جزائريون يأكلون لحوما مجهولة

ضرب أصحاب القصابات بإجراء إشهار سعر اللحوم وبلد المنشإ عرض الحائط، حيث تنافسوا على عرض سلعهم المعدة بطرق مختلفة دون أدنى إشارة إلى مصدرها. وكان المستهلكون قد عولوا عليه كثيرا للتعرف على طبيعة هذه اللحوم بعد فضيحة اللحوم البرازيلية التي اهتز لها العالم وأفقدتهم الثقة بالمنتج المستورد.

“كبدة مشرملة”، “لحم ماريني”، “لحم شطيطحة”، “لحم فارسي” … وغيرها من أنواع اللحوم التي تتنافس القصابات على عرضها في الشهر الفضيل.. فمن حسين داي، بلوزداد، بئر مراد رايس… وغيرها من محلات العاصمة التي تنقلنا إليها وصدمنا عندما وجدنا غالبيتها تعرض لحوما مفرومة، وأخرى مقطعة جاهزة للطبخ مباشرة دون إشهار اسمها أو حتى الإشارة إلى نوعيتها إن كانت محلية أو مستوردة.. حتى الكبد لم تكن هناك أي دلالة حول مصدره. 

ونظرا إلى استشراء ظاهرة الغش في وسط بعض باعة اللحوم ومزجهم بين اللحوم المستوردة الطازجة مع المحلية وعرض الأولى للبيع على أساس أنها لحوم محلية، اتخذت وزارة التجارة قرارا تلزم من خلاله التجار بوضع لافتات تحتوي سعر اللحم ونوعيته والبلد المستورد منه وإذا كان محليا فلا بد من الإشارة إلى ذلك. وما يزيد الحيرة إقبال المستهلكين خلال الشهر الفضيل على شراء مختلف هذه اللحوم والأصناف دون الاستفسار عنها، حتى إن بعض القصابات مازالت تعرض اللحم مفروما وجاهزا للبيع بالرغم من صدور تعليمات تحظر ذلك، فهذا الصنف يتطلب شراء قطعة اللحم ثم فرمها مباشرة تفاديا لتحولها إلى سموم تضر بصحة مستهلكها. 

أكد رئيس جمعية تجار اللحوم الحمراء، محمد الطاهر رمرام، إصدار الدولة قرار إشهار الأسعار والمعلومات المتعلقة باللحوم إذا كانت مستوردة والبلد الذي جلبت منه أو محلية قبيل 20 يوما من حلول رمضان لكن لا توجد آليات لتطبيقه. ويرى رمرام في تطبيقه وتحديد المنشإ إسهاما في تحديد الأسعار حتى تكون موافقة له.

واعترف المتحدث عدم التزام الجزارين ومحلات القصابة بهذا الإجراء الجديد لغياب الالتزام المهني لدى معظمهم ولكن وضعية السوق الحالية تقتضي التعجيل بتطبيقه، فهو يسمح بالتعرف على أنواع اللحوم التي تحظى بإقبال واسع وكبير لدى المستهلكين وتكون هناك جودة في نوعية السلع المعروضة كما توفر حماية له.

وبرر رئيس جمعية تجار اللحوم الارتفاع المحسوس في أسعار اللحوم بداية الأسبوع الجاري بـ”اللهفة” والحمى الاستهلاكية التي انتابت المستهلكين مما أدى إلى زيادة أسعاره، حيث كان سعر لحم الغنم في سوق الجملة 1100 دج وارتفع إلى 1250دج، و1300 دج، موضحا تسجيل طلب متواز على لحم الغنم والبقر فيما كان الطلب مرتفعا جدا على اللحم المفروم. وطمأن رمرام المستهلكين بانخفاض الأسعار مرة ثانية خلال الأسبوع القادم حيث ستنخفض بـ 3 و5 بالمائة.