الاحتراف فشل في الجزائر بسبب الفساد وغياب آليات الرقابة
- ديون الأندية فاقت ألفي مليار ولا يوجد لاعب يستحق راتب 20 مليونا
- روراوة ترك فائض 700 مليار في “الفاف” وحاليا غارقة في 700 مليار دينا
لم يتوان محمد مشرارة، الرئيس السابق للرابطة الوطنية المحترفة لكرة القدم، في انتقاد الطريقة التي يتم بها تسيير شؤون أندية البطولة، خاصة في ظل الكثير من المعطيات التي تعكس وجود فساد وسوء تسيير، مؤكدا أن ديون الأندية تصل إلى أكثر من ألفي (2000) مليار سنتيم، مشيرا أنه لا يوجد لاعب في البطولة يستحق راتبا يزيد عن 20 مليون.
كشف محمد مشرارة عن عدة حقائق تخص واقع الكرة الجزائرية بشكل عام، سواء على صعيد المنتخب الوطني أو الأندية أو المكتب الفدرالي، وهذا خلال نزوله ضيفا على قناة الشروق نيوز، في العدد الجديد من برنامج بودكاست (offside)، الذي يعده ويقدمه الزميل ياسين معلومي، حيث أكد بأن واقع التسيير على مستوى أندية البطولة لا يسر على حال، خاصة في ظل الكثير من التجاوزات الحاصلة التي على صعيد الأندية ما خلف حسب قوله ديونا تزيد عن ألفي (2000) مليار سنتيم، مؤكدا أن تمويل الأندية بالشركات العمومية بدلا من أن يمنح إضافة نوعية في طريقة التسيير وتجاوز المشاكل المالية فقد زاد الوضع تأزما بسبب العشوائية في التسيير وانتداب اللاعبين مقابل أموال وصفها بالخيالية، مؤكدا في هذا الجانب بأنه لا يوجد لاعب في البطولة يستحق راتبا شهريا يزيد عن 20 مليون سنتيم، متسائلا عن الأسباب والمبررات التي جعلت مسيري الأندية يقدمون رواتب لا تقل عن 100 مليون للاعبين، ما يعكس حسب رأيه غياب آليات رقابية تسمح بضبط الأمور في هذا الجانب. ووصل مشرارة إلى قناعة بأن مشروع الاحتراف قد فشل في الجزائر، وهذا لأسباب وعوامل كثيرة، وفي مقدمة ذلك سوء التسيير والتجاوزات الحاصلة بسبب غياب الرقابة، مشيران أفضل الاحتراف الحقيقي الذي عرفته الجزائر كان في فترة الإصلاح الرياضي سبعينيات القرن الماضي، حين تم ربط الأندية تمويليا بالشركات العمومية، وجعل اللاعبين موظفين تابعين للشركات التي تقوم بتمويل الأندية. كما انتقد واقع “الفاف” بعد التراكمات الحاصلة منذ مغادرة روراوة، ما جعلها تتخبط في ديون تصل إلى 700 مليار، بعدما ترك الرئيس السابق محمد روراوة فائض مالي يبلغ 700 مليار سنتيم.
من جانب آخر، عاد محمد مشرارة خلال نزوله على قناة الشروق إلى العديد من الانجازات والقضايا التي مرت بها الكرة الجزائرية خلال فترة إشرافه على الرابطة الوطنية المحترفة لكرة القدم، في عهد الرئيس السابق للاتحادية الجزائرية محمد روراوة، من ذلك ملحمة أم درمان خريف العام 2009، حين افتك أبناء سعدان ورقة التأهل إلى مونديال 2010، مؤكدا أن المنتخب المصري كان الأقوى من ناحية الخبرة والتركيبة البشرية، إلا أن إرادة شبان المنتخب الوطني صنعت الفارق حسب قوله، مشيدا في الوقت نفسه ببصمة المدرب رابح سعدان وكذلك حنكة المكتب الفدرالي بقيادة رئيس الفاف محمد روراوة، من ذلك تهيئة ظروف النجاح من الناحية الإدارية لتسهيل مهمة العناصر الوطنية، بدليل تجاوز المشاكل المالية المطروحة بفضل التعاقد مع عدة متعاملين اقتصاديين سهلت مهمة الفاف واللاعبين، ناهيك عن القيام بعمليات وإجراءات استباقية لضبط الأمور في عدة مناسبات حاسمة، على غرار ما حدث في إياب مباراة مصر بالقاهرة عام 2009، حين تم ضبط سفرية السودان على السريع، من خلال إجراءات الحجز لوضع المنتخب الوطني في ظروف مناسبة. وفي السياق ذاته، أشاد محمد مشرارة بالمدرب البوسني خاليليوزتش، من خلال نجاحه مع المنتخب الوطني في مونديال 2014، وكذلك علاقته العاطفية مع الجزائر التي استمدها من والده الذي كان ممرضا في فترة الثورة التحريرية، مرجعا سبب مغادرته إلى الاتصال بالمدرب الفرنسي غوركوف الذي حضر إلى مركز سيدي موسى في فترة عمل غوركوف. حدث ذلك حسب مشرارة بعد أن رفض التقني البوسني قبل ذلك خيار تجديد العقد قبل مونديال 2014.
من جانب آخر، سرد محمد مشرارة عديد القضايا التي وقف عليها من قرب، من ذلك احتراف ماجر وعدة لاعبين إلى الدوري الفرنسي مطلع الثمانينيات، وكيف ساهم في التفاوض بالشكل الذي يخدم ماجر ماليا، كما أكد مشرارة بأنه نصح ماجر بالدراسة أولا قبل قبول فكرة الإشراف على المنتخب الوطني، كان ذلك تسعينيات القرن الماضي، مضيفا أنه كان بمقدوره التنقل إلى مدرسة ليون المعروفة في تلك الفترة حتى يتكون معرفيا قبل تجريب حظه مع “الخضر”، خاصة وأنه حسب قوله كان يتمتع بشهرة واسعة لا يتمتع بها أي لاعب جزائري، لكن وبسبب عدم دراسته وتكوينه فشل في تجربته مع التدريب. كما أكد مشرارة بأن ما صرح به اللاعب السابق لفريق جبهة التحرير محمد معوش صحيح، بعد حرمانه من مواصلة التواجد في الطاقم الفني للمنتخب الوطني مباشرة بعد كسب ورقة التأهل إلى مونديال 82، مؤكدا أن التغيير الذي حصل في العارضة الفنية لـ”الخضر” تم بقرار سياسي.