-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أسعاره تناهز 1000 دج للتر وتحول إلى تجارة مربحة

زراعة الزيتون.. من الاستهلاك الشخصي إلى مستثمرات واعدة..

آدم. ح
  • 2213
  • 0
زراعة الزيتون.. من الاستهلاك الشخصي إلى مستثمرات واعدة..
ح.م

تشهد زراعة أشجار الزيتون توسعا كبيرا في مختلف ولايات الوطن، تماشيا مع إرادة الدولة في توسيع الاستثمار في هذه الشعبة بالتوجه مستقبلا نحو التصدير، ورغبة من المواطنين من تحويل هذه الزراعة إلى منبع اقتصادي واستثمار يذر على أصحابه أرباحا معتبرة، خاصة مع الارتفاع المتزايد لأسعار زيت الزيتون التي ناهزت هذا العام 1000 دج في العديد من المناطق، جراء تأثر الأشجار بالجفاف الذي تعاني منه الجزائر خلال السنوات الماضية، ما تسبب بحسب الخبراء في تراجع الإنتاج..
وتمثل زراعة أشجار الزيتون رمزا للعديد من المناطق في الجزائر، أين تقبل العائلات على ممارسة هذه الفلاحة بكثير من الشغف والحب الذي يكنه أهل هذه المناطق للأرض، وتراث الأجداد الذي يرمز إليه هذا النشاط الفلاحي، الذي تحول مؤخرا من فلاحة للاستهلاك الفردي، إلى استثمار يقوم على استغلال التكنولوجيا الحديثة للزراعة المكثفة لأشجار الزيتون لزيادة الإنتاج ومواجهة تحديات الجفاف، خاصة وأن شجرة الزيتون تعتبر من الأشجار المقاومة والصلبة.

عائلات تتجند لإنجاح موسم الجني
وتزامنا مع موسم جني الزيتون، الذي بلغ ذروته هذه الأيام، تتجند الكثير من العائلات الجزائرية لإنجاح العملية عن طريق استغلالها لعطلة نهاية الأسبوع لتجميع أفرادها للتعاون على جني الزيون، كما أخرت العديد من الأسر عملية الجني إلى العطلة الشتوية التي تعتبرها فرصة لاصطحاب الأطفال المتمدرسين والطلبة للمساعدة في العملية في أجواء عائلية يسودها روح التعاون والألفة والاستمتاع في أحضان الطبيعة، وهناك من الموظفين والعمال الذين فضلوا أخذ عطلتهم السنوية للتفرغ لجني الزيتون، خاصة مع تراجع اليد العاملة في العديد من المناطق الجبلية الصعبة، ما يجعل أصحاب الأرض يتجندون لاستغلال كل حبة زيتون، في ظل ارتفاع أسعار اللتر الواحد إلى مستويات قياسية تجاوزت 1000 دج في بعض المناطق، وهذا ما يجعل الزيتون يتحول إلى تجارة مربحة ومصدر اقتصادي للعديد من الأسر.

تشجيع الاستثمار في زراعة الزيتون
وفي هذا السياق، أكد الخبير الفلاحي وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد المهندسين الزراعيين، صغير عبد المجيد، أن زراعة أشجار الزيتون تحولت في الكثير من الولايات من فلاحة للاستهلاك الشخصي إلى استثمار ومصدر دخل مهم، وذلك بحسبه تماشيا مع إرادة الدولة في تكثيف هذه الزراعة واستغلالها في برنامج السد الأخضر
وكشف صغيري في تصريح للشروق اليومي، أن وزارة الفلاحة أطلقت سنة 2024 برنامجا لزراعة مليون شجرة زيتون عبر 27 ولاية، تم الانتهاء من غرس أكثر من 900 ألف شجرة.. وهذا ما يعتبر بحسبه مكسب كبير للاقتصاد الوطني، خاصة وأن وزارة الفلاحة تشجع المستثمرات الفلاحية في مجال زراعة الزيتون، التي تحولت إلى مشاريع اقتصادية واعدة.
وعن سبب ارتفاع أسعار زيت الزيتون، أكد محدثنا أن الجفاف الذي مس الجزائر خلال السنوات الماضية، أثر كثير على مردودية أشجار الزيتون، “بالرغم من اعتبارها أشجارا مقاومة وصالحة لمختلف التضاريس الصعبة، غير أن تواتر سنوات الجفاف أثر كثيرا على زراعة هذه الشعبة”. وهذا ما يفسر ارتفاع الأسعار بحكم قانون العرض والطلب، وأضاف أن زيت الزيتون مادة غذائية أساسية لشريحة واسعة من الجزائريين، لفوائدها الصحية والغذائية، وأردف أن الكثير من الأشجار، خاصة في منطقة القبائل وما جاورها من ولايات، هي أشجار معمرة بدأ إنتاجها يتناقص ما يتطلب تكثيف حملات الزراعة وتجديد غابات الزيتون.
وبالنسبة لزيادة إقبال الجزائريين على زراعة الزيتون، أوضح محدثنا أن الأمر بات ملموسا في العديد من الولايات أين يتم التوسع في زراعة الزيتون بشكل كبير بالنسبة للعائلات وحتى للمستثمرين، خاصة مع استعمال تقنيات حديثة تساهم في زيادة مردود الشجرة الواحدة لأكثر من 25 لتر من الزيتون، وهذا ما جعل هذه الزراعة، بحسبه مربحة ومصدرا اقتصاديا للأشخاص وحتى للدولة، التي تسعى إلى تشجيع زراعة الزيتون وبلوغ مساحة مليون هكتار، سنة 2030، مؤكدا أن الأرقام الرسمية التي كشفت عنها مؤخرا وزارة الفلاحة تشير إلى أن المساحة الفلاحية الموجهة للزيتون حاليا تقدر بـ 442900 هكتار، موزعة على 49 ولاية، وبخصوص حجم الإنتاج، أشار محدثنا إلى أن زيادة المساحة سمح ببلوغ 100 مليون لتر سنويا من زيت الزيتون، ويقدر العدد الإجمالي لأشجار الزيتون حاليا بأكثر من 65 مليون شجرة، منها 48 مليون شجرة منتجة، وسمح هذا العدد بتحقيق إنتاج وطني يفوق 9 ملايين قنطار من الزيتون، تشمل 3 ملايين قنطار من زيتون مائدة وأكثر من 6 ملايين قنطار من الزيتون المخصص لمعصرات إنتاج الزيت…

زراعة الزيتون تنتشر في ولايات الجنوب
ومن جهته، كشف الخبير الفلاحي بوشلول بولسهول، أن الاهتمام بزراعة أشجار الزيتون امتد للعديد من ولايات الجنوب، التي تحولت إلى مستثمرات فلاحية واعدة لزراعة هذه الشعبة، على غرار ولايات بسكرة وواد سوف، أين تم الاعتماد على الزراعة المكثفة والحديثة، التي تمكن من زراعة 1660 شجرة في الهكتار الواحد، وهذا يؤدي إلى زيادة المردود وأرباح المستثمرين، ما جعل الكثير من الجزائريين بحسبه يتوجهون إلى زراعة الزيتون واستغلال التقنيات الحديثة لزيادة المردود بعيدا عن الطرق التقليدية، “خاصة وأن شجرة الزيتون تتحمل الظروف القاسية، على غرار البرد والعطش والحرارة، زراعتها في المناطق الجنوبية يزيد نجاحا وازدهارا”.
وكشف محدثنا عن اعتماد تقنيات جديدة، لغرس هذه الشجرة بعيدا عن الاستيراد، وذلك باستغلال الأغصان بعد عملية تقليم الأشجار وتحولها إلى شتلات لإنتاج أشجار جديدة، وأضاف أن الجزائر تحصي أزيد من 25 نوعا من أجود أنواع الزيوت، التي لها سمعة عالمية ما يجعل عملية تصدير هذه المادة أمرا ضروريا لتنويع الصادرات خارج المحروقات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!