-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يعد أكبر مسجد في إفريقيا و ثالث أكبر مسجد في العالم

“جامع الجزائر”.. تحفة معمارية وصرح ديني وحضاري

وليد. ع
  • 1024
  • 0
“جامع الجزائر”.. تحفة معمارية وصرح ديني وحضاري
أرشيف

يعد جامع الجزائر الذي أشرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على تدشينه، الأحد، تحفة معمارية وصرحا دينيا وحضاريا جامعا للأمة وحافظا للمرجعية والهوية الوطنية. وسيسهم هذا الصرح بكل تفاصيله المستوحاة من الإرث المعماري الإسلامي والأندلسي في الحفاظ على الهوية الدينية الوطنية، فضلا عن كونه معلما روحانيا وحضاريا جامعا.
ويضم هذا المبنى الضخم، المتواجد في بلدية المحمدية بقلب الجزائر، قاعة صلاة كبيرة تتربع على مساحة 20 ألف متر مربع وتتسع لأكثر من 120 ألف مصل، وزينت هذه القاعة بشكل بديع، وتحتوي على دعائم رخامية مميزة ومحراب كبير، تم انجازه من الرخام والجبس المتعدد الألوان ولمسات فنية تعكس الزخرفة الجزائرية الأصيلة. وتم تزيين قاعة الصلاة ومختلف مباني جامع الجزائر بفن الخط العربي على امتداد 6 كلم.
واعتمد التصميم الهندسي لجامع الجزائر الذي يعتمد على معايير مضادة للزلازل بقدرة امتصاص 70 بالمائة من شدة الزلزال على نمط تقليدي يتميز بحضور قوي للأعمدة مزينة بالرخام الناصع البياض التي تعد ركيزة المبنى.
من جهة أخرى، يضم المسجد أكبر مئذنة في العالم تفوق 265 متر ودعائم بعمق 60 مترا، وتتشكل المئذنة من 43 طابقا خصص 15 منها كفضاء لاحتضان متحف يخص تاريخ الجزائر وطوابق كمركز للبحوث بالإضافة إلى محلات تجارية، كما تم وضع في القمة منظارا ليتمكن زوار الموقع من الاستمتاع بجمال خليج العاصمة.
ويضم جامع الجزائر الذي يعتبر ثالث أكبر مسجد في العالم بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، مرافق عدة منظمة وفقا لمراسيم تنفيذية وقوانين أساسية اعتنت بمسألة إنشاء وتسيير مختلف هياكله، على غرار المجلس العلمي والمدرسة الوطنية العليا للعلوم الإسلامية “دار القرآن” التي نظمت مع بداية السنة الجارية أول مسابقة دكتوراه أسفرت عن فوز 82 مترشحا، وهي المسابقة التي جرت تحت الوصاية البيداغوجية المشتركة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وعمادة جامع الجزائر.
وتوكل لذات المدرسة مهمة ضمان تكوين عال ومتخصص لفائدة خريجي مؤسسات التكوين والتعليم والتأهيل العالي في ميدان العلوم الإنسانية والاجتماعية وتحسين المستوى وتجديد المعارف لفائدة مستخدمي وإطارات قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، إلى جانب إقامة علاقات تبادل وتعاون مع مؤسسات وطنية ودولية في مجال اختصاصها.
ومن هذا المنظور، يندرج عمل مركز البحث في العلوم الدينية وحوار الحضارات الذي يتولى القيام ببحوث ودراسات متخصصة في هذا المجال وإعداد برامج البحث العلمي والدراسات المتعلقة بترقية قيم الوسطية والاعتدال والتسامح وترسيخ المرجعية الدينية الوطنية وإحياء التراث الديني وكل ما يتعلق بالحسابات الفلكية وضبط المواقيت الشرعية والصيرفة الإسلامية وغيرها من المسائل المرتبطة بهذا المجال.
من جانبها، تسعى مكتبة الجامع إلى تثمين مكونات الحضارة الإسلامية وترقيتها بما يدعم المرجعية الدينية الوطنية ويخدم الرسالة الحضارية للجامع، ناهيك عن دورها في إنشاء مخبر لترميم المخطوطات وإقامة علاقات تعاون وتبادل مع المؤسسات الثقافية والعلمية المماثلة على الصعيدين الوطني والدولي.
ويضم الجامع إلى جانب الهياكل المشار إليها، متحفا عموميا وطنيا يحمل تسمية ”متحف الحضارة الإسلامية في الجزائر”، حيث يشكل فضاء للتعبير عن المراحل التاريخية التي أسست للمرجعية الدينية الوطنية والتراث الديني والثقافي والتقاليد الأصيلة للجزائر والعمارة والفنون الإسلامية وتاريخ كتابة المصحف الشريف وطبعه.
ويتولى هذا المتحف جمع وجرد الرصيد المتحفي ذي الصلة بمجال اختصاصه، كما سيسهر على حفظها وترميمها وتثمينها عن طريق العرض والتعريف بها بجميع الأشكال والوسائل.
وفضلا عن ذلك، يتوفر الجامع على مقر للأمن الحضري يضم فرقا للأمن العمومي والشرطة القضائية والشرطة العامة، إلى جانب هياكل اجتماعية مخصصة لإيواء عناصر الشرطة المكلفين بتأمين زوار الجامع وكل منشآته وفضاءاته.
ويحتوي الجامع على فضاء مخصص لنزول المروحيات وحظيرة للسيارات تتسع لأربعة آلاف سيارة مبنية على طابقين اثنين، في الطابق السفلي وساحة كبيرة تحيط بها عدة حدائق وأحواض.

علماء وأئمة: الجامع مركز إشعاع وقلعة للحفاظ على التراث والهوية الإسلامية
أكد علماء وأئمة ومسؤولو هيئات إسلامية دولية، أن جامع الجزائر يشكّل منارة للعلم والإشعاع الديني ويكرّس دور الجزائر الحضاري والريادي في العالم الإسلامي. وثمّنت كوكبة من الشخصيات الدينية، المعروفة في العالم الإسلامي دعوة السلطات الجزائرية للمشاركة في مراسم تدشين هذا الصرح الديني الكبير.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الدكتور علي القره داغي، في تصريح لـ”وأج”، أن جامع الجزائر يعد “صرحا من صروح الإسلام ومركز إشعاع للجزائر وإفريقيا والعالم الإسلامي”، مشيدا بالهدف الذي أنشئ من أجله والمتمثل في “نشر منهج الاعتدال والوسطية في العالم”، وأبرز استعداد هذه الهيئة الدولية للتعاون مع مؤسسة “جامع الجزائر” من أجل تأدية مهمتها النبيلة.
من جانبه، أبدى نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، عصام البشير، إعجابه بجامع الجزائر وبالمرافق الهامة التي يحتويها، مبرزا أن الاهتمام الذي يوليه رئيس الجمهورية لهذه المؤسسة “كفيل باستعادة الجزائر لدورها الحضاري الرائد في العالم الإسلامي”.
بدوره، أشار الأمين العام للاتحاد، علي محمد الصلابي، إلى “الرمزية التاريخية” لجامع الجزائر، مضيفا أن الشعب الجزائري “استطاع أن يحوّل مركز تنصير للاستعمار الفرنسي إلى مركز لنشر تعاليم الدين الحنيف، والحفاظ على مقومات الهوية الوطنية”.
من جهته، اعتبر مفتي جمهورية مصر العربية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، شوقي علام، أن جامع الجزائر “سيعطي روحا جديدة للعالم الإسلامي مأخوذة من رسالة نبي الإسلام في هذه البقعة من أرض الجزائر المباركة”، وأضاف أن هذا الصرح سيكون له “أثر كبير في العالم الإسلامي”، مبديا استعداد مؤسسة الأزهر الشريف لمرافقة جامع الجزائر في أدواره الدينية والحضارية.
وفي ذات السياق، أبرز رئيس رابطة علماء وأئمة ودعاة دول الساحل، الشيخ أبو بكر والار، أهمية جامع الجزائر في “تعزيز رصيد الجزائر ودورها الرائد في مجال نشر تعاليم الإسلام والحفاظ على التراث والهوية الإسلامية، وكذا دعم الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم”، منوّها بالدور المنتظر من هذه المؤسسة في “تكوين الأئمة والدعاة في إفريقيا ونشر الفكر الوسطي ومكافحة التطرف”.
من جهته، أبرز رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا، العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، مكانة الجزائر ودورها الريادي في نشر قيم الوسطية والاعتدال في إفريقيا وفي العالم الإسلامي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!