-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المنتخب الوطني جلب إلى “الكان” لاعبَين بِلقب واسم واحد!

علي بهلولي
  • 10170
  • 0
المنتخب الوطني جلب إلى “الكان” لاعبَين بِلقب واسم واحد!

سبق للمنتخب الوطني الجزائري لِكرة القدم أن شارك في إحدى نسخ كأس أمم إفريقيا، بِلاعبَين يحملان لقبا واسما واحدا!

يتضمّن سجّل رياضة كرة القدم حالات، تميّزت بِحضور منتخبات أو أندية إلى منافسات كبيرة بِلاعبين أشقّاء أو توائم، مثلما كان الشّأن لمّا أحرزت هولندا كأس أمم أوروبا عام 1988، بِتعداد لاعبين يبرز فيه التوأمان: المدافع رونالد كومان ومتوسّط الميدان إروين كومان. وافتكّ نادي أجاكس أمستردام الهولندي لقب رابطة أبطال أوروبا طبعة 1994-1995، بِمشاركة التوأمَين المحلّيَين أساسيا في المباراة النهائية، وهما: المدافع فرانك دوبور والمهاجم رونالد دوبور. ولعب الشقيقان متوسّط الميدان الهجومي مايكل لاودروب والمهاجم برايان لاودروب جنبا إلى جنب، في صفوف منتخب الدانمارك خلال تظاهرة كأس العالم 1998 بِفرنسا. وفي مصر، سُجّلت حالة التوأمَين المدافع إبراهيم حسن والمهاجم حسام حسن، سواء في المنتخب أو ناديَي الأهلي والزمالك.

ونعود إلى “الخضر”، فقد جلب المدرب الوطني رابح سعدان إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 1986 بِمصر، لاعبَين لا هما شقيقان ولا هما توأمان، ولكن يحملان لقبا واسما واحدا: ناصر بوعيش من مولودية الجزائر، وناصر بوعيش من جمعية إلكترونيك تيزي وزو!

واللافت أيضا أن كلا اللاعبَين ينشطان في مركز مهاجم! فقط أن الذي كان يرتدي زيّ المولودية عمره أكبر بِثلاثة أعوام من زميله في فريق “الجات”.

وفي مباراة الجولة الأولى من دور المجموعات أمام المغرب بِمدينة الإسكندرية (التعادل السّلبي)، وظّف سعدان هذَين اللاعبَين أساسيَين. كما تُبرزه الصورة المُدرجة أعلاه، حيث يظهر ناصر بوعيش (المولودية) في صف الواقفين، الثاني من اليسار. ويظهر ناصر بوعيش (الجمعية) في الصفّ الأمامي، الأوّل من اليمين.

وأيضا في الصورة المُدرجة أدناه، حيث يتوسّطهما المدافع فوزي منصوري (رحمه الله).

ويحوز بوعيش نادي جمعية إلكترونيك تيزي وزو شرفًا، فحواه أنه الهدّاف التاريخي للبطولة الوطنية، وذلك بِرصيد 36 هدفا في طبعة 1985-1986. كما سجّل هدف التعادل (1-1) للمنتخب الوطني أمام الكونغو برازافيل، في الجولة الثانية والأخيرة من دور المجموعات، لـ “كان” السنيغال 1992 (كلّ فوج بِثلاثة فرق فقط).

أمّا بوعيش نادي مولودية الجزائر، فيحقّ له الفخر في كونه هزّ شباك العملاق ريال مدريد، وسجّل هدف الفوز (2-1)، رغم أنه لاعب محلّي، ودخل إلى أرضية الميدان بديلا. وكان ذلك في مباراة ودّية أجراها “الخضر” بِأرض الوطن، استعدادا لِكأس العالم 1982 بِإسبانيا. كما أمضى هدفا ضدّ مالاوي في الجولة الأولى من دور المجموعات، لـ “كان” كوت ديفوار 1984، وبِمدينة بواكي التي ستحتضن أيضا لقاءات رجال جمال بلماضي في مرحلة المجموعات لِنسخة 2024.

بقيت الإشارة، وربّما هي نقطة على قدر كبير من الأهمّية، إلى أن الصّحافة المُفرنسة في الجزائر تُميّز بين اللاعبَين في حرف “الصّاد”، حيث تُدوّن الحرف اللاتيني (S) مُضاعفا لِاسم لاعب المولودية، والحرف اللاتيني (C) لِاسم لاعب الجمعية.

وعلى ذكر تدوين الأسماء بِالعربية في سجّلات الحالة المدنية، فينبغي على السلطات المعنية الصّرامة والتشدّد، بِخصوص إجادة لغة الضّاد بِالنسبة لِضبّاط الحالة المدنية. ذلك أن السّاحة باتت تعجّ بـ “صفيان” و”صارة” و”حسان” (إمّا حسّان بِالتشديد أو حسن/ تمديد السّين سببه لغة “موليير”) و”لخضر” (الأصحّ: الأخضر) و”أندلوس” (الأندلس) و”زاكي” (زكيٌّ)، و”كلتوم” (بِالتّاء والأصحّ بِالثّاء)…بِسبب تأثّر المُوظَّفين بِالفرنسية، وأيضا السّقوط في فخّ لغة الشّارع، وحديثا بِسبب “فيروس” لغة مواقع التواصل الاجتماعي.

ويبدو في هذا الصّدد النّموذج التونسي مثالا ممتازا، وربّما يتذكّر الجمهور الرياضي الجزائري كيف تبدأ ألقاب لاعبي منتخب “نسور قرطاج” سابقا بـ “آل التعريف”، التي “صُدّرت” سابقا للغتَين اللاتينيتَين الإسبانية والإيطالية، مثل: شكري الواعر، وسراج الدين الشّيحي، وسامي الطرابلسي، وعيادي الحمروني، ومحمّد المُكشّر، وسفيان الفقيه، وعادل السلّيمي، وعلي الزّيتوني، وزياد الجزيري، وعماد المهذبي، وأسامة الدرّاجي، وفوزي الرويسي، وزياد التلمساني، وحسّان القابسي بِتشديد حرف السّين، كما كان ينطقه الإعلامي التلفزيوني التونسي الشهير رضا العودي، في نهائيات كأس أمم إفريقيا، نسخة بوركينا فاسو 1998.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!