-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الرئيس تبون أغلق الباب نهائيا بقراره الحدودي

الجزائر وتونس تنجوان من “أزمة دبلوماسية” بهندسة فرنسية

الجزائر وتونس تنجوان من “أزمة دبلوماسية” بهندسة فرنسية
أرشيف

لم تسقط الجزائر في فخ الأزمة الدبلوماسية مع الجارة تونس، والتي كانت ستقع بهندسة فرنسية، عملت على إحداث الشقاق، على خلفية تهريب المصالح الخاصة في فرنسا لرعية مطلوبة لدى القضاء الجزائري، من تونس باتجاه ليون، بطريقة تنتهك سيادة الدول.
وبهذا الصدد، وسّع مسؤولو البلدين اتصالاتهم في الأيام القليلة الماضية، بشكل لافت وتم التأكيد على متانة العلاقات الثنائية وأهميتها، من دون إشارة إلى ما بات يعرف بقضية “تهريب بوراوي”، حيث أجرى مسؤول الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمارة، مكالمة هاتفية مع الوافد الجديد على الخارجية التونسية نبيل عمار، “هنأه على إثر تعيينه حديثا على رأس الدبلوماسية التونسية، متمنيا له التوفيق في أداء مهامه النبيلة”، كما تواصل الوزيران بمناسبة الذكرى الـ65 لأحداث ساقية سيدي يوسف وما يمثله هذا الإرث المشترك بالنسبة للبلدين والشعبين الشقيقين، حسب الخارجية التونسية.
وأكد بيان الخارجية التونسية أن “رئيسي دبلوماسية البلدين أشادا بما تشهده علاقات الأخوة والتعاون بين الجزائر وتونس من تطور نوعي في ظل ما تحظى به من رعاية دائمة ودعم خاص من قبل الرئيس عبد المجيد تبون وأخيه الرئيس قيس سعيد، وجددا بهذه الفرصة عزمهما على مواصلة الجهود نحو تعزيز التنسيق السياسي والتكامل الاقتصادي بما يخدم مصالح البلدين ويدفع بأهدافهما المشتركة على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
وبعد 24 ساعة فقط من توليه المنصب والمكالمة الأولى له مع نظرائه، استقبل الوزير عمار نبيل، السفير الجزائري بتونس عزوز باعلال، وقالت الخارجية التونسية عن اللقاء إنه “مثّل مناسبة للتأكيد على عمق ومتانة عرى الأخوة والتعاون القائمة بين تونس والجزائر، وضرورة العمل على تجسيد الإرادة التي تحدو قيادة البلدين باتجاه تحقيق نقلة نوعية في مستوى التعاون الثنائي، بما يُفضي إلى بلوغ مرتبة الشراكة الإستراتيجية الشاملة والمستدامة”.
وبعد 24 ساعة أخرى، التقى مسؤول الدبلوماسية التونسية مع الوزير لعمامرة، على هامش مشاركتهما في مؤتمر “القدس صمود وتنمية” الذي نظمته الجامعة العربية بالقاهرة، وتم التعريج خلال اللقاء “على مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل مزيد تعزيزها وإثرائها”.
وفي الجانب الجزائري، استبعد وزير الاتصال محمد بوسليماني، إمكانية تأثر العلاقة بين الجزائر وتونس بسبب قضية بوراوي، مشددا على أن “العلاقات الجزائرية – التونسية متينة، خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة، ولن تزعزعها شطحات إعلامية معلومة الأهداف، لوسائل الإعلام الفرنسية التي لم يرق لها ولا لعرابيها أن تكون الجزائر سيدة قراراتها”، مضيفا أن “الجزائر اختارت أن تكون بجانب تونس بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
وأوضح بوسليماني في تصريحات صحفية، أنه “بعد المحاولات اليائسة للصحافة الفرنسية لاستغلال القضية للهاربة بوراوي لزعزعة العلاقات المتينة والأخوية بين الجزائر وتونس، فإن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وحرصا منه على قوة العلاقة بين الشعبين، قرر أن يوجه أمرا بتسهيل عبور المواطنين التونسيين، وعدم عرقلتهم في الدخول إلى الجزائر عبر مراكز الحدود، وبالتالي فإن الرئيس تبون أغلق هذا الباب نهائيًا”.
ومتانة هذه العلاقات بين البلدين ليست سرا، وهو الأمر الذي يؤكده الساسة على الجانبين، وتثبته التحاليل والتقارير الدولية، كما ورد في دراسة أمريكية لمعهد السلام الأمريكي نهاية جانفي الماضي، والتي جزمت بأن الجزائر ستتدخل مرة أخرى لدعم تونس من الانهيار الاقتصادي، معتمدة في ذلك على الأريحية المالية التي تعرفها نتيجة لارتفاع المداخيل بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وتقول الدراسة، إن المرونة المالية للجزائر سمحت بتقديم مساعدات للجارة الشرقية، تمثلت في قرض بقيمة 300 مليون دولار في عام 2021 و300 مليون دولار إضافي (200 مليون دولار بالإضافة إلى منحة 100 دولار) في عام 2022، حيث تزامنت هذه الحزمة من المساعدات المالية مع توقف سلسلة الإنقاذ الخاصة بقرض صندوق النقد الدولي لتونس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!