-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تنشر تفاصيل واقعة أغرب من الخيال

تحرير شاب احتجزه جاره 26 سنة داخل منزل بالجلفة

أحمد خلفاوي / نورين. ع
  • 6030
  • 0
تحرير شاب احتجزه جاره 26 سنة داخل منزل بالجلفة
ح.م

عاش سكان بلدية القديد في ولاية الجلفة عامة وعائلة بن عمران خاصة مساء الاثنين، ليلة بيضاء تأرجحت فيها مشاعرهم، بين الفرحة والصدمة بعد سماعهم خبر العثور على الابن المفقود منذ أكثر من 26 سنة عمر بن عمران داخل مستودع بأحد المنازل المتواجد على بعد نحو 100 متر من منزله العائلي، بعد اختفائه عن الأنظار شهر أفريل من سنة 1998 أين كان يبلغ من العمر آنذاك 19 ربيعا، في قصة غريبة تجهل خلفياتها، وأسباب قيام الجاني بفعلته. وقد تنقلت “الشروق” إلى بلدية القديد، أين كانت جموع المواطنين من المنطقة وخارجها وسط ذهول كبير من هول الحادثة التي هزت المنطقة.

منشور “فيسبوكي” يكشف لغز الجريمة
أثار منشور قام مشارك مجهول الهوية بنشره على إحدى المجموعات عبر الفيسبوك جاء فيه “كارثة.. بن عمران عمر بن محاد ولد فار مختفي مدة تقريب 30 عاما وهو في القديد عند.. واش تقول؟”، إلا أنه سرعان ما وضع منشورا جديدا يكذب فيه الأول ويزعم فيه أن ما جاء في منشوره الأول مجرد كذب ويعود سببه إلى وجود مشاكل عائلية بينه وبين الخاطف، إلا أن عائلة عمر راودتها الكثير من الشكوك واسترجعت ذكريات 26 سنة ماضية خاصة بقاء كلبه أمام ذلك المنزل بالذات لمدة شهر كامل ورفضه مغادرة المكان، ما جعلهم يطلبون من الخاطف السماح لهم بتفتيش المنزل من أجل التأكد وإبعاد جميع الشكوك التي تحوم حوله، غير أنه لم يرفض ذلك بعدما وضعه داخل حفرة في المستودع وغطاه بعدد كبير من حزم التبن، إلا أنهم تمكنوا من اكتشافه، ليتم تبليغ مصالح الفرقة الإقليمية للدرك الوطني لبلدية القديد التي تنقلت على الفور إلى عين المكان وألقت القبض على الخاطف وتحويله إلى مقر الفرقة، كما تحويل الضحية إلى مقر الفرقة من أجل التكفل به.

وصية الوالدة المقهورة
على أمل العثور على فلذة كبدها ذهبت والدته إلى “حصة وكل شيء ممكن” التي كانت تبثها التلفزة الوطنية مرتين وذرفت حينها بدل الدموع دما، ترجت خلالهما كل الجزائريين مساعدتها في البحث عن عمر الذي ترك لها فراغا كبيرا بعد اختفائه فجأة وهو الذي لم يدم غيابه عنها وعن منزله العائلي ليوم واحد، إضافة إلى تنقلها إلى جل ولايات الوطن للبحث عن فقيدها كلما يتناهى إلى علمها بأنه شوهد شخص يجوب الشوارع ولا يملك مأوى له شبه بابنها، إلا أنها تصاب في كل مرة بخيبة أمل بعد تنقلها وتجد بأن المعني ليس عمر، وقد أكد خال عمر بأن والدته رحمها الله ماتت مقهورة من فراق فقيدها وكانت تقول لهم بأن قلبها وإحساسها يؤكدان لها بأن ابنها حي، وتطلب منه البحث عنه لأنها تريد أن تراه وتضمه إلى صدرها قبل أن تلقى ربها، إلا أنها خلال سنة 2013 أي بعد مرور 15 سنة من اختفاء ابنها توفيت وكانت آخر وصية لها قولها “أرجوكم لا تتوقفوا عن البحث عن عمر، أنا متأكدة بأنه مازال على قيد الحياة” لتفارق الحياة دون أن تضم فلذة كبدها إلى صدرها.

كلبه لزم باب “المحتجز” شهرا كاملا قبل قتله
وقال جيران وأصدقاء عمر بأنه كان يربي كلبا يرعى معه قطيع الغنم خارج المدينة ولا يفارقه طيلة يومه، إلى غاية حادثة اختفائه عن الأنظار وبداية حملة البحث عنه التي شارك فيها مئات المواطنين من بلدية القديد والمدن المجاورة والتي باءت بالفشل، غير أن كلبه بقي أمام المنزل الذي كان يتواجد فيه شهرا كاملا لم يغادر ذلك المكان، وكأنه كان يطلب من عائلته البحث عنه داخل ذلك المنزل، قبل قتله ورميه أمام منزل عائلة عمر، من جهة أخرى، قال شقيق عمر بأنه تم العثور على شقيقه في صحة جيدة.
غير أن الغريب في الأمر أنه أكد له بأنه كان يشاهد إخوته وجيرانه من النافذة عند مرورهم من الشارع إلا أنه عند محاولته مناداتهم لا يقوى عن الكلام بالرغم من أنه يستطيع أن يتكلم بصفة عادية عندما يكون بعيدا عن النافذة، والأغرب من ذلك أنه أكد أيضا بأنه حاول العديد من المرات الهروب إلا أنه يسقط ولا يقوى عن المشي بمجرد وصوله إلى باب المنزل الذي كان محتجزا فيه، هاته الظاهرة فسرها أحد الرقاة في اتصال مع “الشروق”، قائلا بأن عمر تعرض إلى أحد أنواع السحر يسمى “التربيع وعقد اللسان”، هذا النوع من السحر يجبر صاحبه على الدوران في مربع محدد ولا يقوى على الخروج منه، ولا يقوى على مناداة أحد مهما حاول، غير أنه يرجع إلى حالته الطبيعية بمجرد خروجه من ذلك المربع، وعموما هي تصريحات وفرضيات تؤخذ بتحفظ إلى غاية كشف نتائج تحقيق الدرك حول دوافع وظروف الاحتجاز، حيث باشرت مصالح الدرك تحقيقات معمقة من أجل الكشف عن ملابسات الحادثة التي شهدتها ولاية الجلفة لأول مرة، أين تم نقل عمر إلى مصلحة الطب الشرعي قبل عرضه على الطب النفسي من أجل التكفل به، كما تنقل عناصر خلية الشرطة التقنية التابعة للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالجلفة إلى المنزل الذي كان يحتجز فيه من أجل رفع البصمات وكل ما يساعد في التحقيق وكشف ملابسات الحادثة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!