-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دعوا إلى استعماله في إطار المتابعة الطبية.. مختصون عبر "الشروق":

احذروا.. الاستعمال العشوائي للأكسجين يقتل مرضى كورونا

كريمة خلاص
  • 9872
  • 1
احذروا.. الاستعمال العشوائي للأكسجين يقتل مرضى كورونا

البروفيسور سالمي: إمداد المريض بالأوكسجين لا يكون إلا بمتابعة الطبيب

البروفيسور نافتي: الأوكسجين مادة منفجرة ومسممة في حال سوء استخدامها

“حرب ضروس”، يخوضها مواطنون في مختلف مناطق الوطن، من أجل الظفر بقارورة أوكسجين أو مولد أوكسجين ينقذ حياة ذويهم، ممن يتواجدون في المنازل ويعانون مشاكل تنفسية بسبب إصابتهم بفيروس كورونا. ويسعى هؤلاء الأهل إلى إمداد مرضاهم بالأوكسجين في إطار العلاج المنزلي، تجنبا لنقلهم إلى المستشفيات التي تعاني ضغطا رهيبا وتشبعا، غير أنّ البعض يقوم بهذه العملية دون دراية بتقنياتها وبعدد جرعاتها، وهو ما قد يحدث نتائج عكسية قد تفقدهم المريض أو تسبب له تسممات رئوية لا تحمد عقباها..

ويحذّر العديد من المختصين والأطباء من الاستعمال العشوائي للأوكسجين في الاستشفاء المنزلي، بالنسبة إلى مرضى كورونا، الذين يعانون ضيقا في التنفس. فرغم الأسعار الخيالية للحصول على هذه التجهيزات الحيوية، إلا أن المواطنين في رحلة بحث طويلة للحصول عليها، وأحيانا يستخدمونها دون وصفة طبية أو متابعة من قبل مختصين يحددون كيفية توصيلها وعدد جرعاتها.

الأكسجين مادة مسممة وقاتلة في حال سوء استخدامها

وأوضح البروفيسور أمين سالمي، رئيس مصلحة الإنعاش بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، في تصريح لـ”الشروق”، أن وصف الأوكسجين للمرضى لا يكون إلاّ من قبل الطبيب المختص المتابع لحالة المريض.

وانتقد البروفيسور سالمي لجوء العديد من الأشخاص إلى استعمال قارورات الأوكسجين أو مولدات الأوكسجين دون المرور على الطبيب.

وكشف البروفيسور سالمي أن الأوكسجين مادة مسممة وقاتلة في حال عدم حسن استعمالها أو عدم التقيد بالجرعات المناسبة، التي لا تكون دقيقة إلا في وجود متابعة طبية يومية، مستبعدا أن يستطيع المواطن العادي وحده استعمالها جيدا.

وأوضح المختص أنّ المريض الذي تقل نسبة الأوكسجين لديه عن 92 بالمئة فقط من يحتاج إلى التزود بالأوكسجين ولا يجب على الأهل البحث عن بلوغ نسبة 99 أو 100 بالمئة.

واعتبر البروفيسور سالمي أنّ تزويد المرضى بالأوكسجين في المنزل تحت متابعة طبية يخفّف الضغط عن المستشفيات ويوفّر أماكن علاج للمرضى الأكثر حاجة إليه.

ونصح المتحدث بضرورة متابعة يومية وآنية مع الطبيب المعالج لتحديد الجرعات والمدة الزمنية للعلاج، وتجنب التهافت على قارورات الأوكسجين والمولدات بما يضمن توفيرها للغير وترشيد استعمالها بما يجعلها أكثر وفرة في الأسواق وأقل سعرا، وبالتالي، القضاء على المضاربة التي تعرفها السوق الوطنية حاليا.

دعوة إلى دورات قصيرة للمواطنين في كيفية الاستخدام

من جانبه، أفاد البروفيسور نافتي سليم، المختص في طب الأمراض التنفسية، في تصريح لـ”الشروق”، بأن الأوكسجين هو علاج ودواء للمرضى، بعكس ما يعتقده آخرون، حيث يسمح بتوفير الحياة لكل الكائنات الحية من إنسان ونبات وحيوان.

وأكد البروفيسور نافتي على ضرورة معرفة حسن استعماله، لأنه قد يحدث نتائج عكسية وتسمّمات قاتلة.

وألح نافتي على أنّ الأوكسجين يوصف فقط عند وجود نقص في الجسم لهذه المادة الحيوية وبالتحديد عندما تقل نسبته عن 85 بالمائة.

وأشار المختص إلى مخاطر عديدة في مجال تخزين قارورات غاز الأوكسجين، باعتباره غازا منفجرا في حال تخزينه في أماكن غير مناسبة أو تعريضه لأشعة الشمس، كما يتوجب على المواطنين التأكد من الغلق المحكم للقارورة.

وأفاد نافتي بأن الكميات التي يستفيد منها المريض يجب أن تخضع لدراسة مسبقة من قبل المختص، بحسب سن المريض وحجمه ونسبة التشبع لديه التي تقاس بواسطة جهاز قياس نسبة تشبع الأوكسجين، يوضع في الأصبع ويحدد النسبة بدقة.

وعند استعمال القارورة الخاصة بالأوكسجين، يقول المختص نافتي، يجب التأكد من وجود مؤشر يحدد الكمية المتبقية لربط المريض بقارورة أخرى، قبل انتهاء الكميات في القارورة الأولى، لتجنيبه الاختناق. وهذا أمر ضروري جدا.

وبالمقابل، تحدث المختص عن استعمال مولدات الأوكسجين التي تنتج هذه المادة من الهواء وتختلف نسبة تدفقها من 5-10-15-20 لتر في الدقيقة، بحسب حاجة كل حالة، هي الأمن بالنسبة للاستعمال المنزلي، لأنها تنتج الأوكسجين من الهواء الموجود في الفضاء الخارجي.

وأشار نافتي إلى تفاوت بين الأفراد في الحاجة للأوكسجين، فمنهم من يحتاج في الحالة العادية بين 3-6 لترات في الدقيقة، ومنهم من يحتاج بين 5-15 لتر في الدقيقة، بحسب درجة التشبع. ولا يجب تقديم نسب أكثر، لأنّها قد تحدث نتائج عكسية مدمرة وقاتلة.

ودعا البروفيسور في طب الأمراض التنفسية إلى أهمية الخضوع إلى تكوينات قصيرة والاطلاع على كيفيات الاستعمال لهذه الأجهزة، محذرا من العشوائية والتهور في استعمالها، حيث قال: “احذروا.. احذروا ولا تتلاعبوا بحياة المرضى. هناك قواعد أساسية قبل ربط أي مريض بالأوكسجين”.

وأشار المختص إلى ضرورة التدريج في النسب لضخ الأوكسجين في المريض أو قطعه عنه لتفادي الانتكاسة أو الصدمة.

فيديوهات ومناشير في مواقع التواصل حول كيفية التعامل مع الأوكسجين

وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الفيديوهات والمنشورات التي توضح كيفيات إمداد المرضى بالأوكسجين، وأهم القواعد الأساسية الواجب التأكد منها قبل بدء العملية، تم تشاركها والتفاعل معها على نطاق واسع. وأشارت معظم المنشورات إلى أنّ التعرض المستمر لـ”فرط التأكسج” على مدى أيام إلى أسابيع يؤدي إلى تلف الحويصلات الهوائية المنتشرة وفشل الجهاز التنفسي ومعدلات عالية من الفتك وتليف الرئة في نماذج الحيوانات التجريبي.

وورد في بعض الصفحات الفايسبوكية أنّه ومع اكتظاظ المستشفيات بالمرضى خلال جائحة كورونا وعدم وجود أماكن لمرضى جدد، لجأ المصابون الذين تستدعي حالاتهم تنفسا صناعيا لاستخدام أسطوانات الأكسجين دون امتلاك الخبرة في قياسه، ما أدى إلى ظهور حالات تسمم أكسجين وفرط التأكسج الذي يحدث تفاعلات حادة في الرئة قد تؤدي إلى تليفها، وتتدرج هذه التفاعلات من العلامات المبكرة للالتهاب إلى ضعف شديد في وظائف الرئة.

معلومات مهمة قبل الاستعمال

نشرت مجموعة “أطباء” على صفحتها الرسمية “فايسبوك” بعض الإرشادات لضمان استعمال منزلي في محله للأوكسجين، دون أضرار، نظرا لانتشار استعماله خارج المستشفيات بسبب تشبع هذه الأخيرة، مؤكدة أنه ليس كل ضيق تنفس يحتاج الأكسجين وإنما يرتكز الأمر على ما يحدده جهاز  Saturomètre الذي يتم تثبيته عادة على الأصبع، حيث إنّ النسبة العادية لأكسجين الدم يجب أن تكون بين 92 إلى 99 %.. وهنا لا يحتاج المريض أكسجين حتى لو اشتكى من ضيق تنفس.. فإذا هبطت يتم توصيل المريض بمنبع أكسجين..

وغالبا ما يحتاج المريض تدفقا بين 1 إلى 15 لتر في الدقيقة (ل/د).. حيث إنّ أجهزة الأوكسجين مزودة بجهاز تعديل التدفق débitmètre (مقياس عمودي فيه كرة هواء ترتفع وتنخفض يدويا لتشير إلى رقم: التدفق باللتر في الدقيقة) يمكن عن طريقه تغيير التدفق بحسب حاجة المريض..

نفس الشيء لقارورات الأكسجين المزودة أيضا بجهاز مانومتر لمعرفة ضغط القارورة. وهذا الأخير ضروري لحساب المدة المتبقية للقارورة autonomie بحسب العلاقة التالية:

المدة المتبقية بالدقيقة قبل نفاد القارورة = (حجم القارورة المكتوب عليها باللتر × الضغط المقروء على المانومتر بالبار) / التدفق المستعمل للمريض باللتر في الدقيقة.

لذلك، أي تدفق يعطي أقل من 92% يجب زيادته.. وأي تدفق يعطي أكثر من 96% يجب خفضه،كما أنّ الأكسجين الزائد له أضراره أيضا، ومن المستحسن ربط نظام توصيل الأكسجين بجهاز بسيط barboteur الذي هو عبارة عن وعاء شفاف مغلق بإحكام ونصف ممتلئ بماء مقطر معقم يتم تمرير الأكسجين عبره لترطيبه لتفادي جفاف الجهاز التنفسي..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ahmed

    يجب دعم اجهزة Saturomètre او اعطائها مجانا للمواطنين لقياس la saturation d'oxygène لدى مرضى الكوفيد , اعطاء الاكسجين فقط اذا هبط الى اقل من 95 , واذا لم يصعد رغم الاكسجين في المنزل ,يجب نقله فورا للمستشفى.