-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تزامنا مع العدوان على غزة واجتماع وزاري للمصدّرين

الغاز يلتهب في السوق الدولية والنفط يتدارك خسائره

حسان حويشة
  • 2672
  • 0
الغاز يلتهب في السوق الدولية والنفط يتدارك خسائره
أرشيف

سجّلت أسعار الغاز ارتفاعا كبيرا في السوق الدولية، وواصلت رحلة صعودها التي بدأت منذ عدة أيام، تزامنا مع العدوان الصهيوني على غزة والتوتر في الشرق الأوسط وتوقف جزئي لإمدادات الاحتلال الاسرائيلي، وانعقاد الاجتماع الوزاري الخامس والعشرين لمنتدى الدول المصدّرة للغاز بعاصمة غينيا الاستوائية مالابو.
في السياق، بلغت أسعار الغاز في السوق الهولندي المرجعي للقارة الأوروبية، في حدود الثانية من زوال الثلاثاء، 48.450 يورو لكل 1 ميغاواط/ ساعة، بارتفاع قدره 10.91 بالمائة، (+4.795 يورو)، مقارنة بسعر الافتتاح صباحا الذي كان في حدود الـ43.955 يورو لكل 1 ميغاواط/ ساعة.
وواصلت أسعار الغاز ارتفاعها الكبير لليوم الثاني تواليا، إذا سجلت، الاثنين، في بداية التعاملات الأسبوعية قفزة قاربت الـ15 بالمائة مقارنة بسعر الإغلاق، مساء الجمعة، وبلغت 43.955 يورو، في حين كان سعر الإقفال في مستوى 38.231 يورو لكل 1 ميغاواط/ ساعة.
وارتفعت أسعار الغاز تزامنا مع توقف جزئي لحول بالكيان الصهيوني تمتلكه شركة “شيفرون” الأمريكية، وساهم فيها أيضا توقف خط أنابيب يربط فنلندا بدول البلطيق، بحسب وسائل إعلام دولية.
أما أسعار النفط، فقط استرجعت بعضا من خسائرها في بداية تعاملات الأسبوع الجاري يوم الاثنين، حيث ارتفع سعر خام مزيج برنت بحر الشمال، النفط المرجعي للبترول الجزائري صحارى بلند، ليفوق الـ88 دولارا للبرميل، قبل أن يتراجع قليلا في تعاملات الثلاثاء إلى 87.82 دولارا للبرميل في حدود الثالثة زوالا بتوقيت الجزائر.
وكما هو معلوم، فإن الشركة الوطنية للمحروقات “سوناطراك” صارت تطرح، في كل مرة، كميات من الغاز لتسويقها وفق السوق الحرة، التي تختلف فيها الأسعار عن العقود الطويلة التي يضبطها نظام أسعار مختلف، وجرى أيضا طرح كميات في السوق الإيطالي تم نقلها عبر خط الأنابيب لأول مرة.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير في شؤون الغاز والنفط، بغداد مندوش في تصريح لـ”الشروق”، أن ارتفاع أسعار الغاز في الأيام الأخيرة من 10 إلى 15 دولارا لكل 1 ميغاواط/ ساعة، سببه الأول على علاقة بالأساسيات وهي العرض والطلب.
ولفت مندوش إلى أن الطلب على الغاز بدأ في الارتفاع في الفترة الأخيرة، بينما العرض بقي نفسه ولم يشهد زيادة، مشيرا إلى أن ارتفاع الطلب وبقاء العرض كما هو راجع لكون أوروبا، التي كانت تعتمد على الغاز الروسي بنسبة تفوق الـ40 بالمائة، حولت مصادر التموين نحو دول أخرى، على غرار الترويج وأذربيجان وقطر والجزائر.
وعلى سبيل المثال بالنسبة للجزائر، يضيف مندوش، الطاقات الإنتاجية معينة ومحدودة، ولا يمكن أن تزيد كميات إضافية، وبالتالي، فالعرض بقي نفسه، ما تسبّب في رفع السعر.
ويشرح الخبير مندوش أنه بالنسبة للجزائر، فهي ترتبط بعقود طويلة المدى مع عدة شركاء من بينهم إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، وفي العقود، هناك بنود تنص على أنه كل سنتين إلى 3 سنوات عندما يرتفع السعر أو تكلفة الإنتاج، فإن الأطراف تجتمع وتعيد التفاوض بشأن الأسعار، وهو ما حدث مع عدة شركاء العام الماضي.
في هذه الحالة، يضيف المتحدث، أسعار الغاز بدأت ترتفع بشكل لافت في الأيام الأخيرة، والعقود الطويلة تتضمن أيضا مؤشرا ينص على ارتباط أسعار الغاز بأسعار النفط، وكلما زاد سعر البرميل، ارتفع سعر الغاز والعكس صحيح.
وخلال كلمة له في افتتاح الاجتماع الوزاري الخامس والعشرين لمنتدى الدول المصدّرة للغاز بعاصمة غينيا الاستوائية مالابو، أكد وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، على ضرورة تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين لضمان استقرار الأسواق الطاقوية العالمية.
وأضاف عرقاب، أن التعاون والحوار يعتبران من الأساسيات من أجل حل التباينات المحتملة فيما يتعلق بالطاقة بشكل عام، وبالغاز الطبيعي بشكل خاص، ولضمان توفير إمدادات طاقوية موثوقة وميسورة التكلفة في جميع أنحاء العالم.
وبخصوص صناعة الغاز العالمية، أكد الوزير أنه “سيتعين علينا أن نكون قدوة، فيما يتعلق بالتنمية المستدامة، وهذا يعني الاستثمار في التكنولوجيات النظيفة، والزيادة في كفاءة البنية التحتية الطاقوية، والتقليل من انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري، ولدينا أيضًا مسؤولية تعزيز مرونة سلاسل التصدير الخاصة بنا، والتقليل من الهشاشة أمام تقلب أسعار الغاز الطبيعي”.
وتضمن البيان الختامي للاجتماع الوزاري لمنتدى الدول المصدّرة للغاز، رسالة واضحة مفادها أن المنتدى يلعب دورا بارزا في مشهد الطاقة الدولي، باحتياطات عالمية تقدّر بـ740 بالمائة و42 بالمائة من الغاز المسوّق عالميا، كما رحب الاجتماع بانضمام الجمهورية الإسلامية الموريتانية إلى المنتدى كأحدث عضو فيه.
وأكد البيان الختامي على الأهمية الحاسمة للتعاون بين البلدان الأعضاء، وشدّد على دعم المنتدى الثابت للحوارات البنّاءة والمعزّزة بين المنتجين والمستهلكين وأصحاب المصلحة المعنيين، بهدف ضمان أمن العرض والطلب، والحاجة إلى أسواق غاز مفتوحة وشفافة، مع إمكانية الوصول إليها دون عوائق وأداء عمل غير تمييزي.
وبخصوص الأسعار وتطوراتها، لاحظ الاجتماع الوزاري، بارتياح، النمو المستمر في الطلب على الغاز الطبيعي، وعدد البلدان المستوردة للغاز الطبيعي المسال، وعلى الرغم من موسم الشتاء المعتدل، مشيرا إلى أن الأسعار تراجعت مقارنة بالعام الماضي، لكن أسواق الغاز ستظل مع ذلك شحيحة إذا كان الشتاء القادم أكثر برودة من المعتاد في نصف الكرة الشمالي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!