أمران على قدر كبير من الأهمّية.. هل تنتبه إليهما “الفاف”؟

يُمكن للاتحاد الجزائري لكرة القدم ومديريته الفنية وخلية الإعلام، أن يلتفتوا إلى أمرَين بسيطَين، لكنهما على قدر كبير من الأهمّية.
يتعلّق الشق الأوّل منهما بِمنتخبات الفئات الصغرى (الأشبال/ الأواسط/ الآمال)، والآخر بِاللاعبين الدوليين.
أوّلا.. تُعاني منتخبات الفئات الصغرى من النتائج السلبية، ويكاد يتحوّل الأمر مع مرور السنوات إلى ما يُشبه كرة الثلج المتدحرجة من أعلى الجبل.
عشية أيّ محطة دولية لـ “الفيفا” وعددها خمس (مارس، جوان، سبتمبر، أكتوبر، نوفمبر)، يُمكن لِاتحاد الكرة الجزائري الاتّفاق مع نظرائه من منافسي “الخضر”، ويُبرمج 10 مقابلات ودّية للفئات الصغرى مع هذه الفرق الإفريقية أو حتى خارج القارة السمراء، ويلعب الأصاغر بأرض الوطن لمّا ينشط زملاء محرز بِالجزائر، ويسافرون مع “محاربي الصحراء”، إذا لعب رجال فلاديمير بيتكوفيتش بعيدا عن الديار. ويبقى لاتحاد الكرة أو المديرية الفنية الوطنية حرّية اختيار نوعية المنتخب (الأشبال/ الأواسط/ الآمال) في كل محطة دولية لـ “الفيفا”. مثلا ورغم التأخّر هذه الأيّام، ينتقل أواسط المنتخب الوطني مع الأكابر إلى بوتسوانا ويواجهون ودّيا نظراءهم من هذا البلد، ويلعب أشبال الجزائر بالبليدة مع منتخب الموزمبيق لأقلّ من 17 سنة.. وقس على ذلك مع محطة جوان المقبلة، وبقية نوافذ الاتحاد الدولي لكرة القدم.
هذا الاقتراح تطبّقه عديد المنتخبات الكبرى في العالم على غرار الأوروبية، ويمنح لاعبي الفئات الصغرى مزيدا من المقابلات “في الأرجل”، وأيضا خبرة خوض المقابلات في قلب القارة السمراء مع ما يحيط بها من ظروف. لأن السائد والذي ألفناه هو ضبط قائمة لاعبين، ثم الزج بهم مباشرة في منافسة قارية حامية الوطيس، تنتهي بِإقصاء مبكّر، ثم تُنهى مهام المدرب.. وهكذا دواليك.
النقطة الثانية والأخيرة.. في أحدث مؤتمر صحفي له، فسّر الناخب الوطني الفرنسي ديديي ديشان قلّة ظهور قائد “الديكة” كيليان مبابي أمام وسائل الإعلام (أحد الأسباب وليس السبب الوحيد)، بِخطورة الأسئلة. بِمعنى آخر، يُمكن أن يطرح إعلامي سؤالا “خبيثا” على اللاعب محدود المستوى التعليمي، فيردّ الأخير بِتهوّر وليته يصمت، ويقع الفأس على الرأس.
ولا يتعلّق الأمر هنا بِالإعلاميين، بل حتى بِمَن يُسمّون بـ “المؤثّرين”، لأن الفئة الأخيرة تنقسم إلى قسمَين (مع بعض الاستثناءات القليلة والإيجابية التي لا تنتمي إلى الصنفَين): إمّا جاهلة غارقة في وحل التفاهة تطارد الشهرة بِحدّ السيف، أو أُخرى موجّهة من دوائر خفية لِصنع القرار، ولمّا تلتقي مع لاعب “متسرّب من المدرسة”، تحدث الطامة الكبرى… وتلاحظون كيف تجد هذه الفئة سهولة تامة في التواصل مع اللاعبين، ما يعكس وجود جهات خفية تُرتّب مثل هذا النوع من اللقاءات… لِمُسيلمة الكذّاب وسجاح بنت الحارث!
وهنا وبِخصوص هذا الموضوع، يُمكن لِخلية الإعلام التابعة لـ “الفاف” توعية اللاعبين، مستغلّة المحطات الدولية لـ “الفيفا”.