-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بلوزة سيدي بومدين والتقريفة والحايك العشعاشي.. هكذا كانت تلبس نساء الغرب الجزائري

فاروق كداش
  • 1329
  • 0
بلوزة سيدي بومدين والتقريفة والحايك العشعاشي.. هكذا كانت تلبس نساء الغرب الجزائري

كل ركن في الجزائر يتنفس أصالة، وفي كل مكان حرفة، وفي كل بقعة تقاليد وعادات عريقة ضاربة في التاريخ، ليست وليدة افتراء أو سرقة… العاصمة بالجبادولي والكاراكو، والشرق بالفرقاني، والصحراء بملحفتها، وتنتهي الرحلة في الغرب الشاسع موطن البلوزة والشدة وتفاصيل لا تعرفها سوى الوهرانيات والتلمسانيات والعباسيات، وغيرهن من حرائر القطاع الوهراني. الشروق العربي، تسافر بكم عبر منسوجات الزمن لاكتشاف كنوز لباس ناس الغرب قبل مئات السنين.

من التحف الشهيرة في وهران، بلوزة سيدي بومدين، تيمنا بالولي الصالح، ومن دروبها سافرت البلوزة إلى وجدة، وصارت تقليدا هناك. البلوزة، لباس مفتوح بصدرية مزدانة بالأحجار والتطريزات بأكمام قصيرة. وتحت البلوزة قطعة أخرى من نفس اللون، لكي تضفي الحياء على البلوزة. واسمها القديم “الجلطيطة”. يرجع المؤرخون تاريخ ظهور البلوزة الوهرانية إلى القرن السادس عشر. ويقال إنها كانت جزءا من الشدة التلمسانية ثم أصبحت قطعة مستقلة، باعتبار أن من أسماء الشدة بلوزة سيدي بومدين. ولم تكن البلوزة بياقة مفتوحة، كما هي الآن، بل كانت أكثر احتشاما.

الشدة التلمسانية المترفة، لا يسع هذا المقام للحديث عنها، ومدح بذخها وغلائها.. كيف لا وهي مرصعة بالمجوهرات واللآلئ الثمينة. ورغم أنها لباس ثقيل، إلا أنه متناسق إلى درجة الإتقان، ولا تاجه المخروطي ممل، ولا منديل الوسط أو المثقلة كئيب، ولا قفطان الصدر أو “الجوهر” مزدحم التطريز بالفتلة والمرصع بخمسين صنفا من المجوهرات أو الزرارف. الشدة، لباس ملكي، لكنه مذكرات كتبت في المخمل ونقشت في الذهب، فالفوطة من بقايا الأمازيغ والبلوزة زيانية والقفطان فارسي عثماني والشاشية أندلسية.

وتشتهر تلمسان بالبلوزة، ويوجد فيها أكثر من عشرين نوعا، لعل من أبرزها وأغربها بلوزة الجنائز التي يسميها التلمسانيون بلوزة “الوأر” أو “الوقر”، وهي بلوزة تختلف عن باقي البلوزات من حيث نوع القماش والرسومات والألوان، ولا تتخلى عنها نساء الحاضرة في الجنائز.

هذا، إضافة إلى أنواع أخرى من البلوزة، كتلك التي تلبس مع طبق البرانية التلمساني وبلوزة الهوى وبلوزة المنسوج التي تصنع بحرير المنسوج الخاص، وبلوزة “العئيء” أو “العقيق”، وبلوزة الزعيم وبلوزة الصماء.

كما أن لمستغانم شدتها أيضا، وتعرف أيضا بالتقريفة المستغانمية. وهي مختلفة عن نظيرتها التلمسانية. وهي نوعان السلطاني والفرطاسي. وتضم تلمسان العديد من الألبسة التقليدية العريقة، منها بلوزة السوتاج والعقيق والحرار والجوهر ولباس “الفريملة” المعروفة بالخباية و”الكراكو” المستغانمي و”الجبادولي”.

أما منطقة سيدي بلعباس، فتشترك في بعض الأزياء مع المدن المجاورة، لكنها تختص ببعض القطع، منها البلوزة العربية والرفينة التي تملأ بالعفاش أو السمق.

الملحفة لا تخص بعض المناطق الجزائرية عن غيرها. فلمنطقة الغرب ملحفتها، وتسمى بملحفة الردا، أو الملحفة الزناتية، وأشهرها ملحفة الردا التلمسانية.

الكل يعرف الحايك العاصمي والقسنطيني. أمّا نساء الغرب الجزائري، فيلبسن الحايك العَشْعَاشي، الذي يتميّز بلونه الأبيض ويتخلله اللون الأصفر، ويسمى أيضا الكساء، ولا يوجد عجار في حايك نساء الغرب.

حافظ رجال منطقة الغرب على أصالتهم، فلا تزال القشابية قائمة، وتسمى الجلابة. ولا تزال العمامة الصفراء تخفي ما يدور في رؤوس من يرتديها. ولا يزال السروال العربي يقاوم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!