استنفار بالمدارس للوقاية من الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي

تعيش مديريات تربية في بعض الولايات حالة استنفار قصوى، عقب تسجيل إصابات محدودة بالتهاب الكبد الفيروسي “أ” في الوسط المدرسي في بعض ولايات الوطن، إذ وجهت تعليمات استباقية صارمة لرؤساء المؤسسات التربوية للأطوار التعليمية الثلاثة، تلزمهم من خلالها بضرورة اتخاذ إجراءات الوقاية لحماية كافة أفراد الجماعة التربوية من الفيروس وبذل جهود أكبر لمنعه من الانتشار.
أفادت مصادر “الشروق” بأن مديري تربية، وعقب وقوفهم على تسجيل إصابات وسط التلاميذ بالتهاب الكبد الفيروسي “أ”، وبناء على مراسلة ولاية الجزائر رقم 1316 المؤرخة بتاريخ الـ 14 فيفري الجاري، سارعت إلى توجيه مراسلة رسمية إلى مديري المؤسسات التربوية للأطوار التعليمية الثلاثة “ابتدائي ومتوسط وثانوي”، ومفتشي التربية الوطنية ومفتشي إدارة المدارس الابتدائية، مؤرخة في الـ16 فيفري، تحثهم من خلالها على ضرورة الحرص الشديد على منع انتشار الفيروس، للمحافظة على صحة وسلامة جميع موظفي القطاع، خاصة فئة المتعلمين منهم، وذلك عن طريق الاستعجال باتخاذ جميع تدابير وإجراءات الوقاية اللازمة، باتباع التعليمات الخاصة، أولا بالتنظيف الدوري لخزانات الماء، وثانيا الحرص على نظافة المراحيض بمادة الجافيل ومواد التنظيف، وثالثا توفير الصابون السائل لغسل الأيادي ورابعا العمل على فتح جميع دورات المياه لتفادي الاكتظاظ و انتشار الأوبئة.
وفي نفس السياق، أمرت ذات المديريات، من خلال مصالح المالية والوثائق ممثلة في “مكاتب النشاط الاجتماعي والصحة المدرسية”، وفي نفس المراسلة، بأهمية عدم التهاون والمحافظة على نظافة القاعات والأروقة والسلالم، وكذا الحرص على تفادي انسداد البالوعات بالمؤسسات التربوية التي تسبب تراكم المياه على الأسطح.
وتشهد مصالح وحدات الكشف والمتابعة بالمؤسسات التربوية هي الأخرى حالة استنفار قصوى، للعمل على الحد من انتشار الوباء في الوسط المدرسي، إذ سارع أطباء الصحة المدرسية بالتنسيق مع رؤساء مصالح مكافحة انتشار الأوبئة والطب الوقائي ومديري المؤسسات التربوية، إلى تنظيم أنفسهم لحسن استقبال التلاميذ والتكفل التام بهم صحيا ونفسيا وإما توجيههم إلى المصالح الصحية المتخصصة.
ومعلوم أن التهاب الكبد الفيروسي “أ”، هو مرض فيروسي حاد يصيب الكبد، ويبدأ في الانتشار عادة بصفة فجائية، بحمى وفقدان الشهية وغثيان وانزعاج بطني، ويعقب ذلك خلال أيام قليلة يرقان، وتزداد شدة المرض مع تقدم العمر، ويكون كثير من حالات الإصابة بالعدوى بلا أعراض، وبعضها خفيف دون يرقان، لا سيما عند الأطفال.
كما تتفاوت شدة المرض ما بين علة خفيفة تستغرق أسبوعًا إلى أسبوعين، وبين مرض شديد معجز يستغرق عدة أشهر، وتزداد شدة المرض بصفة عامة مع تقدم العمر، ولكن الشفاء التام بدون مضاعفات أو نكسات هو القاعدة، ويكون كثيرًا من الإصابات بدون أعراض، ويتم التعرف عليها فقط بإجراء اختبارات وظائف الكبد.