-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

البيجاما بارتي.. جزائريات يقلدن أقدم طقوس بنات الغرب

فاروق كداش
  • 1806
  • 0
البيجاما بارتي.. جزائريات يقلدن أقدم طقوس بنات الغرب

نسمع كلما نتصفح السوشيال ميديا العجب العجاب، هرج ومرج و”قنابل” اجتماعية تعد بالانفجار في صمت رهيب، بلا غيوم سوداء ولا إشعاعات سامة.. فكل هذا نراه ونلمسه، لكن ما يحدث وراء الشاشات ويتسلل إلى عقول السذج من دعاة الحرية والتحرر، هو ما يجب أن يقض مضاجع الناس. فهل تتحول لوحة بنات الجزائر في جناحهن لأوجين دولاكروا إلى بنات الجزائر في حفلات البيجاما.

السوشيال ميديا قلب العالم رأسا على عقب، ولكن ليس من الجانب الصحيح السوي، بل صارت العادات تختلط وتمتزج ولم تعد الشعوب تعرف بأزيائها وتقاليدها وعاداتها التي تخصها عن باقي الدول، ولم يكن الجزائريون في منأى من الآثار الجانبية لتقليعات وموضات غريبة عنا، ولا تلائمنا مهما حاولنا إقناع أنفسنا بأننا نتبع الدارج ونلبس الرائج ونموج بين الهارج والمارج.

بعد طلب الزواج على الركب وحفلات توديع العزوبية وحفلات الطلاق، عادة غربية لا تمت لنا بصلة، تحاول التسلل من خلال بعض ما تروجه بعض الصفحات على فايسبوك، ويتعلق الأمر بالبيجاما بارتي أي حفلة البيجامات، وهي سهرة من سهرات البنات في الغرب يلتقين لقضاء ليلة يتسامرن ويمرحن ويضعن الماكياج ويثرثرن ويتكلمن عن هذه وتلك، عن الغرام ولوعة الفراق عن آخر صيحات الموضة. إلى حد الآن، كلها أمور لا تتلاءم مع عاداتنا وتقاليدنا، فليس من دأب البنات عندنا السهر أو قضاء الليل عند صديقاتهن للهو والكلام عن المحرمات، ناهيك عن آفة تعليم الفتيات بعضهن البعض أمورا لا تليق أو غير أخلاقية بعيدا عن رقابة الأولياء. قد يبدو الأمر وكأنه كلام من وحي الكاتب، لكن هناك من تحتفل بالبيجاما بارتي، وترسل صورها مع صديقاتها إلى صفحات جزائرية، طبعا بتغطية الوجه أو تعمد عدم إظهار الهوية لحسن حظ عائلتهن. ومن يقول إنه لا داعي للتهويل أو التخويف، فإن ما بدأ غريبا قد يصير في الغد القريب موضة رائجة.. والأدهى، أن يصير عادة وتقليدا.

البيجاما بارتي لبنات باربي

البيجاما بارتي صارت نشاطا من النشاطات الترفيهية التي تبرمجها الكثير من دور الحضانة، وتبرمج خلال هذا النشاط فيلما كرتونيا محببا مع أكلات خفيفة وبعض التحليات، لكن شرط المشاركة هو ارتداء البيجاما وإحضار الدودو أو الدمية أو النونورس المفضلين. هذا النشاط ليس للبعض موعدا ترفيهيا عاديا، فالأولياء يتنافسون لإظهار أولادهم الصغار في أحلى مظهر، ويعمدون إلى شراء بيجاما جديدة، لتجنب أن يحرج صغارهم أو يتعرضوا للتنمر، دأب الحفلات التي تقام في الحضانة والمدارس الخاصة للصغار من المولد النبوي ويناير وأعياد الثورة وغيرها من المناسبات الوطنية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!