الصادرات خارج المحروقات تضاعفت 5 مرّات مقارنة مع 2020

تُشير الأرقام الخاصة بالتصدير إلى تضاعف الصادرات خارج المحروقات خلال سنة 2023 بـ5 مرات مقارنة مع تلك المسجّلة سنة 2020، وفق متعاملين بالقطاع، في وقت يطالب هؤلاء بإدراج صادرات الخدمات ضمن عائدات التصدير خارج النفط والغاز، مؤكّدين أن حصيلة الصادرات قد تصل 11 مليار دولار نهاية السنة.
ويكشف المستشار في مجال التجارة الخارجية، ونائب رئيس الجمعية الوطنية للمصدّرين، علي باي ناصري عن توقعات بارتفاع هام في الصادرات خارج المحروقات خلال المرحلة المقبلة، خاصة نحو إفريقيا بعد افتتاح معارض دائمة هناك للمنتجات الجزائرية وفرعين للبنوك بدولتي موريتانيا والسنغال، مؤكّدا: “هذه الصادرات نحو القارة السمراء سترتفع من 300 مليون دولار سابقا إلى 800 مليون دولار سنة 2025″.
وطالب ناصري، في تصريح لـ”الشروق” بإدراج الخدمات في قائمة الصادرات خارج المحروقات، التي تتقدّمها اليوم الأسمدة والحديد والإسمنت على غرار المشاريع التي تنجزها شركات جزائرية بالخارج وتحديدا بالقارة الإفريقية، وضرب مثالا في هذا الإطار بشركة “كوسيدار” التي أبرمت عقود خدمات مع دول إفريقية خاصة ببناء البنى التحتية ومشاريع تنصيب القنوات ومراقبة محطات الضخ، مشدّدا على أن إدراج الخدمات ضمن عائدات الصادرات خارج المحروقات سيجعل هذه الأخيرة تتجاوز 11 مليار دولار، مع العلم أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون كان قد سطّر هدفا لبلوغ صادرات تعادل 13 مليار دولار نهاية السنة الجارية.
ويقول ناصري إن مستوى الصادرات خارج المحروقات قد تحسّن بشكل غير مسبوق خلال السنتين الأخيرتين موضحا أن هذه الصادرات تضاعفت هذه السنة على سبيل المثال 5 مرّات مقارنة مع سنة 2020، في حين طالب بتوسيع قاعدة مواد التصدير التي تشمل اليوم بالدرجة الأولى الحديد والإسمنت والأسمدة والفوسفات إضافة إلى التمور وبعض أصناف الخضر والفواكه.
ودعا المتحدّث إلى توفير الإمكانيات اللازمة والتسهيلات لبعض القطاعات التي تتوفّر على إمكانيات أكبر للتصدير على غرار قطاع الصناعة الصيدلانية الذي يضم 200 شركة مع صادرات تعادل 5 مليون دولار رشّح تضاعفها عدّة مرات في حال منح المنتجين آفاقا أوسع إضافة إلى قطاع الصناعة الكهرو منزلية الذي يحظى بفرص كبرى في السوق الإفريقية ويظل مطلوبا بقوّة، مشدّدا على أهمية استفادة هؤلاء من امتيازات جديدة في مجال خدمات ما بعد البيع للدول المتمركزة بها صادراتهم، وهو المطلب الذي أودعه هؤلاء منذ مدّة.
وأوضح ناصري أن الجزائر اليوم جاهزة للتصدير بمختلف الفروع نحو السوق الإفريقية سواء من حيث البنوك أو المعارض الدائمة وغير الدائمة أو حتى توفّر النقل الجوي والبحري عبر القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مؤخرا بمضاعفة هذه الرحلات وتدشين خطوط جديدة، مشدّدا على أن المجلس الوطني للصادرات ملزم اليوم بأخذ مجموعة من النقاط بعين الاعتبار، لاسيما تلك المطالب التي تقدّمها الشركات المستعدة للتصدير، للتمكّن من تحقيق أرقام قياسية جديدة في مجال الصادرات خارج المحروقات وإدراج مواد جديدة ضمن القائمة وفتح حوار مع القطاعات الاستراتيجية في مجال التصدير والخروج باستراتيجية وطنية للتصدير.