-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

توقعات بارتفاع أسعار النفط الى 90 دولار

عادل فداد
  • 3966
  • 0
توقعات بارتفاع أسعار النفط الى 90 دولار

 كشفت مجموعة “سيتي غروب” عن توقعها بارتفاع اسعار النفط إلى نحو 90 دولاراً للبرميل، إذا قامت ايران بإغلاق مضيق “هرمز”.

وفي مقال نشرته وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، قال محللو البنك عبر مذكرة بحثية، أن “أي إغلاق للمضيق قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في الأسعار”، وذلك في سيناريو البنك الذي يتوقع ارتفاع الأسعار.

واعرب محللو البنك عن اعتقادهم بأن “مدة الإغلاق ستكون قصيرة، لأن جميع الجهود ستركّز على إعادة فتحه، وبالتالي من غير المحتمل أن يستمر الإغلاق لعدة أشهر”.

مضيق “هرمز”.. ممر نفطي استراتيجي مهدّد بالغلق

ويُعدّ مضيق “هرمز” الواقع جوب خليخ العرب -فارس- من بين أبرز أوراق الضغط التي ظلّت ايران تلوّح بها في وجه أعدائها (أوروبا وأمريكا واسرائيل)، فكلما تصاعد التوتر بين الطرفين الايراني والغربي، قامت طهران بالتهديد بغلق المضيق وشلّ حركة أسواق النفط في العالم.

وفي أعقاب العدواني الصهيوني الجديد على ايران، نقلت وكالة “تسنيم” السبت، عن عضو لجنة الأمن في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، قوله إن إغلاق مضيق هرمز “قيد الدراسة”، وإن طهران ستتخذ “القرار الأفضل بحزم”…فما أهمية هذا المضيق وما تأثير إغلاقه على دول العالم؟

تعتمد دول الخليج العربي (السعودية والكويت والامارات والعراق والبحرين)، الى جانب ايران، على مضيق “هرمز” في صادرات النفط، فحسب تقرير لمنظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك)، صدّرت منطقة الشرق الأوسط خلال سنة 2023، نحو  17,24 مليون برميل من إجمالي الصادرات العالمية البالغة 43,83 مليون برميل يوميا، وهو ما يجعل منه حلقة وصل استراتيجية بين الدول المصدّرة والمستوردة في الاقتصاد العالمي.

 أهمية مضيق هرمز في صادرات النفط الخليجية: 

تلعب دول الخليج العربي دورا محوريا في سوق النفط العالمي، لما تتوفره من احتياطات كبيرة من هذه المادة، فوفقا لتقرير نشرته وكالة الأناضول، يتجاوز إجمالي احتياطات دول الخليج الست (السعودية، والبحرين، وقطر، وسلطنة عمان، والإمارات، والكويت) من النفط، 510 مليار برميل نفط، تشكل نسبتها 32,7 % من اجمالي الاحتياطي العالمي المؤكد والبالغ 1550 مليار برميل.

 ويبلغ إجمالي إنتاج دول الخليج من النفط الخام قرابة 18 مليون برميل يوميا، وهو ما يُمثّل 19 الى 20 % من إجمالي الطلب العالمي البالغ قرابة 99 مليون برميل يوميا.

 ويُعدّ مضيق “هرمز” الواقع بين ايران وسلطنة عمان، نقطة استراتيجية لدول الخليج العربي في صادراتها النفطية والغازية الى دول العالم وذلك بنسب متفاوتة، فحسب تقرير نشرته شبكة “سي أن أن” الأمريكية، يعتمد العراق في صادراته النفطية على هذا المضيق بنحو 94% وقطر 93% والسعودية 84 % والكويت 79% والبحرين 77% والامارات 56%.

 تأثير غلق المضيق على الدول المستوردة:

سيكون غلق مضيق “هرمز” بالنسبة للدول المستوردة للنفط الخليجي كارثيا بامتياز، ولا يختلف في جوهره عن الدول الخليجية المصدّرة له، والمعتمدة عليه في اقتصاداتها بنسب تفوق 90%، ولعل أبرز الدول المتأثرة بغلق هذا الممر، الصين، كونها تعتمد وبشكل كبير على صادرات النفط الخليجي والإيراني، فوفقا لتقرير شبكة “سي أن أن” تقدّر واردات بيكين من النفط الخليجي والايراني نحو 33% متبوعة بالهند 13% واليابان وكوريا الجنوبية على 11%، في حين لا يتعدّى اعتماد أوروبا وأمريكا على نفط هذه المنطقة مستوى 07% و 03% على التوالي.

 من المستفيد من غلق الممر؟

تعدّ الولايات المتحدة الأمريكية أبرز المستفيدين من الحرب “الايرانية الاسرائيلية” موازاة بالحرب “الروسية الأوكرانية”، ولاشكّ أن تأثيرات غلق مضيق “هرمز” على واشنطن ضعيفة جدا مقارنة بالصين، ذلك أنّ واردات أمريكا من النفط الخليجي لا تتجاوز مستوى 03% من احتياجاتها اليومية مقارنة بالصين التي تستورد (ثلث) احتياجاتها اليومية من هذه المنطقة، وهو ما سيؤثر سلبا على اقتصاد بيكين الذي يعاني أصلا من الرسوم الجمريكية الأمريكية والأوروبية.

ومن بين المستفيدين من غلق المضيق، تبرز روسيا ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد المملكة العربية السعودية، فموسكو التي عانت من مقاطعة دول الاتحاد الأوروبي لنفطها الخام بسبب الحرب على أوكرانيا، قد تتحول الى وجهة مفضلة لبروكسل في استيراد النفط اذا ما تأثرت الأسواق العالمية سلبا وتغيّرت خارطتها التسويقية والتسعيرية.

وفي طليعة المستفيدين من هذا الغلق، تبرز الدول المصدّرة للنفط الواقعة خارج منطقة الخليج للعربي على غرار الجزائر ونيجيريا والكونغو وليبيا ودول أمريكا اللاتينية، وذلك من خلال ارتفاع أسعار النفط التي قد تتجاوز مستوى 127 دولار للبرميل على غرار ما حدث شهر مارس 2022 بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

 تدخّل الصين لمنع غلق مضيق “هرمز” وارد:

يرى الكثير من المراقبين أن تدخل الصين لمنع غلق مضيق “هرمز” وتعطيل حركة السفن النفطية في المنطقة واردٌ جدّا، ليس بمنع حليفتها الاسراتيجية ايران، بل بدعمها عسكريا وتقنيا على غرار الدعم الصيني لباكستان في حربها الأخيرة مع الهند والتي أفضت الى اسقاط 05 طائرات حربية هندية مقاتلة الى جانب خسائر كبيرة في قواعدها العسكرية ومنظوماتها الدفاعية الجوية.

ومن المنتظر ان يكون الاتفاق الاسراتيجي الشامل الموقع بين بيكين وطهران شهر مارس 2021، منطلقا أساسيا في اتمام هذا الدعم، فالاتفاق الموقع بين الصين وايران لمدة 25 عاما بقيمة مالية تصل الى 400 مليار دولار، قد يشمل أيضا تعاونا عسكريا يقضي بتزويد ايران بتكنولوجيا عسكرية صينية لمواجهة السلاح الأمريكي التي تستعمله اسرائيل في حربها على ايران، ومنع سقوط نظامها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!