إقبال غير مسبوق على تسجيل الأطفال في المدارس القرآنية

تشهد المدارس القرآنية إقبالا غير مسبوق من قبل الأولياء الذين تأثّروا بالنجاحات المبهرة لحفظة القرآن والنوابغ المتفوقين في شهادة البكالوريا بمعدلات عالية، حيث حفّز هذا الأمر الكثير من الآباء والأمّهات على الاقتداء بهم من أجل تعزيز قدراتهم المعرفية وتنشيط ذاكرتهم.
وأمام هذا الوضع وجدت الكثير من المدارس سواء على مستوى المساجد أم المدارس القرآنية المستقلة نفسها أمام قوائم تسجيل طويلة أكبر مما اعتادت عليه دفع بعضها إلى التفكير في فتح أقسام جديدة لاستيعاب الطلب المتزايد.
وفي هذا السّياق، أكّد الأستاذ عمار رقبة الشرفي، مدير معهد “اقرأ” للقرآن وعلومه بباب الزوار في العاصمة، في تصريح لجريدة “الشروق”، الإقبال الكبير على المدارس القرآنية مع بداية الموسم الاجتماعي والدراسي الجديد، مضيفا أن ذلك يعود إلى نجاح المدرسة القرآنية في التأثير الإيجابي على الحياة بشكل عام وعلى الطفل المتمدرس بشكل خاص، وقد لاحظ الأولياء عين اليقين أن المدرسة القرآنية لا تؤخر ولا تعطل نجاح الطفل الدراسي والأدلة تجاوزناها، فالنماذج الناجحة في مختلف المراحل الدراسية “ابتدائي ومتوسط وثانوي” والمتفوقين في الجامعة هم من حفظة كتاب الله.
ولفت رقبة الانتباه إلى جانب مهم يخص قيام المختصين في مجالات عديدة بعد حفظهم للقرآن بتحفيظه وهذا من العوامل التي أدت إلى تلك الثقة، واستشهد المتحدث بتجارب معهد “اقرأ” في هذا الجانب من خلال تحفيظ أطباء ومهندسين لكتاب الله، وقد أثبت ذلك أن القرآن الكريم يسهم في النجاح وليس في التعطيل.
وإضافة إلى ذلك، هناك المجال القانوني الذي سمح لكثير من المدارس والمتطوعين بالانضمام للعملية مع توفر الأطر القانونية المحددة للعملية.
وأشار المتحدث إلى عامل آخر يكون قد غير نظرة الناس في تعلم القرآن، حيث قال: “في ما مضى كان من يحفظ القرآن في تقدير الأولياء أنّ توجهه يكون نحو تخصصات الإمامة والعلوم الشرعية بالتجربة، لكننا اليوم وبالتجربة وجدنا أن الطلبة الناجحين في البكالوريا من حفظة القران وحسب تجربة المعهد بنسبة 95 بالمئة يدرسون تخصصات غير شرعية، وعليه أصبح القرآن في كل ميادين الحياة ولم يعد مختصرا على التخصصات الشرعية”.
وعموما فإن حفظ القرآن، يقول الإمام عمّار رقبة، يحيي الروح الإسلامية في النفوس ويسهم في نشر الإسلام السمح والوسطي الذي يكون انعكاسه إيجابيا، ويعلم الطفل مهارات عديدة فينعكس ذلك على كل شيء في حياته، كما ينعكس على شخصيته ويبعث فيه الطمأنينة والاهتداء وروح القيادة والخطابة وأن يتبوأ مراتب عالية وتكون له نفسية قيادية.
واختصر الأستاذ رقبة مزايا وإيجابيات القرآن في مقولة “علموا أبناءكم القرآن وسيعلمهم القرآن كل شيء”، مشيرا إلى أنّ حفظ جزء عمّ بالنسبة لطفل في مرحلة التعليم الابتدائي أكبر من أي مقرر دراسي في أي مادة ومن يحفظه لا يعجزه بعد ذلك أي مادة أخرى سواء علمية أم أدبية، لأن الذاكرة تعودت على مستوى أعلى، وتتلقى المدارس القرآنية وفق المتحدث طلبا من المدارس من أجل توجيه الطلبة القران إليها لما يلاحظونه من انضباط وجدية في التعلّم وإتقان سينعكس على بقية المواد الدراسية.