قنطار علاج.

وفي هذا السياق دعا الدكتور والباحث الدولي في مجال السلامة، أمحمد كواش، لإنشاء وزارة للطوارئ، مهمتها الأساسية، الاستعداد لأي طارئ صحي أو مناخي أو اقتصادي يتهدّد البلد مُستقبلا، في ظلّ ما عانيناه خلال جائحة كورونا.

وحسب المتحدث في تصريح لـ”الشروق”، فإن ما يعيشه العالم من تطوّرات وتغيرات على جميع الأصعدة، يجبرنا على الاستعداد والتحضير، والتعامل مع أي نوع من الكوارث، وفق بروتوكولات عالمية للوقاية قبل الكارثة وأثناءها وبعدها، فالوقاية قبل الكارثة، تكون حسب تعبيره، باتخاذ اجراءات استباقية لتجنبها، أمّا أثناءها فتكون بإعداد خطط للخروج بأقل الخسائر بعد الكارثة، وإزالة أضرارها ومخلفاتها، وكذا إحصاء الأخطاء التي وقعنا فيها حتى لا تتكرر نفس المآسي مستقبلا.

موقع الجزائر وتضاريسها ومناخها يجعلها عرضة لمخاطر كبرى

واقترح الباحث الدولي، انشاء وزارة أو وزارة منتدبة تابعة للوزارة الأولى، تكون خاصة بالطوارئ وترفع تقاريرها دوريا لأعلى السلطات، وللأجهزة الأمنية والتنفيذية.
وقال “هذه الوزارة لها أهمية كبرى، بالنظر لموقع الجزائر التضاريسي ومساحتها الشاسعة، ما يجعلها عرضة للكوارث والمخاطر الكبرى، من زلازل وتصحر وفيضانات ومختلف الأوبئة، والوزارة مهمتها الإستعداد للأزمات، حسب البروتوكولات العالمية، عن طريق اجراءات استباقية.
وشرح الدكتور كواش، بأن الإجراءات الاستباقية، قبل الكارثة، تكون عن طريق التنبؤ، والاستعداد المادي والبشري، ثم تأتي الوقاية الثانوية أثناء الكارثة، عن طريق اجراءات للخروج من الأزمة بأقل الاضرار، وأخيرا الوقاية الثلاثية، والتي تعتمد على إحصاء الخسائر وإحصاء الأخطاء واستنتاج الدروس، من خلال التحليل الدقيق والعلمي لتجنب تكرر نفس الاخطاء “إذ علينا توقع السيء تجنبا للأسوأ”.
ووزارة الطوارئ، حسبه، ليست وزارة للكوارث الطبيعية فقط، “بل تشمل الأزمات الصحية والمناخية والتجارية والأزمات الاقتصادية، على غرار أزمة الحبوب أو أزمة ندرة المياه..أزمة انهيار سعر المحروقات، إذ تكون القلب النابض في الانقاذ والتوجيه والإحصاء والمرافقة النفسية”.
وأضاف “كما تكون مهمتها تقديم دراسات معمقة واستشرافية، من خلال تتبع كرونولوجيا الأحداث والاستعداد لها، بتقديم توصيات على مستوى عال، ووضع مخططات كبرى لمواجهة الكوارث، بالاستعداد المادي والبشري، من أصغر عنصر في المجتمع، إلى أعلى هرم في السلطة”.

درهم وقاية خير من قنطار علاج..

ومن الاستعدادات المادية لمواجهة الكوارث والأزمات، مثلما هو معمول به في أكبر الهيئات العالمية، وضع مخزون احتياطي على مستوى الحي ثم البلدية، فالدائرة والولاية، وهي عبارة عن مخازن احتياطية، تضم أفرشة وخياما وأماكن إيواء وأدوية كافية لتسيير أزمة مهما كان نوعها، وتأمين مصادر المياه، وأغذية الطّوارئ، وحسبه، “هذه المخازن التي لا تقل مدة كفايتها عن اليومين ولا تزيد عن عشرة أيام تجدد دوريا، لمراعاة تواريخ نهاية صلاحيتها، مع ضرورة جرد المستلزمات الناقصة واستيرادها”.
كما تلعب وزارة الطوارئ، حسب تأكيد كواش، دورا مهما لتوجيه المواطنين حول كيفية التعامل مع مختلف الكوارث “من خلال ثقافة الوقاية والتبليغ والإسعاف، مثلا في كوارث انفجار الغاز وتسربه، الزلازل.. ومن خلال مبدأ الوقاية الجماعية، والتي تعتبر ثقافة غائبة عن المجتمع الجزائري.. فدرهم وقاية خير من قنطار علاج”.
ومن جهة أخرى، تتولى وزارة الطوارئ، مهمة ترصد الاحداث العالمية، وخاصة الأوبئة المنتشرة في دول مجاورة وحتى بعيدة، على غرار ما حصل في فيروس الكوفيد 19 الذي اجتاح الصين، ومتحور كورونا الهندي، والذي دخل الجزائر بعد اشهر فقط.
مع ضرورة التكوين الدوري لإطارات هذه الوزارة، وتمكينهم من أحدث الخبرات العالمية.

المطلوب وكالة للمخاطر وليس وزارة بقرارات سياسية

فيما رأى رئيس الجمعية الجزائرية للطب الاستعجالي والكوارث، كوردورلي حساين، في تصريح لـ “الشروق”، بأن ما تحتاجه الجزائر، ليس وزارة للطوارئ، لأن الوزارة ستكون ذات طابع سياسي، و”إنما ما نحتاجه هو وكالة وطنية للكوارث الكبرى، يسيرها خبراء ومختصون، وتكون مستقلة عن كل الوزارات، لتؤدي مهمتها بكفاءة، كما تفرض انضباطها القانوني والمعرفي والتكويني”، على حدّ تعبيره.
وبحسب محدثنا، فالإشكال عند استحداث هيئات جديدة، يكمن في اختيار الكفاءات والإطارات التي تسيرها، “فاختيار من هب ودب، يجعلنا ندور في الفراغ، خاصة وأن الجزائر مهددة بـ 12 كارثة كبيرة حاليا، وبأكثر من 40 خطرا مستقبلا”.
وقال إن ما نحتاجه حاليا، لتسيير الأزمات والكوارث، هو “معطيات تقنية، وأحدث التكنولوجيات العالمية لتسيير الأزمات، مع وجود تنسيق وتواصل بأكبر الهيئات العالمية للمخاطر، للاستفادة من خبرتها وأحدث تكنولوجياتها، وليس هيئة سياسية”.
وتأسف كوردورلي لعجز الجزائر عن التصدي لبعض الكوارث التي كانت متوقعة منذ سنوات، بسبب التطور التكنولوجي والتغير المناخي، على غرار حرائق الغابات وارتفاع درجات الحرارة وشح المياه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبد السلام

    أضحكتوا علينا الأمم انظروا للعدد الكبير من الوزراء لا تجد نصفهم حتى في الصين والدول العضمى من الواجب انشاء خلية طوارئ وليس وزارة طوارئ بحيث يقوموا بجلب كل المعلومات اللازمة من الوزارات الأخرى وبالتنسيق مع ممثلين لخلية الطوارئ في كل وزارة هم من يقدم المعلومات والتحفضات. كل مرة وزارة جديدة ههه ان شاء الله يصبح في الجزائر بلدي 12 وزارة على الأكثر والباقي خلايا متخصصة كل في مجاله ولهم صلاحيات محددة