ابن الراحلة وردة: فرنسا حكمت على والدتي بالإعدام ولهذا هربت إلى لبنان

تمر الإثنين 3 سنوات على رحيل “أميرة الطرب العربي” وردة الجزائرية.. مرت الأشهر ومعها السنوات بسرعة، مع ذلك لازالت الراحلة وردة هي أيقونة الفن، والصوت الذي يذّكرنا بأجمل أغنيات الحب والوطن: “تحية لوردة.. لوردة مسا النور والهنا”، بهذا العنوان احتفل برنامج “بعدنا مع رابعة”، على تلفزيون “الجديد”، بالذكرى الثالثة لرحيل “الأميرة” في حضور ابنها رياض القصري وزوجته “يولاّ”، المنتج محسن جابر، الممثلة لبلبة، الناقد الفني جمال فيّاض.. فكانت حلقة دسمة بالمعلومات والشهادات، ارتأينا أن نختصرها في هذا الموضوع، تزامناوالذكرى الثالثة لرحيل الأيقونة وردة.
رياض: لن أكون موضوعيا في الحديث عن والدتي
البداية كانت مع ابن وردة “رياض القصري“، الذي غالب دموعه وهو يتحدث عنها قائلا: “لحظة الفراق صعبة جدا.. لن أكون موضوعيا في الحديث عن والدتي.. لقد كانت انسانة “مليانة” بالحياة وكتلة مـن الحنان. كانت صديقة وابنة بالنسبة لي، ويبقى من أجمل سماتها التسامح“. مضيفا أن الـراحلة كـانت محاربة للحياة، وشجـاعة، وصبورة فـي مواجهـة المرض، إذ استحملت الكثير من الوجع بعد عملية زرعة الكبد ومرض القلب ومشاكل الكلى بالإضافة لداء السكري “مع ذلك تحملت وكافحت لتقدم لنا فنا جميلا“.
حققت أمنيتها .. بهذه الأغنية
بخصوص أغنية “أيام“، التي كانت آخر ما قدمته المرحومة وردة قبيل رحيلها في 17 ماي 2012، قال رياض: “هذه الأغنية سجلتها والدتي سنة 2010، لكـن ونظرا لمشاكل بين شركة “روتانا” وملحن الأغنية جعل الأخيرة خارج ألبوم “اللي ضاع من عمري“. وقبل وفاتها بفترة، أعجبت والدتي بفكرة تصوير الأغنية بـ“الجرافيكس” وقالت لي أريدها أن تنزل للناس بهذا الشكل أي في شكل رسوم، لكن مخرج العمل قال لي: أنت مجنون.. أيعقل أن نصور أغنية لوردة ولا تظهر فيها؟.. لكن القدر كان أقوى منا ومنها فخطف الموت المفاجئ والدتي، ولهذاأصريت أن أحقق لها رغبتها“.
لم أكن يوما مُديرا لأعمال وردة
في المقابل، نفى رياض أن يكون قد لعب يوما دور مدير أعمال وردة: “عمري ما كنت مديرا لأعمالها.. أمي كانت ذكية جدا، فكانت هي من يختار أغانيها، والدليل بعد نجـاح ألبوم “بتونس بيك” طلبت منها ألا تسجل أغنية “حرّمت أحبك“، لأنني شعرت أنها لا تلائمها، لكنها تمسكت بها، والحمد لله أنها لم تسمع كلامي، “لأن الاغنية كسّرت الأرض“.
وعن أكثر الأغاني التي يحبها لوالدته، قال رياض: “أحب أغنية “متغربة” من ألبوم “بحر الحب” وهي من الأغنيات التي لم تشتهر كثيرا، أيضا من أحب أعمالها لديّ تلك التي قدمتها مع الموسيقار عمّار الشريعي خاصة أغنية “طبعا أحباب“.
لهذا السبب أرفض إنتاج مسلسل عن حياة والدتي
كشف رياض القصري أنه يفكر جديا في تخصيص معرض لمقتنيات والدته يضم فساتينها وصورها وأشيائها الخاصة، وأيضا تسجيلاتها النادرة، مرجعا سبب رفضه إنتاج مسلسل حول حياتها بقوله: “لستُ رافضا للفكرة، ولكن حتى الآن لم أرى سيرة ذاتية حُوّلت لمسلسل نجحت. أنا مع إظهار الجانب الفني لوالدتي، لكن تشخيص حياتها في غرفة النوم مع زوجها فهذا ما أرفضه تماما“. وأماط رياض خلال الحلقة، اللثام، ولأول مرة، عن صدور حكم بإعدام وردة ووالدها من طرف المستعمر الفرنسي إبان الثورة الجزائرية: “لأنها كانت تغني للقضية الجزائرية، بينما والدها –أي جدي– فقد صدر حكم بإعدامه، لأنه كان يخبئ السلاح للثوار في المطعم الذي كان يملكه، فاضطر الاثنان للهرب إلى لبنان تجنبا لتنفيذ الحكم“.
محسن جابر: كانت تنشر البسمة والمرح في أي مكان تحل به
من جانبه، وصف المنتج محسن جابر، مدير شركة “عالم الفن” ومالك قنوات “مزيكا” الغنائية، علاقته بالراحلة وردة بأنها كانت انسانية جدا، لافتا بأنها: “قيمة وقامة وليس مجرد صوت قوي فقط.. كانت تسمع كلام رياض وتضع له ألف حساب وكأنه والدها وليس ابنها؟.. رحمها الله، كانت تنشر البسمة والمرح في أي مكان تحل به“.
وروى محسن جابر مفارقة حين قال: “رغم تعاملي مع أصوات كثيرة ومهمة، وتاريخي طويل في صناعة الأغنية، إلا أني اشهرت بـ“محسن بتونس بيك” نسبة لنجاح هذه الأغنية“، كاشفا أن وردة كانت متحمسة لتصوير أغنية “يا ليل“، بينما هو كان يفضل “حرّمت أحبك“.
وردة لم تكن متحمسة لأغنية “حرّمت أحبك“
وأضاف جابر: “لكن عندما جهّزنا كل شيء، واستعدينا لتصوير “حرّمت أحبك“، تعّرضت وردة لوعكة صحية استمرت لفترة طويلة، فاضطررت لطرح الألبوم. والغريب أنه مرت أكثر من 3 أشهر من طرحنا للعمل ولم يحقق أي نجاح يذكر“، مستطردا: “وقتها وردة عملت عملية تجميلية خفيفة، واطلت عبر برنامج “ليالي رمضان” في التلفزيون الفرنسي مع المنشط فريديريك ميتران، وبالصدفة غنت “حرّمت أحبك“، فقمت بمونتاجها وقدمتها للتلفزيون المصري وبعض المحطات فكسّرت الدنيا“.
هذه قصة بليغ مع وردة وأغنية “بودعك“
اعترف المنتج محسن جابر، أن أغنيتي “الحب اللي كان” و“فاتت سنة” اللتان سجلتهما الفنانة ميادة الحناوي كانتا رسائل حب من بليغ حمدي لوردة: “بعد طلاق وردة وبليغ فنيا وانسانيا، سافر بليغ إلى سوريا واكتشف صوت ميادة أنذاك، وظل يبعث من خلال صوتها برسائل غرام لوردة“. ولأول مرة كشف جابر قصة أغنية “بودعك” التي سجلتها وردة سنة 89 بعد ما كتبها ولحنها بليغ حمدي بأثينا في اليونان، قائلا: “لأن وردة التي اعتادت أن تتصل ببليغ لتهنئته بعيد ميلاده في كل مرة، حدث أن نسيت هذه المناسبة وهو بغربته في فرنسا، فكتب يخاطبها: “كتبتلك زي الليلة دي في يوم ميلادي غنوة لك تفكرك.. سنة حلوة يا جميل ده أنا عمري ما نسيتلك في الغربة مواعيد“، وكان بليغ رحمه الله ينهار كلما سجل هذا الكوبليه“.