-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يحل هذا الأسبوع بإيطاليا في زيارة دولة

الرئيس تبون يستأنف دبلوماسية الغاز

محمد مسلم
  • 9796
  • 0
الرئيس تبون يستأنف دبلوماسية الغاز
أرشيف

يستعد الرئيس عبد المجيد تبون لزيارة إيطاليا بحر الأسبوع الجاري، وهي الزيارة التي تأتي استجابة لدعوة رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، الذي كان قد زار الجزائر الشهر المنصرم.

هذه الزيارة يعتبرها متابعون استكمالا لـ”دبلوماسية الغاز” التي فعّلتها الجزائر ضد إسبانيا منذ النصف الثاني من شهر مارس المنصرم، في أعقاب الانقلاب في موقف مدريد من القضية الصحراوية، والذي جعلها قريبة من أطروحة نظام المخزن المغربي.

وفي السياق، هلّلت بعض الأوساط لزيارة أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة إلى إسبانيا، وانساقت وراء تحليلات تحت الطلب، مفادها أن مدريد وجدت منفذا للهروب من العقوبات الجزائرية المتوقعة، بعد تأكيدها مراجعة أسعار الغاز في العقود المبرمة بين الطرفين.

وذهب البعض في شبه الجزيرة الإيبيرية وحتى خارجها، إلى القول بأن التقارب الإسباني القطري، جاء ردا على التقارب الجزائري الإيطالي، والذي ترسخ على أنقاض العلاقات المثالية التي كانت تجمع بين الجزائر ومدريد إلى غاية شهر مارس المنصرم.

هذا النقاش كان حاضرا بقوة في وسائل الإعلام الإسبانية على مدار الأيام القليلة المقبلة، إلى درجة أن البعض منها ذهب حد القول إن مدريد وجدت الحل المفقود في مسلسل صراعها مع الجزائر بسبب الغاز، والمتمثل في الغاز القادم من قلب الخليج العربي وبالضبط من قطر.

وعلى الرغم من ذلك، فقد برزت تحليلات متزنة في الإعلام الإسباني حذرت من الإفراط في التفاؤل بنجاة مدريد من العقوبات الجزائرية في قطاع الغاز، ومنها صحيفة “إل أندبندانت”، التي أعادت الجميع إلى الواقع، في مقال عنونته “لا يمكن للغاز القطري أن يعوض الجزائري”.

وكتبت: “من الصعب تصديق أن قطر يمكن أن تحل محل الجزائر من حيث إمدادات الغاز. على الرغم من أن قطر هي ثاني أكبر منتج للغاز في العالم، إلا أن الحقيقة هي أن لديها عقودا طويلة الأجل ملتزمة بالفعل بدول مثل الصين أو الهند، لذلك إذا زادت صادراتها فإنها ستوجه ذلك إلى تلك الدول التي لها عقود معها”.

وتحدثت الصحيفة عن صعوبات واقعية تحول دون إمكان اسبانيا التخلي عن الغاز الجزائري رغم ما فيه من مشاكل بسبب تدهور العلاقات بين الجزائر ومدريد، وأشارت إلى بعد المسافة بين إسبانيا وقطر والتي تعد بآلاف الكيلومترات، مقابل بعض المئات من الكيلومترات التي تفصل بين الجزائر وإسبانيا، وهذا يتطلب إمكانيات نقل عملاقة ومكلفة.

واضافت: “هناك جانب آخر يجب أخذه في الاعتبار وهو ما يتعلق بصهاريج الميثان. يوجد عدد قليل من السفن في العالم بهذه الخصائص ويستغرق بناؤها الكثير من الوقت والمال. في الوقت الحالي، تمتلك الدولة الصينية معظم السفن في العالم، وهي تعطي الأولوية لبلادها الصين”.
أما بالنسبة للجزائر، فهي المنتج الرئيس للغاز في إفريقيا، تقول الصحيفة، ولديها بنى تحتية قائمة تربطها بأوروبا وخاصة مع إسبانيا، ولديها احتياطيات كبيرة من الصخر الزيتي لا تستغلها. من بين أحواض النفط السبعة الموجودة في الجزائر، تستغل الدولة الأفريقية (الجزائر) حاليًا ثلاثة أحواض لديها احتياطيات غاز تقليدية”.

وتعترف الصحيفة بأن “الغاز الجزائري هو الأكثر ربحية من بين كل الغاز الذي تستورده إسبانيا، سواء من قطر أو نيجيريا أو الولايات المتحدة الأمريكية. الربحية تكمن في لوجستيات النقل والأمن في المضائق أو في البحر. يجب إعادة تحويل الغاز المسال المستورد من دول أخرى غير الجزائر، وهذا يتطلب استثمارات وأموال، بالإضافة إلى ذلك، فالجزائر تصدر الغاز بأسعار تنافسية للغاية للشركات الإسبانية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!