بن ناصر.. وأخطر إصابة يتلقاها نجم جزائري من الجيل الحالي

عندما نعلم بأن النجم إسماعيل بن ناصر لن يعود لمداعبة الكرة ودرحرجتها سوى في أواخر شهر نوفمبر، قبل أيام من حلول سنة 2024، ندرك بأن ما تعرض له أحسن لاعب جزائري في الوقت الحالي، هو أشبه بالكارثة على اللاعب وعلى المنتخب الجزائري وعلى لعبة كرة القدم الجميلة..
لأن هذه المدة الطويلة وطبيعة الإصابة على مستوى الركبة قد ترهن مستقبل اللاعب مع كرة القدم، إما تجعله يلعب خائفا طوال العمر، أو تتكرر إلى أن ترسله إلى الاعتزال، كما حدث لمراد مغني ذات 2010، عندما كان في اوج فنياته ومواهبه في التلاعب بالمدافعين، أو تزلزل استقراره كلاعب كما حدث للخضر بلومي في سنوات الثمانينات، وجعلته دون الاحتراف الأوروبي بعد إصابته في مباراة ضمن تصفيات كأس إفريقيا للأندية البطلة أمام بطل ليبيا عندما تلقى ضربة قوية من اللاعب باني المدافع الليبي المشهور، فكان بلومي ظلا لنفسه في مونديال مكسيكو 1986، وكما هو حال النجمين الحاضرين الغائبين باستمرار آدم وناس ويوسف عطال.
وهو في سرير المعاناة بعد عملية جراحية دقيقة هناك في ليون الفرنسية، تاولت على النجم بن ناصر الضربات المعنوية، بعدما تأكد خروج الميلان من رابطة أبطال أوربا بخسارتها الثانية على يد الإنتير، وابتعاد الفريق عن رباعي المقدمة في الكالشيو، مما يعني ضياع حلم معاودة مغامرة رابطة أبطال أوربا الموسم القادم، إذ لم يبقى من عمر الدوري الإيطالي سوى ثلاث جولات، ويبتعد الميلان عن صاحب المركز الرابع بأربع نقاط كاملة وهو فريق لازيو روما، بينما ضمن الإنتير وجوفنتوس ونابولي مكانتهم مع كبار القارة خلال رابطة أبطال أوربا القادمة، وتبخرت كل العروض القادمة إليه من كبار إنجلترا، وصارت مشاركة إسماعيل بن ناصر في كأس أمم إفريقيا القادمة في كوت ديفوار مستحيلة، لأن عودة اللاعب إلى الجري بالكرة سيكون على بعد أيام من الموعد القاري الكبير الذي سبق لبن ناصر وأن شرب من كأسه تتويجا بل وكان أحسن لاعب في دورة 2019، في مصر، وحتى اصطحابه إلى دورة بدنية إفريقية هو تعريضه لمزيد من المخاطر.
للأسف لحد الآن لم يجد إسماعيل بن ناصر الدعم المعنوي الكبير كما حدث منذ أربعين سنة للخضر بلومي، الذي وضع تحت تصرفه الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد طائرة خاصة، أو كما حدث مع مراد مغني، فلم نسمع لحد الآن عن بيانات المساندة وزيارات المواساة من أهل لكرة والمسؤولين على الرياضة، لأن اللاعب اسماعيل بن ناصر الذي تحدث بصبر وبثبات وبأمل، وقال بأنه يريد العودة لفريقه ولمنتخب بلده، في حاجة إلى حضن معنوي قوي، فهناك لاعبين تعرضوا لإصابات خطيرة جدا ومنهم مارادونا مع برشلونة وعاد ليصبح بطلا للعام، وهناك من عاشوا مع الإصابات فانطفأت أضواءهم نهائيا، وقد يكون الفرنسي بول بوغبا نجم جوفنتوس الحالي واحدا منهم حيث لا يشفى حتى يصاب.