-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وداع رسمي وشعبي مهيب ورئيس الجمهوريّة يعدد مناقب العالم المجاهد

.. شيخ الجزائر يترجّل

منير ركاب / نادية سليماني/ كريمة خلاّص
  • 7558
  • 0
.. شيخ الجزائر يترجّل
أرشيف

ودّعت الجزائر الأربعاء، دولة وشعبا، العلامة الشيخ محمد الطاهر آيت علجت، عن عمر ناهز السنة السادسة بعد المائة، قضاها باذلاً الجهد في مجالات العلم والدعوة ونشر القيم وترسيخ معاني التسامح والإخاء والتعايشن وقد شيّع مئات المواطنين جثمان العلامة الفقيه في رحاب الله، في جنازة مهيبة بمقبرة الشهيد عيسات إيدير بمدينة بني مسوس بالعاصمة، شارك فيها مشيعون من مختلف ولايات الوطن، وبحضور الوزير الأول وعدد من وزراء الحكومة بتكليف من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذين حضروا واجب توديعه في رقدته الأخيرة.
‎وفي حضور غير مسبوق ولافت للجميع اجتمعوا جميعا ووقفوا وقفة رجل واحد لوداع رجل من خيرة رجال الدين والوسطية المشهود له بالعلم والفقه والالتزام، كانت جنازة مهيبة جليلة بكل ما تعنيه الكلمة من معان، أثارت في جميع من أدركها ثوائر وشجون كثيرة تجاه الشيخ العاشق لدينه المحب لأمته المجاهد في سبيل نصرتها، حيث لم يختلف أحد عن سيرته ومسيرته الدينية والدنياوية التي صقلها أيام شبابه بحبه للوطن.

تلاميذ الشيخ ومحبوه يأتون من كل صوب وفج عميق
الجنازة التي حضرها المئات ممن اغترفوا من علمه ونهلوا من مسيرته الدينية والعلمية، كانت جامعة لشهادتهم بداية من حبهم الصادق للمرحوم محمد الطاهر أيت علجت، فأنطق زحم الجنازة قلوبهم قبل ألسنتهم فترجمتها دموع تلاميذته من زوايا ربوع الوطن، بعد أن وثّقتها مسيرته في الدين والنضال وحب الوطن، وقد كانت الجنازة بهيبته رسمت صورة ستضل راسخة في عقول الجزائريين بفقدانهم رمزا من رموز الجزائر الدينية.
و في موقف آخر ينطق الأبكم، انضم المحتشدون من تلاميذ الشيخ من كل صوب وفج عميق، أمام مقبرة عيسات إيدير ببني مسوس ينتظرون وصول الموكب الجنائزي المهيب لتلتقي أمواج المنتظرين مع أفواج القادمين في موقف لا يوصف ولا تعبر عنه الكلمات، حيث امتزجت فيه الدموع بالتكبيرات وكانت نظرات من شيعوا جثمان المرحوم الطاهر تنظر إلى بعضها البعض، مرسومة على وجوهم صورة مزجت بألوان المحبة التي تسربت إلى قلوب شباب لم يروا الشيخ إلا لمرة واحدة، هؤلاء الذين جاءوا يدفعهم الحب للشيخ وحده ولم يأتوا لمجاملة الأسرة وأولاد الشيخ.
وكانت الكلمات الرائعات عن مناقب الشيخ ومآثره التي سمعتها “الشروق” التي حضرت تشييع جنازة فقيد الجزائر، قد كتبت في سجل رموز الجزائر وعلماءها الذين تركوا بصمتهم الدنياوية في قلوب الجزائريين وأثرهم الديني الذي ورثوه لجيل الاستقلال.

مسيرة 107 سنوات من العلم والجهاد
ولد الشّيخ العلاّمة محمّد الطّاهر بن مقران بن محمّد الطّاهر آيت علجت، في 7 فيفري 1916م ببني عيدل في بلدية ثامقرة ولاية بجاية، يعد أحد أبرز علماء الجزائر والعالم الإسلامي.
قضى قرنًا من الزّمن في خدمة العِلم وأهله، طالبًا ومعلّمًا ومُصلحًا وموجّهًا ومجاهدًا مع إخوانه بالعِلم والسّلاح لتحرير الجزائر والوطن العربي والإسلامي من الاستعمار الغاشم.
الشيخ محمد الطاهر آيت علجت شيخ وداعية ورئيس اللجنة الوطنية للفتوى ورئيس لجنة الأهلة والمواقيت الشرعية بالجزائر.
حفظ الشيخ القرآن الكريم على يد والده، وهو في الحادية عشر من عمره، ثمّ أوكله إلى ثلاثة من شيوخ ثامقرة، أوّلهم الشّيخ الصّالح أوقاسي (المتخصّص في القراءات العشر) تلقّى شيئًا منه إلى جانب مبادئ العلوم الشّرعية والنّحوية، وثانيهم الشّيخ محند وعلي والطيب، أمّا ثالثهم فهو الشّيخ الطيّب اليتورغي. بعد ذلك ومثلما يؤكّد تلميذه محمّد الصّغير بن لعلام، ألحقه والده بزاوية سيدي أحمد أويحيى بأمالو، وهي لا تبعد عن ثامقرة، وعمره 12 سنة، فدرس على شيخين جليلين من كبار علماء المنطقة، بل من كبار علماء الجزائر، مدّة 4 سنوات، أوّلهم الشّيخ لحلو الخياري (كان حجّة في الفقه المالكي وفي القراءات)، والثاني هو العلاّمة الشّيخ السّعيد اليجري (أحد مؤسسي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) مختلف فنون العلم كالفقه واللغّة والصرف والبلاغة والفلك والحساب، ثمّ شدّ الرِّحال إلى زاوية سيدي الشّيخ بلحملاوي بوادي العثمانية قرب قسنطينة، حيث أتمّ هناك دراسته الشّرعية من فقه ولغة، كما تعدّاها إلى غيرها من العلوم كالحساب والفلك، بالإضافة إلى العلوم الإنسانية كالتاريخ والجغرافية وغيرها، على يد خمسة شيوخ كلّهم زيتونيون، ثلاثة منهم تونسيون هم: الشّيخ مصباح الحويدق والشّيخ محمد والشّيخ محمود قريبع، وجزائريان: الشّيخ السّعيد اليعلاوي والشّيخ أحمد البسكري.

المشاركة في الثورة التحريرية الجزائرية
شارك في الثورة الجزائرية، هو وسائر طلبة زاوية سيدي يحي العيدلي الذين التحقوا كلّهم بركب المجاهدين بعد أن فجّر الاحتلال الفرنسي زاويتهم في أوت 1956 م. سافر إلى تونس في أواخر سنة 1957 م بإشارة من العقيد عميروش الذي كان الشيخ يتولى منصب القضاء في كتيبة جيشه، كما كان يتولى فصل الخصومات، ثم انتقل إلى طرابلس الغرب بليبيا، حيث عيّن عضوا في مكتب جبهة التحرير هناك.
في هذه الأثناء، كانت فرنسا تراقبه من خلال عيونها وأعوانها وأذنابها، فقرّرت نفي الشّيخ الطّاهر من ثامقرة سنة 1948، بينما حاول طلبته ومريدوه إبطال هذا القرار، فكوّنوا –حسب الأستاذ بن لعلام الّذي كان واحدًا منهم- وفدًا للاتصال بقائد الدوار، لكن القائد تبرّأ من المسؤولية وأجابهم “ليس في يدي شيء.. اذهبوا إلى بن علي الشيف (الحاكم بأمره في المنطقة)”، وذهبوا إليه في قصره في لعزيب، فلم ينزل من برجه العاجي حتّى لاستقبال ممثّل عنهم.
لكن الشّيخ استقبل قرار نفيه بابتسامته المعهودة، وبصبر جميل ونفس مطمئنة، فلحق بمنفاه في زاوية سيّدي سعيد بضواحي صدوق، ومكث فيها سنة واحدة معزّزًا مكرّمًا، إذ اعتبر طلاّب هذه الزّاوية وسكان القرية نزول الشّيخ الطّاهر في ضيافتهم بركة من الله عليهم.
إن الحديث عن شخص العلامة الجليل، محمد الطاهر آيت علجت، كمثل الاغتراف من ماء البحر، فلا يمكن للقلم أن يخط مسيرته في الدعوة إلى الله، بكل الأشكال، سواء إبان ثورة التحرير أم بعد الاستقلال، ولا الصفحات قادرة على تدوينها.
لقد بلغ الشيخ آيت علجت من الكبر عتيّا، عمر أفناه في محاريب العلم وميادين العمل، وفي حديث أبي صفوان الأسلمي: “خيركم من طال عمرُه وحسُن عمله”.

الرئيس تبون : الشعب الجزائري يودع مجاهدا إماما أخلص في جهاده ونفع بعلمه


قدم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الأربعاء، تعازيه لعائلة الفقيد العلامة الشيخ الطاهر آيت علجت. الذي وافته المنية في ساعات متأخرة من ليلة الثلاثاء، عن عمر ناهز 106 سنة بسبب وعكة صحية.
وجاء في رسالة تعزية رئيس الجمهورية “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” صدق الله العظيم .. فاضت روح فقيدنا، فضيلة العلامة الشيخ التقي الورع، المجاهد رفيق الشهداء، والإمام الصالح النافع، الواعظ الصادق، تغمده الله سبحانه وتعالى بالرحمة والمغفرة”.
وأضاف الرئيس “إن الشعب الجزائري يودع مجاهدا إماما، أخلص في جهاده، ونفع بعلمه، وظل ما أمده الله في العمر، داعيا إلى الهدى بالتي هي أحسن، مثابرا على النصح، داعيا إلى الفضيلة، وإلى التمسك بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وإلى قيم التسامح والتآخي”.
وتابع رئيس الجمهورية “تعلقت بإطلالاته المباركة وبإشراق وجهه بنور الإسلام، ومحبة الجزائر، قلوب الجزائريين الذين يشيعونه بحسرة وألم، ويضاعفون بدعواتهم أجر وثواب ما ادخره في هذه الدنيا من الأعمال الصالحة”.
واختتم الرئيس تبون تعزيته “وأمام هذا المصاب الأليم، أتوجه إلى عائلته وذويه ومحبيه بأخلص التعازي وأصدق مشاعر المواساة، داعيا المولى عز وجل أن يشمله إلى جواره مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم”.

صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة:
المرحوم كان مثالا للوسطية والاعتدال ونبذ التعصب


قدم رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل تعازيه في رحيل العالم الطاهر آيت علجت قائلا “خاضعاً متبتلاً إلى ربّ العزّة تبارك وتعالى، تلقّيت كما الجزائريات والجزائريين بعميق التأثر والحسرة، نبأ انتقال المغفور له بإذن الله، رئيس اللجنة الوزارية للفتوى واللجنة الوطنية للأهلة والمواقيت الشرعية، العلّامة والشيخ الجليل والمجاهد محمد الطاهر آيت علجت، إلى رحمة الخالق وعفوه، في هذه الأيام المباركات من شهر ذي القعدة الحرام..”.
وأضاف قوجيل “وإذ ننعى بأسى كبير رحيل الفقيد، رفيق الشهيد البطل العقيد عميروش.. فالمقام يستوجب ذكر مآثره وخصاله الحميدة التي حفلت بها دُنياه التي جاوزت قرناً من الزمن بجهد دائب في الشؤون الدينية والأخروية، فاتّسم المرحوم، وهو سليل أسرة عريقة، بوقار العلماء ورصانة الأشياخ، فكان قلبه يلهج بالإيمان ويفيض بالإحسان وينضح بالتقوى.. كان مُرهف الروح نقيّها، يعرج في الأعالي، فأضحى بذا ممن انطبعت فيهم أخلاق الإسلام فصاروا مرآته.. مكّنته من تصدّر شاشة التلفزيون العمومي على مدار عقود، بفتاويه التي تدلّ على ضلاعته الدينية وقوة عارضته وسعة تفكيره وصاعقته في سعة الملكة، وظل على ذلك إلى أن وافاه الأجل المحتوم.. فكانت فتاويه الفقهية المرتكزة على الحنيفية السمحى وعلى الوسطية والاعتدال ونبذ التعصّب والغلوّ، أحد الينابيع التي نهلت منها أجيال، رحمه الله تعالى..”.
واختتم رئيس مجلس الأمة تعزيته “وأمام هذه الرزء العظيم الذي ألمّ بالجزائر، والذي أشاطركم أحزانكم فيه وجميع أفراد عائلتكم الفاضلة، أعرب لكم أصالة عن نفسي ونيابة عن أعضاء مجلس الأمة عن صادق العزاء وخالص الدعاء، ضارعاً إلى الباري أن يغمر روح الفقيد بأنعام مغفرته، كما أدعوه جلّ وعلا أن يُنزل على قلوبكم جميل الصبر وعظيم السلوان”.

بلمهدي: الفقيد يذكرنا بالعقيد عميروش في جهاده والتبسي والعقبي بعلمه


نعى وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي فقيد الجزائر العلامة الشيخ الطاهر آيت علجت وقال في كلمة له قبل تشييع الفقيد إلى مثواه الأخير بمقبرة بني مسوس “كان الفقيد قامة من قامات العلم في الجزائر، فهو العالم والمجاهد، المفسر والمقرئ، يذكرنا حين حمل السلاح في كتيبة العقيد عميروش، كما يذكرنا بعلماء الجزائر التبسي والعقبي، إلى أن نصل إلى العلامة أحمد حماني وشيوخ الجزائر الذين ينورون المجتمع بعلم نيّر”.
وأضاف الوزير: “خدم الفقيد الثورة والعلم فدماء العلماء أكثر من دماء الشهداء، وأكمل جهاد التحرير فأسهم في بناء البلاد بالعلم. فالجزائر تودّع العالم من محبين وتلاميذ ومسؤولين”.
ودعا وزير الشؤون الدينية إلى ضرورة الأخذ من علم العلامة الشيخ الطاهر آيت علجت وعمله، وتضرّع بالدعاء لله عزّ وجل أن يرحم الفقيد العلامة برحمته الواسعة وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان، وأن يجعل رقدته فيها الصبر والأجر والجبر لهذه الأمة، وأن يرفع مقامه مع الأنبياء والصالحين والعليين. “فاللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة. ومد له في قبره مد بصره. اللهم إنا نسألك أن تشفع فيه صلاته وصيامه وحجه واعتماره وجهاده وعلمه وبركته وسنه وقرنه الذي بلغه.. اللهم إنا نسألك أن تشفع فيه محبة قلوب الجزائريين. و اجعل محبة الناس في ميزان حسناته من جنة ورضوان وعظمة وجنان. نسألك اللهم أن تسقيه بيد حبيبه محمد صلى الله عليه. وترزقه شربة ماء لن يضمأ بعدها..”.

وزير المجاهدين العيد ربيقية : الفقيد ملأ الدنيا تواضعا وطيبة وعلما وفقها


قدم وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، الأربعاء، تعازيه لعائلة الفقيد العلامة الشيخ محمد الطاهر آيت علجت قائلا في تعزيته “انتقل إلى رحمة الله تعالى المجاهد الفذ والعلامة الجليل محمد الطاهر آيت علجت الذي ملأ الدنيا تواضعا وطيبة وعلما وفقها ودفاعا عن ثوابت الوطن الذي ضحى من أجله بنفسه ونفيسه و الذود عن قيم الأمة ومرجعيتها الأصيلة، واقفاً حياته كلها لتربية الأجيال وخدمة كتاب الله العزيز و سنة خير الأنام عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم”.
وتابع وزير المجاهدين، “إن موت المجاهد العالم ثلمة لا يسدها شيء أبد الدهر، فبرحيله تفقد الجزائر علماً من أعلامها الذي كان ولا يزال وسيبقى الأسوة والقدوة بأعماله الخالدة ومحامده الشريفة وخصاله الحميدة .. رحم الله شيخنا الفاضل وجزاه خير ما جزى به مجاهدا في سبيل الله ووطنه وعالما عن أمته، وحشره مع المنعم عليهم من النبيين والصديقين ورفاق دربه الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا”.
واختتم الوزير تعزيته “وأمام هذا الرزء الجلل، لا يسعني إلاّ أن أتوجه إلى عائلته الكريمة وكل رفاقه المجاهدين وتلامذته وكل أهل العلم، بأخلص التعازي وأصدق المواساة، سائلا الله عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة “.

وزير الإتصال محمد بوسليماني:
منابر المساجد والإمامة فقدت عالما من أعلامها


نعى وزير الاتصال، محمد بوسليماني المرحوم الشيخ محمد الطاهر أيت علجت، رحمه الله، وقال لـ”الشروق” عرفناه نقيا تقيا طاهرا صادقا مخلصا في رسالته العلمية والدينية والنضالية والجهادية، قدره الجزائريين أيما تقدير، كان يؤمن بأنه يعمل في سبيل الله وفي سبيل نهضة الوطن، الشيخ الطاهر كان يؤسس دوما للوسطية والاعتدال انطلاقا من مذهب الإمام مالك رحمه الله، وكان يتلمس وينقب عن الفتاوى التي تسهل على الناس معاشهم وعلاقاتهم ومعاملاتهم، كان بسيطا في حديثه ويفهمه الجميع، لكن شاء الله وشاءت قدرته أن يرحل عنا، لتفقده الجزائر والأمة الإسلامية جمعاء، كان أستاذا مخلصا عالما عاملا لينا مُحبا لطلبته، عطاءه لا تمحوه السنون ولو طالت.
وأضاف الوزير، بأن منابر المساجد والإمامة قد فقدت فعلا علما من أعلامها وأستاذا جليلا وصفه بالبوصلة التي كانت تضبط الاتجاهات والاختلافات، كما عدّد الوزير مناقب وصفات الشيخ الداعية الذي قال عنه بانه عاش بسيطا ومات عظيما، طوال مايزيد عن القرن من الزمن، ترك إرثا متنوعا كان وراءه بجهده ليبقى حيا في قلوبنا، رحمه الله وعزاؤنا فيه كبير.

عميد جامع الجزائر الشيخ محمد مأمون القاسمي:
نحتسبه من العلماء الذين خلّد الله ذكرهم


إن الله قد يسّر لنا في كل زمان ومكان علماء ربانيين هداة مهتدين، يذودون عن هذا الدّين والوطن، وينافحون عنه ويدفعون عنه تأويل الجاهلين، فكان منهم المرحوم العلامة محمد الطاهر أيت علجت الذي نحتسبه من هؤلاء العلماء الذين خلّد الله ذكرهم على مدى الأزمان، هذا ما قاله عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد مأمون القاسمي بعد تشييع جنازة المرحوم بمقبرة عيسات إيدير بمدينة بني مسوس في العاصمة.
وقال عميد جامع الجزائر،أن للمرحوم القدرة الرهيبة على تفهم أحوال الناس وإفتائهم بما يتناسب و شرع الله وما يتلاءم مع أحوالهم المعيشة في يومهم وفي حلهم وترحالهم فكان للمشايخ أن يبجلوا موقعه ومكانته، فكان الرجل الذي لم تفارقه الإبتسامة منذ أن عرفناه.
كان الشيخ الراحل عالما، ولكن لم يكن ممن هؤلاء الذين اتّخذوا العلم وسيلة للدنيا، بل كان عالما مربيا، يدعو إلى الله بحاله، وأخلاقه وسلوكه، ولم يختلف مع أحد من زملائه، فقد كان تعامله مع الجميع بأدب جمّ، وأخلاق عالية، وقد كان محبوبا من الجميع، بما فيهم تلاميذه الذين كان حريصا على تعليمهم، فقد كان يعاملهم معاملة اﻷب المربي الذي يهمه شأنهم، رحمه الله تعالى، وجعل الجنة مستقره، فضلا ورحمة من الله جل وعلا، وجعل الله علومه وأعماله جارية حتى الحشر في الأمة، ونافعة له حتى المحشر وما بعده، بإيصال ثوابها من رب الأمة جل جلاله.

جبهة التحرير الوطني: الفقيد كان في خدمة الدين وقضايا المسلمين


قدم أبو الفضل بعجي الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني تعزيته قائلا “بقلب يغمره الإيمان بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة المغفور له بإذن الله فضيلة الشيخ العلامة المرحوم محمد الطاهر آيت علجت.. لقد آلمنا نبأ رحيل الشيخ التقي المجاهد الفقيه العلامة محمد الطاهر آيت علجت وإن جهوده ومساعيه في سبيل خدمة الدين ونصرة قضايا المسلمين لا تخفى على أحد، فرحمه الله رحمة واسعة. وبرحيله فقدت الجزائر والأمة الإسلامية رجلا مخلصا مناضلا بارزا رمزا علميا كبيرا فقيها ومحدثا كرس كل حياته في سبيل الذود عن حياض الدين. وفي مصابنا هذا نتقدم بتعازينا ومواساتنا القلبية إلى ذويه ومحبيه في أنحاء الوطن والعالم الإسلامي، ونسأل الله تعالى المولى الكريم للفقيد المغفرة وعُلى الدرجات وأن يجزي الفقيد المبرور خير الجزاء عما أسداه من صالح الأعمال والمبرات..”.

حركة البناء الوطني : الفقيد كان نجما منيرا لأجيال متعاقبة من الجزائريين


قدم عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني تعازيه في وفاة الشيخ العلامة طاهر أيت علجت قائلا “لقد شاء الله تعالى ولا رادَّ لمشيئته وقدره، أن يرحل عن الجزائر في هذا الأجل المعلوم، وفي هذا الوقت الدقيق شيخنا المربي والمجاهد الفقيه سيدي محمد الطاهر آيت علجت رحمه الله تعالى عن عمر تجاوز القرن بعقد من الزمن، كان طيلة مدّته نجما منيرا يضيئ لأجيال متعاقبة من الجزائريين برمزيته المتفردة التي جمعت في شخص واحد بين رسوخ العلم ودماثة الخلق، وبركة الجهاد و العمر.
فرحم الله الشيخ وعظم الله أجورنا وأجور كل المسلمين بفقده، ونقص الأرض بقبض مثله، فإن الأرض كلها تنقص بقبض أمثال هاته المنارات النادرة التي كانت رمزا للمقاومة ورمزا في الوقت نفسه للسلام، وكانت رمزا للعظمة ورمزا في نفس الوقت للتواضع والزهد..”.

حركة مجتمع السلم : فقدنا مجاهدا وعالما و مربيا وداعية


قال عبد العالي حساني شريف، رئيس حركة مجتمع السلم في تعزيته لوفاة محمد الطاهر أيت علجت “بقلوب راضية بقضاء الله وبقدره، بلغنا نبأ وفاة المغفور له بإذن الله العلامة الشيخ محمد الطاهر أيت علجت المجاهد والرجل المعلم والأستاذ المربي والداعية..وعلى إثر هذا المصاب الجلل أتقدم باسمي ونيابة عن كل مناضلي ومناضلات الحركة بأخلص التعازي لأهل الفقيد وللشعب الجزائري وللأمة الإسلامية جمعاء، سائلين الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء عن كل ما قدّمه لخدمة كتاب الله ودينه، وأن يتغمّده بواسع رحمته ومغفرته، ويلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان”.

التجمع الوطني الديمقراطي: رحم الله الفقيد وأكرمه بجواره
قدم السيد الطيب زيتوني الأمين العام للتجمّع الوطني الديمقراطي تعزيته قائلا “خالص التعازي وصادق المواساة إلى عائلة الشيخ العلامة الجليل الطاهر آيت علجت، رئيس اللجنة الوزارية للفتوى واللجنة الوطنية للأهلة والمواقيت الشرعية، أتضرّع إلى المولى وسعت رحمته أن يكرم الفقيد إلى جواره، ويبوئه مقاما يرتضيه له في جنات الخلد والنعيم، وينزل في قلوب أسرته وذويه الأكارم وطلبته ومحبّيه، الصبر الجميل، بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”.

عبد المجيد مناصرة: الجزائر فقدت أحد رجال الجهاد والعلم والتربية


قدم رئيس المنتدى الإسلامي العالمي للبرلمانيين تعزيته في وفاة العلامة الطاهر آيت علجت قائلا “تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة العلامة الشيخ محمد الطاهر آيت علجت رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، لقد فقدت الجزائر أحد رجالات الجهاد والعلم والفقه والدعوة والتربية، وبهذه المناسبة الأليمة والمصاب الجلل لا يسعنا إلا أن نقول ما يرضي ربنا وخالقنا “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

بومدين بوزيد : كانت زاوية الراحل رباطا جهاديا ضد الاستعمار
قال بومدين بوزيد، الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى، في سيرة مختصرة للشيخ آيت علجت، إن الراحل عاش أزمنة الجزائر المعاصرة، و كانت زاويته رباطاً جهادياً ضدّ الاحتلال الفرنسي، وتخرّج علي يديه ثلّة من العلماء أغلبهم شارك في الثورة وحماية المذهب والخصوصيّة الثقافية للجزائر.
وتابع “تعرّفت عليه وجالسته تبركا في مناسبات، وكنت أقول في نفسي لماذا لا يقتدي به مدّعو التصوف والفتوى من الدجالين والمدعين والطماعين وتكون زواياهم عامرة بالقرآن والعلم وعمل الخير والإصلاح بين الناس؟”

عبد الرزّاق قسّوم: كل الجزائر تبكي الفقيد من أقصاها إلى أدناها


أعرب الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين عن عميق حزنه لوفاة العالم الجليل محمد الطاهر آيت علجت، حيث قال في تصريح للشروق “نحن نعيش لحظات أسى وألم وحزن بفقد عالم جليل في العلم وطود كبير في الجهاد.. نحن نعيش لحظات وداع الشيخ العالم العلامة محمد الطاهر آيت علجت.. عالم صيغة منتهى العظمة.. تلتقي بجوانب من عظمته في كل ميدان تأخذه سواء في ميدان الدين أو العلم أو الخلق أو السلوك أو التعامل فكل الميادين المؤدية إلى العظمة إلا وملتقى فيها بشخصية الراحل”.
وأضاف قسّوم “آيت علجت ليس ملكا لعائلته ولا لأبنائه فقط إنّه ملك للأمة بأجمعها فهو جاهد من أجل الأمة وليس من أجل أبنائه وضحّى من أجل الأمة وليس من أجل أبنائه وعلّم وأدّب ونظّم من أجل الأمة وليس من أجل أبنائه وأهله ولهذا تبكيه الجزائر اليوم من أقصاها إلى أدناها ومن أوسطها إلى جنوبها..”.
وكانت جمعية العلماء المسلمين تأمل توديع الفقيد في مقرها، كما أفاد به المتحدث، لكن بعض أفراد عائلته للأسف الشديد رفضوا ذلك.

علي عية: آيت علجت كان ضاحكا مخلصا مدّخرا عطاءه لربّه


عدّد الشيخ علي عيّة خصال ومناقب المرحوم آيت علجت الذي رافقه في آخر أيامه بقاعة الإنعاش فكان يلقنه الشهادة ويقرأ له القرآن ويمسح له العرق إلى أن أفضى إلى خالقه.
وقال علي عيّة يوم وفاة الشيخ آيت علجت “شاهد مشهود على فراقنا لوالدنا وشيخنا وعالمنا العلامة النحوي الصرفي البلاغي المفسر المحدث الفقيه، فهو رحمة للأمة الجزائرية عند الذين يعرفونه عن قرب لأن حياته حافلة متوجة بما يتوج به الأبطال فإذا تكلم عن الثورة نجده الأول مع العقيد عميروش وإذا تكلم عن جمعية العلماء يتحدث عن البشير الابراهيمي ابن باديس والطيب العقبي لكن الغريب في الأمر والعجيب أنه لا يتكلم عن ماضيه الجهادي والتعليمي وعن عطائه وتعليمه مدخرا ذلك عند ربه…”
ويزخر الراحل برصيد علمي ثري فحينما تقاعد التحق بتعليم الأئمة كما التف حوله الطلبة الجامعيين فكان يدرّس من الثامنة إلى منتصف النهار دون أن يستريح… شرح الموطأ وألفية ابن مالك وغيرها تكلّم في الأصول والحديث والفقه”.
وأضاف علي عيّة “آيت علجت كان عظيما هو إمام المخلصين لا يحدث المقربين إليه بما فعل وما قدم وما قال، هو أب الأرامل واليتامى يتنقل في الحافلات لأخذ المبالغ المالية للأيتام والأرامل ولا يحدث بذلك أحدا..لا يتأخر عن زيارة المرضى ويشفق على المريض والفقير والمسكين الذي لا يخرج من عنده إلاّ فرحا لما بث في قلبه من السرور، كان ضاحكا متبسما في وجوه الناس جميعا الذين أحبوه فقد كان يوجه ويرشد بالحكمة والتي هي أحسن”
والعجيب في الأمر أنّه جمع حوله كل الفرق الإسلامية وتأقلمت معه من سلفية وصوفية وأشاعرة.. دائما يسعى للأمن والاستقرار، ينصح المسؤولين مباشرة ويكره الإساءة إليهم على المنابر.

السعيد بويزري.. المرحوم كان رمزا للعالم العامل حتى بعد الثمانين
أكّد الدكتور السعيد بويزري أنّ الجزائر والأمة الإسلامية فقدت علما من أعلامها ورجلا من رجالها الذين سجّلوا حضورهم القوي في جميع مجالات الخير والصلاح والإصلاح.
وصرّح بويزري “آيت علجت الذي أطال الله عمره وأصلح عمله تجاوز القرن وكان خلال ذلك رمزا للوفاء والعطاء الذي ترجمه حبّه لدينه فكان وفيا لدينه وخادما وناشرا ومعلما للقرآن وكان مجاهدا هو وطلابه وزوايا الجزائر شاهدة وأرض الجزائر تشهد للرجل الذي استجاب لنداء الوطن وقت الثورة فكان مجاهدا وقاضيا شرعيا.. كان حاضرا في الدعوة إلى الله وفي مجال الفتوى والصلح والإصلاح…”.
وقال أيضا “طلابه كثيرون انتشروا داخل الوطن وخارجه ينشرون ويبلغون ما تعلّموه من الرجل من علم وأدب، لأنّه كان يؤكد أنّ العلم لا يمكن أن يكون مباركا إلاّ إذا رافقه الأدب فكان رمزا للأدب الرفيع ورمزا للأخلاق السامية ورمز الوسطية والاعتدال”.
وشهد بويزري بتواضع الرجل فكل من تعرّف عليه إلاّ وشهد له بتلك الصّفات التي ترفع مقامه عند الله وعند الناس “كان رمزا للتواضع لذلك قدره سامق عالي ورمزا للعطاء والكرم”.
والعالم العامل ترجم علمه إلى عمل كان يشهد العديد من النشاطات بعد الثمانين ولم يغب عن مجالس الفقة والعلم.
كانت الحكمة بارزة في حديثة وسيرته وحياته بأكملها.. وكان يستخدم الموعظة الحسنة لاستمالة قلوب الناس والعصاة إلى هدي النبي وإذا جادل يجادل بالتي هي أحسن..

الشيخ عمار رقبة الشرفي : جمع الله في الفقيد خصالا تفرقت في غيره
قال الشيخ عمار رقبة الشرفي في رثاء العلامة طاهر آيت علجت: “جمع الله تبارك تعالى لهذا الرجل خصالا تفرقت في غيره، جمع بين الدعوة والتعليم والتدريس النظامي بالمدارس و حلقات العلم بالمساجد والصلاح والإصلاح وجهاد التحرير وجهاد البناء والتنوير وبين جهاد السنان وجهاد اللسان والبيان و العمل الرسمي و الجمعوي التطوعي.. اهتم بتأليف الرجال، بسط الله تعالى له القبول في الأرض نسأل الله أن تكون عاجل بشرى له في هذه الحياة رجل بأمة..”

نور الدين لعموري : توفي عالم الجزائر وبركتها ومسندها
قدم رئيس جمعية المعالي للعلوم والتربية، نور الدين لعموري تعزيته قائلا: “توفي عالم الجزائر وبركتُها ومُسنِدُها سيدي العلامة المجاهد محمد الطاهر آيت علجت رحمه الله .. انتهت مسيرة قرنٍ وسبع سنوات كانت كلها قرآنا وعلماً، وجهادا ضد المستدمر الفرنسي، وبناء لجزائر الاستقلال ..مات من كانت القلوب والأفئدة معلقةً به مات من كانت له يدٌ بيضاء نقيــة على طلبة العلم والعلماء اللهم ارحم شيخنا برحمتك الواسعة وتقبله في العلماء العاملين”.

نصر الدين حزام : نقدم أخلص التعازي للشعب الجزائري والأمة الإسلامية
قدم رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح الجزائرية الأستاذ نصر الدين تعزيته قائلا
“بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة العلامة الشيخ محمد الطاهر آيت علجت، رئيس اللجنة الوزارية للفتوى واللجنة الوطنية للأهلة والمواقيت الشرعية رحمه الله تعالى. وبهذا المصاب الجلل يتقدم رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح الجزائرية الأستاذ نصر الدين حزام أصالة عن نفسه ونيابة عن كافة إطارات الجمعية ومنتسبيها بأخلص التعازي والمواساة للأمة الإسلامية جمعاء وللشعب الجزائري بالأخص ولعائلة العلامة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا”.

أبوبكر كافي: رحل شيخ الآلاف من الطلاب
قدم أبو بكر كافي أستاذ الفقه بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة تعزيته في رثاء الشيخ طاهر آيت علجت “رحل اليوم شيخنا وشيخ المئات، بل الآلاف من طلاب العلم البارزين والشيوخ الكبار النابهين من شتى بقاع الدنيا في الجزائر والمشرق والمغرب العلامة المعمر المجاهد الفقيه المقرئ اللغوي الزاهد العابد الورع الخاشع الناسك بقية السلف محمد الطاهر آيت علجت، رحمه الله”.
وأضاف “قد أفرد ابنه الشيخ محمد الصالح آيت علجت ترجمة موسعة له في كتاب تجاوز 500 صحيفة، وشرعت من مدة في تحرير ثبت له يجمع أسانيده ومروياته الكثيرة المتنوعة سميته “السنا الباهر في تحرير أسانيد ومرويات مسند الجزائر الشيخ المعمر البركة محمد الطاهر” وقد كنت حريصا على إتمامه قبل وفاته ليعرض على فضيلته ولكن قدر الله وما شاء فعل”.

أسامة الأشقر من فلسطين: أرأيتم رجلا طال عمره وحسن عمله
كتب الشيخ أسامة الأشقر من فلسطين في رثاء الشيخ الطاهر آيت علجت “رحل شيخ الجزائريين إلى رحاب الله أرأيتم رجلاً طال عمره وحسن عمله وشاع ذكره وعمّ أثره، إنه الشيخ المعمر محمّد الطّاهر بن مقران بن محمّد الطّاهر آيت علجت، المولود في مطلع يناير من 1916م ببني عيدل في بلدية تامقرة بولاية بجاية.. نحو قرن من الزمان قضاها هذا الرجل المهيب في مجالس العلم ومحاريب التعليم وفي ميادين الثورة فالتحرير والاستقلال، وكان شاهداً حاضراً على تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر وفي قلب أحداثه”.

أبو زيد من مصر: مات من كانت القلوب معلقة به
كتب الشيخ وصفي أبو زيد من مصر في وداع عالم الجزائر الشيخ الطاهر آيت علجت “توفي عالم الجزائر وبركتُها ومُسنِدُها سيدي العلامة المجاهد محمد الطاهر آيت علجت رحمه الله .. انتهت مسيرة قرنٍ وسبع سنوات كانت كلها قرآنا وعلماً، وجهادا ضد المستدمر الفرنسي، وبناء لجزائر الاستقلال.. مات من كانت القلوب والأفئدة معلقةً به مات من كانت له يدٌ بيضاء نقيــة على طلبة العلم والعلماء”.

ناصر الدين وراش: علينا تعليم الأجيال تاريخ ومواقف وجهاده الشيخ
كتب الدكتور ناصر الدين وراش في رحيل الشيخ آيت علجت: “إذا كان الموت قانونا كتبه الله على كل حي في هذا الوجود، فإن العظماء لا يفنى منهم إلا الهيكل الترابي الذي يعود إلى أصله، وأما معاني العظمة فيهم فإنها لا تفتأ تورق وتمتد ما تابعت الأيام رحلتها في موكب الزمن.
وإذا كان الصالحون يستأثر الله بهم فيردون حياض الموت تباعا كما مر في الحديث الصحيح، فأظن ذلك يعود لأنهم خلقوا لغير هذه الدار الفانية، فهم لا يلبثون أن يعودوا لما خلقوا له من الخلود، وإنما يمرون على دارنا هذه ليخففوا بعض ما فيها من غلواء السخف والزيف والكذب.
راسلني صديقي الشيخ علي عية قبل ليلتين يخبرني أنه موجود في مستشفى مصطفى باشا، حيث يرقد الشيخ في العناية المركزة وأن حالته خطيرة، فدعوت الله أن يحسن خاتمتنا وخاتمته، وعادت بي الذكريات إلى ما يزيد على الثلاثين سنة مرت سراعا كأنها أمس الدابر، يوم أخذني الشيخ علي عية نفسه وكنت أنا وهو نسكن حيا واحدا، أخذني إلى شيخنا آيت علجت وأنا يومئذ تلميذ في الإعدادي، وتلك منة للشيخ عية طوق بها عنقي لا أفتأ أذكرها لها ما حييت، فاتصلت من يومئذ أسبابي بأسباب الشيخ، وشرفني الله بثني الركب بين يديه على مدار سنوات طويلة، درست على يديه فيها كل المتون التي كان يشرحها في مسجد القدس بحيدرة قرب مقر وزارة الشؤون الدينية القديم، كنت في كثير من الأحيان أذرع المسافة بين بوزريعة وحيدرة جذلان فرحا مشيا على الأقدام كأن الريح تحملني حملا، وكان الشيخ يومها يسكن غير بعيد عن مسجد القدس قبل أن ينتقل إلى بوزريعة، حيث سكناه الجديد، كان الحضور يومئذ يعدون على أصابع اليد، وكانوا كلهم من أئمة المساجد الذين يتابعون التكوين المستمر، ولعلهم جميعا إلا واحدا أو اثنين قد سبقوا الشيخ إلى الدار الباقية، وأذكر أنهم كانوا من كبار السن، ولا تزال صورة الجمال والوقار والبسمة الحانية التي لم تكن تفارق ثغر شيخنا مرتسمة في خيالي، وإذا كان شيخنا رحمه الله عجيبا في قوة الحافظة والاستحضار لكل المتون الفقهية والنحوية التي يعرفها طلبة العلم، فليس ذلك عجيبا، فلعله قد ختم عشرات المرات بعض تلك المتون في حياته التي بارك الله فيها حتى امتدت إلى ما ينيف على القرن من الزمان، لقد لقينا أناسا يحفظون ويستحضرون، فما أقمنا لذلك وزنا ولا حفلنا به، كلا ليس ذلك وحده بالذي يرفع العالم أو طالب العلم في أعين الخلق، وإنما وراء ذلك كله لا بد من علاقة خفية بالله تعالى تجعل للمرء مغناطيسا تنجذب إليه القلوب، ولست بالذي يزكي على الله أحدا، ولست بالذي يلقي القول على عواهنه رجما بالغيب، إلا أنني كنت أظن أن شيخنا رحمه الله كان من أولئك الأخفياء الذين ربطتهم بالله رابطة لا يعلمها إلا هو سبحانه، فكان له هذا القبول وهذه المحبة في قلوب عباده.
وبعد لقد صدق الناعي، ومات شيخنا الحبيب، وتوقف عن الخفقان القلب الكبير الذي أثقلته السنون الطويلة في خدمة العلم وأهله، والسعي في قضاء حاجات المعوزين، والإصلاح بين المتخاصمين، وفقدت الجزائر علما من طينة كبارها الميامين. وإنها لدعوة لحواريي الشيخ الذين لا تغيب عنهم الشمس أن يسجلوا تاريخه ومواقفه وجهاده منذ فترة الاستعمار إلى الآن، وذلك بعض حقوق الأجيال والتاريخ عليهم”.

د. محمد الصغير: انتهت مسيرة قرن من العلم والجهاد
قدم رئيس الهيأة العالمية لنصرة نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام، وعضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين، تعزيته قائلا “توفي عالم الجزائر وبركتُها ومُسنِدُها، سيدي العلامة المجاهد محمد الطاهر آيت علجت رحمه الله…
انتهت مسيرة قرنٍ وسبع سنوات كانت كلها قرآنا وعلما، وجهادا ضد الاحتلال الفرنسي، وبناء لمستبقل لجزائر الاستقلال.. مات من كانت القلوب والأفئدة معلقةً به، مات من كانت له يدٌ بيضاء نقيــة على طلبة العلم والعلماء. اللهم ارحمه برحمتك الواسعة وتقبله في العلماء العاملين..”.

هيأة علماء فلسطين: نعزي أحباب وتلاميذ المجاهد الراحل آيت علجت
قدمت هيأة علماء فلسطين تعزيتها بوفاة شيخ الجزائر فضيلة العلامة المجاهد محمد الطّاهر آيت علجت قائلة “هيأة علماء فلسطين تعزي الشعب الجزائريّ الشقيق بوفاة شيخ الجزائر فضيلة العلامة المجاهد محمد الطّاهر آيت علجت، كما تعزي أحباب الشيخ وتلاميذه وأهله وذويه، وتتضرع إلى الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته”.

بشير أشنان: الراحل ملأ الأبصار والأفئدة بجهاده وعلمه
قدم الشيخ بشير أشنان تعزيته قائلا “يلتحق الرجل الذي ملأ الأعين والأبصار وملأ الأفئدة والصدور إلى الرفيق الأعلى الشيخ الجليل، محمد الطاهر آيت علجت، أحد علماء الجزائر الأجلاء الأتقياء الأنقياء المجاهد الفذ والإمام الروحاني والمربي القدير والعالم الرباني العلامة الشيخ محمد الطاهر آيت علجت الإمام المصلح وحكيم الجزائر الذي إنتقل الى جوار ربه عن عمر تجاوز المائة عام كان يمتاز بالحكمة والموعظة الحسنة وبالتواضع وحسن المعاملة، وطني حتى النخاع فهو عالم ألمعي.
تخرج على يديه عديد من الطلبة المتمكنين فهو حبر الأمة جمع بين الجهاد والتدريس، والوعظ والإرشاد وإصلاح ذات البين، قامة من قامات العلم والعطاء، قامة سامقة، كان جدارا حصينا منيعا ترتطم عليه كل محاولات المسخ والتضليل فهو من الأولياء الصالحين كان القدوة الحسنة في التسامح والمرجعية الوسطية المعتدلة لكثير من العلماء سخر حياته لخدمة الدين والوطن بكل إخلاص وتفانٍ”.

لخضر رابحي: من أراد الله به خيرا أطال عمره وحسن عمله
قدم الكاتب والداعية لخضر رابحي تعزيته في فقدان الشيخ طاهر آيت علجت قائلا “عاش لله ومات لله، علم وجهاد، وتواضع وترفع عن الدنيا، رحم الله العلامة المجاهد المفتي في كتيبة عميروش، الشيخ الطاهر آيت علجت المقراوي.
والذي التحق طلبته بالكامل بالجبال للجهاد والدفاع عن الوطن، عاش عمرا طويلا حافلا بالصلاح والخير، حفظ الله له عقله وجوارحه، فلم يعجز فكان يقضي أشغاله، مستعينا بالله، إلى أن توفي، ولم يبدل ولم يغير، وظل وفيا لدينه ووطنه. من أراد الله به خيرا أطال عمره وحسن عمله نرجو أن يكون منهم”.

بومدين بوزيد: تواضعه وحياؤه يخجلك أن تتحدث أمامه
قدم بومدين بوزيد الأمين العام السابق للمجلس الاسلامي الأعلى تعزيته في وفاة محمد الطاهر آيت علجت قائلا “عارفٌ بالله، ومجاهدٌ يقتبس أنوارَه من الأزمنة الروحية والتحريرية الجزائرية، كانت الابتسامة وجْهَه ومحيّاه، لا يتعمّدها ولا يصطنعها، كانت جزءاً من وجهه، ولمن يراه يتمنّى أن يُبقي نظره ثابتاً نحوه مستمداً من نوره منصِتا لكلامه، تواضعه وحياؤه يُخجلك أن تتكلّم أمامه، يذكِّرُك بأخلاق وسمْت العلماء والصّلحاء، قدِم من زمن العالم الصّالح المرابط يحي العيدلي، ينتسب له النّسبة الكاملة، زاوية “تمقرة” العامرة ظلّت قروناً إشعاعا للعلم وإصلاحا بين النّاس وقوتاً للجائعين وملجأ للغارمين والهاربين من الظّلم والتّعسف، إنها أمكنة بجاية النّاصرية التي انتصرت لأبي حامد الغزالي حين أحرق كتبَه المرابطون، وكان العلم يشعّ من صدور رجالها كما ينبع الماءُ من حيطانها، اختارها المهدي بن تومرت وعبد المؤمن بن علي الندرومي لتكون بداية التّخطيط لقيام دولة الموحدين ويشاركهم في المسيرة نحو الغرب بعض من متيجة والونشريس وتلمسان، ورحَل إليها بومدين الغوث والثّعالبي اليسّري المتيجي وزروق البرنسي والملياني والمغيلي وغيرهم”.
وأضاف بوزيد “الشّيخ الطّاهر آيت علجت عاش أزمنة الجزائر المعاصرة، كانت زاويته رباطاً جهادياً ضدّ الاحتلال الفرنسي وتخرّج علي يديه ثلّة من العلماء أغلبهم شارك في الثّورة وحماية المذهب والخصوصيّة الثّقافية للجزائر، ويكفيه فخراً واعتزازاً وثواباً أن كان من تلاميذه الشّيخ محمد الشّريف قاهر -رحمه الله-تعرّفت عليه وجالسته تبركا في مناسبات، وكنت أقول في نفسي لماذا لا يقتدي به مدّعو التّصوف والفتوى من الدّجالين والمدعين والطماعين وتكون زواياهم عامرة بالقرآن والعلم وعمل الخير والإصلاح بين النّاس”.

أحمد بن نعمان : الأمانة نحفظها بشرف وهمم عالية
قدم أحمد بن نعمان في نعي العلامة الطاهر آيت علجت “إن الإنسان مهما تطُل أيامه في الدنيا فهي لا محالة ماضية، لقد عاش فقيدنا المجاهد الطاهر أكثر من قرن، وكأنه ثانية. وإننا اذ نودّعه نجدّد عهدنا معه للسابقين الى الدار الباقية، حريصين على البقاء مثلهم أوفياء مخلصين بنفوس واعية، مؤكدين له أن الأمانة نحفظها بشرف ونؤديها بهمم عالية، لنلقاهم ان شاء الله فرحين أوفياء مطمئنين بنفوس راضية. ورغم النقائص يبقى الوفاء من الثوابت في الجزائر الغالية، فبشرى للذين ملأوا حياتهم كلها بالصالحات ولم يتركوها خاوية”.

أمين قادري: درّس الشيخ تحت كل الأنظمة وفي كل الأزمنة
كتب أمين قادري في رثاء وتعزية فقيد الجزائر الطاهر آيت علجت “لا أحسب أحدا من شداة علوم العربية، وخصوصا علمي النحو والتصريف إلا له ماتّة بما درسَ إلى العلامة الشيخ محمد الطاهر آيت علجت، فللشيخ مئات الطلبة يقينا، وآلاف ترجيحا، كيف لا، وهو الذي اختار لنفسه نهج التدريس قبل ثورة التحرير وإبانها وبعدها. ولتلاميذه تلاميذ، ولتلاميذ تلاميذه تلاميذ، وما زلنا نسمع الرجل إذا أراد أن يتمدّح قال: “قرأت على الشيخ الطاهر”، وإذا حدّث الناسُ بما أخذوا عنه من العلوم وقرأوا عليه من مصنفات العلم، هالك من ذلك العدد والتنوع: من مقدمة ابن أجروم، إلى كتب ابن هشام كالقطر والشذور والتوضيح والمغني، إلى ألفية ابن مالك وشروحها المختلفة، إلى كتب التصريف كالبسط والتعريف واللامية وغيرهما، إلى كتب البلاغة، وكان يعاقب في المجالس بين فنون العلم، فيدرّس مع العربية الفقه من الرسالة وخليل ويدرس أصول القرافي ويدرّس موطأ مالك، هذا إلى التفسير، وقد حدثني أحد شيوخنا الفضلاء عن الشيخ مباشرة -وقد سأله عن الطرق العشرية لنافع- أنه درّسها في النصف الأول من القرن العشرين، ثم ترك تدريسها لمَّا لم يجد لها حملة”.
وأضاف قادري “لقد درّس الشيخ تحت كل الأنظمة وفي كل الأزمنة، ومع كل الظروف، وأرانا الله فيه أنه يدافع عن الذين آمنوا، وأن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن من بورك له في شيء لزمه، ومن لزمه بورك له فيه. لقد حبس الشيخ الطاهر نفسه لتعليم المسلمين، وجعل حياته وقفا للجزائر، فعوضه الله عن كل فوتٍ محبةً في قلوب الناس: عامتهم وخاصتهم، تفوق ما يمكن أن يناله أهل الجاه بجاههم أو أهل المال بمالهم”.

الدكتور يحيى جعفري: رحل المفتي والقاضي الشرعي للثورة
كتب الدكتور يحي جعفري أستاذ جامعي في وفاة ورحيل الشيخ المجاهد الطاهر آيت علجت “رفيق الشهيد عميروش ومفتيه وقاضيه الشرعي إبان الثورة التحريرية الكبرى، يغادر دار الفناء إلى دار البقاء، بعد عمر حافل بأعمال الخير وفيوضات الحكمة، رجل عاش للإسلام وتمثّل أخلاقه واقعا يمشي بين الناس، فلا تكاد تراه الا مبتسما ناصحا ينشر العلم ويوصي بالوحدة، محبا لوطنه وفيا لرفقائه من الشهداء”.

رشيد بن عطاء الله: رحل مجاهد فرنسا بالسنان واللسان
كتب الداعية رشيد بن عطاء الله في تعزية رحيل الشيخ الطاهر آيت علجت: “انتقل إلى جوار ربه ورحمته وفضله وكرمه، العالم العامل الشيخ المجاهد، مجاهد فرنسا بالسنان واللسان، رفيق درب العقيد عميروش رحمه الله، حسنة الأيام وبقية السلف، إمام المتواضعين، ومفخرة الجزائر والأمة، الفقيه اللغوي المتفنن، الشيخ الطاهر آيت علجت رحمه الله تعالى، شيخنا بالإجازة وشيخ عموم طلبة العلم لعقود من الزمن”.

يزيد أقدار: رحل الشيخ وترك الأثر والنموذج
قدم يزيد أقدال، خبير معلوماتية تعزيته في وفاة فقيد الجزائر قائلا “رحم الله العالم المجاهد الشيخ الطاهر آيت علجت رحمة واسعة، اجتمعت قلوب الجزائريين على حبه واحترامه، ورزقه الله وجها بشوشا يشع نورا يدخل السرور على كل من يراه، تفقد الجزائر برحيله نموذجا نادرا جمع بين الجهاد ضد المستعمر وجهاد العلم بعد ذلك في مسيرة جاوزت القرن من العطاء، رحل الشيخ المجاهد وترك الأثر والنموذج”.

محمد هندو: هو الرجل الذي لا يختلف عنه اثنان
قدم محمد هندو، أستاذ بجامعة العلوم الإسلامية بقسنطينة تعزيته في رحيل الشيخ آيت علجت قائلا “سيدي الشيخ الفقيه الربّاني الطّاهر آيت علجت، رحمه الله، لا يختلف عليه جزائريان اثنان، من كل فرقة وتوجه وتيار، رسميا وشعبيا، وأحسب أنّ ذلك لصفات نفسية لا تُرى إلاّ في عباد الله الخالصين المخلصين، كما نحسبه ولا نزكّيه على الله تعالى، ألا وهي سلامة الصدر على المؤمنين والمسلمين، ومعاملة النّاس بنفس طيبة، لا غلّ فيها، ولا حقد، ولا حسد، ولا بغضاء، ولا تنافس على مال، ولا جاه، ولا سمعة، يصدق فيها ما روي من قوله صلى الله عليه مسل : (ازهد فيما عند الناس يحبك الناس). وما روي من قوله: (إنّكم لن ‌تسعوا ‌النّاس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق)، وبقاعدة أخلاقية سوية لا تختلف بحسب الأحوال، وبمثل هؤلاء تحلّ من الله على النّاس بركات، ومنن، وأفضال، وأرزاق، ورحمات، وإذا رفعوا رفع من ذلك، نسأل الله السلامة والعوض”.

يحيى صاري : المرحوم أحبه الجزائريون حيا وميتا
وصف الأستاذ يحي صاري عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية، الشيخ المرحوم محمد الطاهر أيت علجت، بالجبل الكبير والرجل الفقيه الذي تميز بالأخلاق والتواضع والصبر، والبحر الذي لاساحل له، مضيفا في نعيه للمرحوم بان الجزائر قد ودعت جسد العلامة والإمام والفقيه ولم تودع مناقبه التي ستبقى راسخة ومحفوظة في قلوب من أحبوه.
وقال صاري أن الشيخ قد أفنى حياته في تربية الأجيال، من خلال اشتغاله في التدريسن حيث واصل المسيرة مشتغلا بالدعوة إلى الله من خلال الدروس والمواعظ التي ألقاها في المساجد عبر مختلف ولايات الوطن، متنقلا من ولاية إلى ولاية، رغم طول المسافات، وهو الذي بلغ من الكبر نصيبا.
وأضاف عضو لجنة الفتوى بأنّ المرحوم كان له وجه مشرق فكان جوابه للسائلين جواب العارف بدينه من غير تمييع ولا تشديد، وأحبه الجزائريون وارتاحوا له حيا واحبوه ميتا.

وصفوه بالوجه المنير وصاحب الإبتسامة
الجزائريون يودعون عالمهم المحبوب
رثاء وتعازي على مواقع التواصل من داخل وخارج الوطن


عرفه الجزائريون، بالوجه المنير الضاحك، كان يُطل على العائلات مساء كل ليلة “شك” لتحري هلال عيد فطر، ليتناقش مع أعضاء اللجنة الوطنية للأهلة حول ثبوت الهلال من عدمه..هو العلامة والشيخ محمد الطاهر آيت علجت، الذي غيّبه الموت عنا، بعد مسيرة حافلة امتدت لأكثر من قرن من الزمن، هو يوم حزين كما وصفه الجزائريون عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي…
منذ انتشار خبر تواجد الشيخ الطاهرة ايت علجت بمصلحة الإنعاش بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، والجزائريون يتتبعون المستجدات دقيقة بدقيقة، لدرجة انتشرت أخبار وفاته حتى وهو حي يُصارع المرض بمصلحة الإنعاش، ومع كل إشاعة يُطلّ أصدقاؤه ومعارفه، لطمأنت الرّأي العام بأنّ محبوب العائلات لا يزال حيّا، ولكن حالته حرجة.
وقبل وفاة المغفور له بإذن الله، انهالت الأدعية والابتهالات للشيخ، من جزائريين كثر، بعضهم محبّون، وآخرون من تلاميذه، وأكثرية من أصدقائه، فكانوا يُردّدون أدعية الشفاء، ويبتهلون ويتضرّعون لشفاء أيت علجت، الذي كان يصارع الموت بمصلحة القلب بمستشفى مصطفى باشا الجامعي..اذ توحدت جميع أطياف الجزائر، في الدعاء للعلامة الجليل.
ولأن قضاء الله وقدره آت ولكُل أجل محتوم، تلقّى الجميع خبر وفاة العلاّمة ليلة الثلاثاء، وتوشح “فيسبوك” السّواد، ومن ساعتها والتعليقات الحزينة تنهال على منصّات التواصل الإجتماعي.. الجميع يعزي عائلته والجزائر ككل، وأصدقاءه ينشرون مآثره ومسيرته الحافلة بالإنجازات والعطاء، والمقربون منهم يروون محطات خاصّة في حياته ومواقف عاشوها رفقته.

كان شخصا مليئا بالطاقة الإيجابية والأمل
“غابت الإبتسامة المشرقة”، “أعلام الجزائر يغيبون..”، “رجل البركة غادرنا” ..وغيرها كثير من الجمل التي وردت على لسان المواطنين المتأثرين بوفاة الشيخ الطاهر آيت علجت.
والملاحظ أن الجميع علّق على ابتسامة المرحوم وتواضعه، اذ قال “محمد” عبر “فيسبوك”.. سبحان الله كنت عندما أرى وجه الشيخ آيت علجت الصّبوح أشعر بطاقة ايجابية مهما كنت في غمّ وضيق، وساندته الرأي “أم أيمن” والتي كتبت “حلاوة عيد الفطر كانت بحضور الشيخ آيت علجت لاجتماع لجنة الأهلة ورصد الهلال”.
واعتبر غالبية المشيّعين على “السوشل ميديا”، مصيبة الموت تعظم في الأنفس، حيث كان الفقيد عالما من علماء الأمة، حيث كتب هشام الشّيخ “يعظم أمر الموت، ويفظع شأن المُصاب، كان المفقود عالما من علماء الأمة، تستنير بعلمه البلاد، ويستضيء بفقهه العباد. فالعلماء ورثة الأنبياء، وجودهم خيرٌ عظيم، وفقدهم مصاب جسيم، فهم نواب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله، وهم الملاذ بعد الله تعالى، لبيان مراد الله من دينه”.

تلاميذ الشيخ ينعونه مُتأثرين
وحتى تلاميذ الشيخ الطاهر آيت علجت، ممّن تخرجوا على يديه، رثوه بحزن، مؤكدين بأن المئات من حفظة كتاب الله، ومنهم الأئمة ومنهم المعلمون بمختلف رتبهم، ومن كل حدب وصوب، ويذكر أن المغفور له باذن الله وإلى آخر يوم في حياته، كان يعقد دروسا في الفقه والنحو وفن القراءات وغيرها من العلوم الشرعية بمسجد بوزريعة الجديد (مسجد الإمام مالك بن أنس) مكان إقامته، و من أبرز تلاميذه، الوزير السابق مولود قاسم نايت بلقاسم الدكتور محمد الشريف قاهر، الشيخ أبو عبد السلام.
وفضل كثير من رواد الإنترنت، خاصة من المشايخ التركيز على انجازات آيت علجت، لتكون صدقة جارية عنه، اذ قال الشيخ عمر أقنيني الجزائري، بأن آخر ما كتبه العلامة، كان كتابا عن مسيرة والده يسرد فيه جهوده في الدّعوة والجهاد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!