-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المدرب الألماني أولي شتيليكي في حوار خاص لـ"الشروق":

جزائر ماجر وبلومي 1982 من أفضل منتخبات العالم

الشروق أونلاين
  • 23514
  • 1
جزائر ماجر وبلومي 1982 من أفضل منتخبات العالم
الشروق
علاء صادق رفقة أولي شتيليكي

كان مقررا أن أكتب اليوم مقالي الأسبوعي عن الجزائر وكأس العالم لكرة القدم 2014.. لكن الصدفة الطيبة جمعتني في مطعم فندق ميلينيوم في الدوحة مع الألماني أولي شتيليكي، المدير الفني الحالي لنادي العربي القطري.. وهو واحد من ثمانية لاعبين من أشهر نجوم منتخب ألمانيا الغربية الذي خسر من نظيره الجزائري 2-1 في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 1982 في اسبانيا.. الثمانية ملأوا الدنيا بريقا وتألقا مع منتخبهم وأنديتهم وهم كارل هاينز رومينيغي وبول برايتنر وهارالد شوماخر وأولي شتيليكي وهانز بيتر بريغل وفيليكس ماغاث وبيير ليتبارسكي وهورست روبيش..

وفور مشاهدتي لشتيليكي أمامي دون سابق موعد وجدتها فرصة لأفتح معه ملفا عن خمسة أحداث فريدة ومتتالية في نهائيات مونديال 1982.. أولها السقوط أمام الجزائر في أول مباراة للمنتخب الجزائري طوال تاريخه في نهائيات كأس العالم ليصبح أول فريق عربي يهزم الألمان ويفتتح مشاركاته المونديالية بالنصر.. وثانيها المباراة المشبوهة ضد النمسا في ختام الدور الأول والتي شهدت تراخيا مقصودا من الجانبين في الشوط الثانى ليفوز الألمان 1-صفر فقط ويصعدا معا إلى الدور الثاني على حساب منتخب الجزائر بفارق الأهداف فقط.. وثالثها جلوس الألمان في المدرجات لمشاهدة مباراة اسبانيا وانجلترا في ختام لقاءات المجموعة في الدور الثاني ومصيرهم ليس بين أيديهم خشية مؤامرة اسبانية تطيح بهم خارج المونديال.. ورابعها العودة الفريدة للألمان من الخلف أمام فرنسا في نصف النهائي بعد التأخر 3-1 والفوز بركلات الترجيح وحادثة الاعتداء البشع من شوماخر على باتيستون.. وخامسها وآخرها التردي الرهيب في مستوى منتخب ألمانيا في المباراة النهائية ضد نظيره الايطالي حتى تحول اللقاء إلى ما يشبه المواجهة بين أساتذة وتلاميذ بعد عامين فقط من تفوق الألمان على الايطاليين في عقر دارهم في نهائيات أمم أوروبا 1980 وإحراز اللقب.

ووجدت الفرصة مناسبة للسؤال عن حظوظ منتخب الجزائر في كأس العالم 2014 ورؤيته للبطولة ونجوم الكرة العالمية في 2014.. واستمتعت شخصيا بالحوار.. وها أنذا أقدمه لكم حرفيا بصيغة السؤال والجواب.

ماذا تذكر عن هزيمة فريقكم من الجزائر في خيخون صيف 1982؟

أولا، لعبنا مباراة ضعيفة وكنا الطرف الأدنى، وكانت الثقة الزائدة أو الغرور سببا رئيسيا في الهزيمة.. ولكنها كانت مفيدة لإيقاظ الفريق واللاعبين من تلك الآفات لنكمل البطولة إلى النهائي.. وللحق أذكر تلك المباراة جيدا ولا أصدق ما قدمه لاعبو الجزائر يومها من مهارات فنية عالية ومجهود بدني وفير وأداء جماعي مبهر بالإضافة للبراعة الفائقة للثنائي رابح ماجر والأخضر بلومى.. وهما من أفضل لاعبي كرة القدم في جيلهما، كما أن منتخب الجزائر كان بين أقوى منتخبات مونديال 1982 وكان يستحق بالطبع مكانا أفضل في تلك المسابقة.

مر 32 عاما على حادثة مباراة العار بين ألمانيا والنمسا والاتفاق المؤكد بين الفريقين خصوصا في الشوط الثانى على خروج المباراة بالفوز المحدود 1-صفر لصالحكم لتصعدا معا على حساب الجزائر.. هل تصدقنا القول وتسرد الحقيقة؟

لا ينكر إلا مجنون أن المباراة لم تكن طبيعية.. وأن الشوط الثاني خلا تماما من كرة القدم من الجانبين.. وأن الطرفين ارتضيا النتيجة ولم يسعى أي منهما لتغييرها.. ولكنني أقول لك الصدق.

قبل المباراة كنا نعرف أن الفوز بأي نتيجة يؤهلنا إلى الدور الثانى.. وأن الفوز بفارق ثلاثة أهداف يخرج النمسا ويؤهل الجزائر.. ولم يكن الأمر مهما بالنسبة لنا سواء صعدت النمسا أو الجزائر.. وتمنى الكثيرون من جمهور ألمانيا أن تخرج النمسا من البطولة بسبب ثأر قديم بين البلدين.. ولم يتحدث أي مسئول أو مدرب أو لاعب من الجانبين مع الآخر قبل المباراة على الإطلاق بصدد أي اتفاق أو تعاون.. وقدمنا مباراة ممتازة وقوية في ثلث الساعة الأولى وحاصرنا منافسنا وسجل روبيش هدفا جميلا في البداية ورد القائم هدفا مؤكدا ثانيا.. ولو جاء لتضاعفت النتيجة بكل تأكيد وسار اللقاء متكافئا وجادا في الشوط الأول.. ولكننا كمجموعة وفي غرفة الملابس بين الشوطين اتفقنا على عدم المغامرة، لأن الخسارة تقصينا من البطولة.. وقررنا الالتزام بدفاع المنطقة دون السعي للهجوم واستغلال الهجمات المرتدة، ولكن الغريب أن منتخب النمسا لم يجتهد ولم يحاول التعادل، ولم يتقدم مطلقا للهجوم في الشوط الثانى.. ولم نجد مبررا لتغيير طريقتنا السلبية التي تضمن لنا الفوز والتأهل وسار اللقاء مملا للغاية وانتشرت الشائعات بعده.. وللحق يتحمل الاتحاد الدولي (الفيفا) مسئولية ما حدث، لأن ما فعله فريقنا ونظيره النمساوي لم يكن إلا سعيا وراء مصلحة خاصة دون تثبيت مسبق للنتيجة. والفيفا أصلح ذلك الخطأ لاحقا بتغيير نظام المسابقة ومواعيد المباريات لتقام اللقاءات الأخيرة في أي مجموعة في نفس التوقيت تفاديا لتكرار المشكلة.

تتحدث عن المشكلة وكأنها خطأ تنظيمي فقط دون إشارة لغياب الروح الرياضية واللعب النظيف.. ألم يكن الأمر سيئا للغاية؟

بالطبع كان سيئا، ولكنه كما قلت لم يكن مقصودا.. ولم يكن ذلك الخطأ التنظيمي هو الوحيد في تلك المسابقة، ولكننا وقعنا في الدور الثانى في مجموعة مع اسبانيا وانجلترا وتعادلنا مع انجلترا وفزنا على اسبانيا وجلسنا في المدرجات نتابع اللقاء الثالث والأخير بين انجلترا واسبانيا التي فقدت الأمل نهائيا، ولو تهاون الأسبان لتأهلت انجلترا على حسابنا. ولحسن الحظ انتهى اللقاء بالتعادل السلبي واكتمل التخبط في نصف النهائي بمواجهة فرنسا في اشبيلية وامتد اللقاء إلى وقت إضافي وركلات ترجيح وفزنا بصعوبة.. ولكن الصعوبة الحقيقية كانت بعد اللقاء، حيث توجهنا إلى المطار لركوب الطائرة إلى مدريد، حيث المباراة النهائية بعد 3 أيام ضد ايطاليا.. ولكن تأخيرا طويلا في الإقلاع تسبب في وصولنا إلى مدريد مع فجر اليوم التالي في غاية الإرهاق.. ولم نقدم شيئا في النهائي وخسرنا بسهولة.

هل شاهدت منتخب الجزائر في مبارياته عبر التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2014؟

لم تتح لي الفرصة لمتابعة التصفيات الإفريقية، ولكن المنتخبات الأفضل هي التي تأهلت، ووجود الجزائر بين أقوى 32 منتخبا في العالم في مونديال البرازيل شهادة نجاح لمجموعة العمل وليس اللاعبين والمدرب فقط.. وهو ما يكشفه أيضا تكرار التأهل لدورتين متتاليتين.. والبطولة بحاجة للفرق الجائعة للإنجازات والمفاجآت كما فعل فريق الجزائر في 1982.

ما هي رؤيتك لمجموعة الجزائر في البطولة، ومن هما الفريقان المرشحان لعبور الدور الأول من بين الجزائر وبلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية؟

المجموعة متوازنة، ولكنها ليست الأقوى بالمونديال، وهناك مجموعات بالغة القوة، وأعتقد أن بلجيكا هي الأقرب لصدارة المجموعة والتأهل إلى الدور الثاني ولديها عدد كبير من اللاعبين الممتازين في أندية أوروبا الكبرى.. وروسيا مؤهلة نظريا لمرافقتها، لكن المفاجآت واردة من الجزائر وكوريا.

ومن هو المرشح للقب؟

بدون شك منتخب ألمانيا هو أقوى المرشحين، لأنه يمتلك الآن أفضل فريق ومجموعة في تاريخ الكرة الألمانية على مر العصور.. ورغم أننا لا نمتلك الآن لاعبا عبقريا على غرار بيكنباور أو مولر، إلا أننا وللمرة الأولى يكون لدينا 18 إلى 20 لاعبا على أعلى مستوى ومتقاربين جدا ومتفاهمين إلى حد بعيد.. وهو ما لا يتمتع به المنتخب الإسباني حامل اللقب الذي يعانى كثيرا إذا غاب عنه أحد نجومه.. ولدى البرازيل فرصة على ملعبها وبين أنصارها.. ويأتي منتخب الأرجنتين أيضا كقوة لا يستهان بها في وجود ميسي.

أخيرا من هو الأفضل في 2013؟

أمنح شخصيا لقب أحسن لاعب إلى البرتغالي كريستيانو رونالدو على حساب ميسي، ليس لأنه أفضل كلاعب، ولكن لأنه فعل أكثر مع منتخب بلاده ومع ناديه.. ويبقى ميسي من وجهة نظري الأمهر، لأنه الأقدر على التصرف بامتياز في مساحات ضيقة وتحت ضغوط كبيرة.. وميسي من النوعية التي لا تراها إلا عند الاستحواذ على الكرة أو تسجيل الأهداف الخاطفة، لأنه يختبئ ببراعة عن العيون.

ولا يختلف اثنان على تتويج هينيكس كأفضل مدرب، وفريق بايرن ميونيخ الألماني بطل أوروبا والعالم كأحسن الأندية، وبفارق بعيد عن جاره الألماني بروسيا دورتموند.

 (برواز كبير في الصفحة مع صورة وجه لشتيليكى)

من هو شتيليكي؟


من مواليد 15 نوفمبر 1954 في مدينة كيتش في ألمانيا الغربية.

لعب أولا في أشبال نادي مدينته الصغيرة كيتش.. والتقطته العين الخبيرة عام 1972 ليبدأ حياته الكروية لثلاثة مواسم كهاو قبل تحوله محترفا عام 1975 في نادي مونشنغلادباخ الألماني وحقق معه 5 بطولات منها كأس الاتحاد الأوروبي 1975 في أفضل جيل بتاريخ النادي مع بيرتى فوغتس ويوب هينكيس.. وانتقل عام 1977 للاحتراف في ريال مدريد الإسباني ورغم قوانين اسبانيا وقتئذ بعدم اشتراك أكثر من لاعبين أجنبيين مع أي ناد في الملعب، إلا أن شتيليكي فرض نفسه أساسيا حتى 1985.. وفاز مع ريال مدريد ببطولات وفيرة أبرزها كأس الاتحاد الأوروبي 1985 والليغا لثلاث مرات.. وانتقل بعدها إلى نيوشاتيل زاماكس السويسري وحقق معه لقب الدوري مرتين واعتزل عام 1988.

وعلى الصعيد الدولي لعب شتيليكي لمنتخب ألمانيا للشباب والهواة من 1972 الى 1975 ثم انتقل على الفور إلى المنتخب الأول من 1975 وحظي بشرف اللعب بجوار فرانز بيكنباور حتى فبراير 1977 في المباراة الأخيرة للقيصر وكانت ضد فرنسا، والأغرب أنها كانت الأخيرة أيضا لشتيليكي (22 عاما فقط)، لأن الاتحاد الألماني قرر بعدها قصر اللعب الدولي على اللاعبين الموجودين في الأندية المحلية واستبعاد المحترفين في الخارج.. وظل شتيليكي خارج المنتخب لعامين وغاب خلالهما عن نهائيات كأس العالم 1978 فى الأرجنتين.. وعاد إلى الفريق في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 1980 في ايطاليا فانتزع الألمان لقبها.. وظل مع المنتخب حتى عام 1984 وأكمل 42 مباراة دولية وسجل خلالها 3 أهداف.

اتجه شتيليكي للتدريب بعد اعتزاله وقاد أندية نيوشاتيل سيون في سويسرا ومانهايم الألماني والميريا الإسباني والسيلية القطري ومنتخبات سويسرا وساحل العاج وشباب ألمانيا.. وهو المدير الفني الحالي لنادي العربي القطري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الاسم

    المانيا فازت بثلاث كؤوس عالمية و القاب اوروبية اخرى و نحن نتكلم على جيل 82 في رصيده صفر 000 لقب فاز بمقابلة و احدة يتكلمون عليهاكانها تساوي 5 كؤوس عالمية , انكم تنومون الشعب الجزائري بفارق 82 لاخفاء المشاكل اليومية للمواطن