بيتكوفيتش مطالب بـ “اختراع” دفاع جديد لـ “الخضر”

من حسن حظ الخضر، أن مباراتيه في شهر جوان الحاسمتين، لأجل تعبيد الطريق إلى كأس العالم 2026، ليستا صعبتين أو معقدتين، ومقدور عليهما، وحتى بدفاع ضعيف، قد يتم التعامل معهما بطريقة مريحة، حيث إن أصعب المباراتين ستكون في ملعب نيلسون مانديلا أمام غينيا، التي ستبنى على الهجوم الجزائري وليس على الدفاع، وقد يحسمها الهجوم لصالح الخضر، على طريقة أحسن طريقة للدفاع هي الهجوم، بمعنى أن الغينيين سيكون همهم الأول هو الدفاع عن مرماهم، أما المباراة الثانية خارج الديار التي قد تجري في مراكش المغربية، فإنها ستكون أمام منتخب متواضع هجوميا، وهو أوغندا، إذ يتكوّن هجومه من لاعبين محدودي المستوى، وأحسنهم ينشطون في مصر وجمهورية التشيك ولا يلعبون إلا نادرا، وهو ما يعني أننا لن نكون أمام امتحان عسير يتطلب أرمادا من اللاعبين ودفاع من حديد.
فقد تأكد غياب المدافع رامي بن سبعيني بسبب إصابة خطيرة، وهو الذي أصبح قطعة أساسية في الخضر، وكلما غاب حدثت مشاكل كبيرة في الدفاع، فقد غاب في لقاء العودة أمام كامرون في اللقاء الفاصل، فضاع من الخضر حلم المونديال، وغاب أمام موريتانيا في “الكان” الأخيرة في وت ديفوار، فخسر أشبال بلماضي وغادروا المنافسة، وغاب في آخر لقاء أمام جنوب إفريقيا، فخرج الفريق بثلاثية كاملة في شباكه، وكل اللاعبين الذين تم وضعهم في وسط الدفاع كبدلاء، تأكدت محدوديتهم، من توغاي إلى توبة وانتهاء باللاعب مداني.
لكن المدرب بيتكوفيتش مطالب فعلا بابتكار كروي سريع وعلى المقاس لصنع دفاع قوي يليق بقيمة الهجوم الجزائري، كما فعل جمال بلماضي، قبيل نهائيات كأس إفريقيا في مصر، حيث لم يتلق مبولحي في سبع مباريات أمام قوى إفريقية، سوى هدفين، أحدهما من ركلة جزاء، ولم يهدد أي لاعب أو منتخب مبولحي الذي وجد من حواليه دفاعا من حديد مع الخماسي ماندي وبلعمري وبن سبعيني وعطال ثم زفان، وهو أهم إنجاز فني في فترة جمال بلماضي مع الخضر، والاعتماد على دفاع محلي، قد يكون مخاطرة تبخر كل الأحلام، وبيتكوفيتش ليس مطالبا بتعويض رامي بن سبعيني، من خلال البحث في الخارج أو في الدوري الجزائري، وإنما إعادة بناء المنظومة الدفاعية التي تلقت في مباراتين داخل الجزائر خماسية كاملة، قبل أن تفقد أحد أهم عناصرها رامي بن سبعيني، لتزداد الوضعية سوءا أكثر مما هي عليه الآن.
ليس بالضرورة البحث عن مدافع أو وسط جديد، وحتى عيسى ماندي معرض للإصابة أو نقص المنافسة، وبالتالي الغياب عن مباراتي جوان، وهو ما يعني بأن المدرب بيتكوفيتش مطالب بأفكار جديدة لرسم الدفاع الجزائري، الذي لن تتغير طريقة لعبه حتى ولو غاب كل العناصر الأساسية، وهو ما ينتظره، أنصار الخضر لتجاوز مباراتي غينيا وأوغندا بسلام.