المخيمات الصيفية فرصة لاحتواء أزمات الأطفال
يقضي الكثير من الأطفال الجزائريين، عطلة الصيف تحت ضغوطات اجتماعية مختلفة متفاوتة، تخلف لديهم إرهاقا وإحباطا نفسيا يجعلهم أقل استعدادا للدخول المدرسي، مقارنة بباقي زملائهم، فقد أكدت شبكة “ندى” للدفاع عن حقوق الإنسان، عن وجود عدد من البلاغات المتعلقة باختفاء أبناء، اتضح في ما بعد أن هؤلاء الأطفال متواجدون عند أحد الأقارب، والمشكل يتعلق بنزاعات حول حق الحضانة.
وتشير معطيات شبكة “ندى” التي تحصلت عليها “الشروق”، أن رقمها الأخضر يستقبل من 6 إلى 7 مكالمات يوميا تتعلق في الغالب حول صراعات تسليم الطفل للأم أو الأب الذي لديهم حق الزيارة قانونا.
وفي السياق، أكدت المحامية مليكة شيخة، المكلفة ببرنامج “أنا أسمعك”، أن بعض حالات التبليغ عن أطفال اختفوا خلال عطلة الصيف، انتهت باكتشاف أن هؤلاء يتواجدون إما عند الجدة أو الجد أو الأعمام أو الأخوال، وأيضا عند آباء أخذوهم بعيدا عن الأم.
وقالت شيخة، إن إشكالية قضاء العطلة دون راحة واستمتاع بالوقت موجودة عند الكثير من الأطفال، الأمر الذي يجعلهم ينفرون من الدراسة، ويبدؤون تعليمهم بنفس محبطة، خاصة الجانب المادي، الذي يجعل الأولياء أو أحدهم، غير قادر على تعويض المشاكل، داخل الأسرة، بالرحلات السياحية والذهاب إلى أماكن الترفيه كالشواطئ.
المخيمات الصيفية.. فرصة لبناء شخصية الطفل بعيدا عن المشاكل
وترى المحامية مليكة شيخة، أن المخيمات الصيفية موجودة في الجزائر، وتشهد إقبالا ملحوظا من طرف الأطفال، لكن يبقى هناك بحسبها، بعض النقائص المتعلقة بالمؤطرين وتوفير الأمن، ونقص التوجيه، وإتاحة الفرص للطفل في تعزيز علاقاته المتبادلة.
وقالت إن الكثير من العائلات لا تدرك أهمية المخيمات الصيفية، التي تلعب دورا مهما في تحسين المستوى التعليمي والثقافي والبناء الصحي والنفسي والاجتماعي للطفل.
ودعت إلى ضرورة دعم الجمعيات المحلية، للتكفل بتنظيم رحلات سياحية للأطفال ومخيمات، مع ضمان الأمن، لتخلي العائلات عن مخاوفهم، وهواجس كانت قد زرعتها حادثة “الصابلات”، التي راح ضحيتها أطفال غرقوا في البحر.
ومن جانبها، أكدت ثريا تيجاني، خبيرة علم الاجتماع، أن المخيمات الصيفية التي تنظم للأطفال، وفي إطار تنظيمي وأمني، تساهم في بناء أجيال قادرة على تجاوز مشاكلها، فهم يخرجون عن المألوف ومن جو الدراسة، والدخول في مرح والاندماج مع أقرانهم.
وأوضحت تيجاني، أن للعطلة الصيفية دورا كبيرا في استعدادات الطفل للدخول المدرسي، خاصة إذا شارك خلال هذه العطلة في مخيمات إلى جانب أطفال آخرين، حيث تتعدد الحالات الاجتماعية، مضيفة أن تحقق الأهداف الإيجابية من هذه المخيمات تتمثل في تنمية الصحة النفسية والعقلية وتنمية المهارات ذات القيمة التربوية والاجتماعية.
ودعت إلى ضرورة إعطاء أهمية قصوى لهذه المخيمات الصيفية الخاصة بالأطفال، خاصة تلك التي تهتم بالطفل اليتيم وأبناء العائلات ذات الوضع الاجتماعي الهش، فهي تمنح فترة زمنية من الراحة، وتشبع رغبة الطفل في تفريغ طاقته عبر الأعمال البناءة.
وأفادت الخبيرة في علم الاجتماع، ثريا تيجاني، بأن المخيمات الصيفية تعد شخصية الطفل، وتعزز الاعتماد على نفسه وتعلمه الاستقلالية، وتحمل المسؤولية، وتعطيه روح الجماعة.