صراع بين “الفيفا” و”الكاف” حول حكام المباريات الفاصلة لـ”مونديال” قطر

أسر مصدر مطلع لـ”الشروق”، عن نشوب خلاف وصراع قوي بين الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، بسبب قائمة الحكام المعنيين بإدارة مباريات الدور التصفوي الأخير المؤهل إلى نهائيات كأس العالم قطر 2022، عن منطقة إفريقيا.

ومن المقرر أن تستضيف قطر المنافسة العالمية، في الفترة الممتدة ما بين 21 نوفمبر و18 ديسمبر 2022، حيث ستكون هذه أول بطولة كأس العالم، تقام على الإطلاق في العالم العربي والأولى في دولة ذات غالبية مسلمة، في وقت قرر “الكاف” برمجة مباريات ذهاب الدور الفاصل المؤهل إلى “المونديال” يوم 25 مارس الجاري ومباريات العودة في 29 من ذات الشهر.

وأفاد مصدر “الشروق” بأن الاتحاد الدولي، المسؤول الأول عن تنظيم مباريات تصفيات كأس العالم، يرغب في تفعيل الاتفاقية المبرمة بين “الكاف” والاتحاد الكروي لأمريكا الجنوبية، من أجل تعيين حكام من أمريكا اللاتينية لإدارة المباريات الفاصلة المؤهل لـ”المونديال” عن “القارة السمراء”، الأمر الذي لم توافق عليه هيئة الرئيس الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي.

وأوضح “الكاف” أن “القارة السمراء” تملك حكام في المستوى ومرشحين للمشاركة في “مونديال” قطر 2022، ومن غير المعقول تهميشهم واستبعادهم من إدارة مباريات الدور الفاصل، مع العلم أن “الكاف” سبق له وأن استعان بحكام من أمريكا اللاتينية في كأس إفريقيا الأخيرة، ولقي القرار استياء البعض، على غرار مدرب المنتخب الوطني الذي انتقد خيار الكاف بتعيين حكما من غواتيمالا لمقابلة “الخضر” أمام غينيا الاستوائية.

“قضية الحكام” صدام جديد بين موتسيبي وأنفانتينو

وكانت عملية القرعة الخاصة بالمباريات الفاصلة قد أفرزت عن 5 مواجهات قوية وحاسمة، حيث سيواجه المنتخب الوطني الجزائري نظيره الكاميروني، على أن يتجدد الموعد بين منشطا نهائي “الكان” السنغال ومصر، المغرب سيلاقي الكونغو الديمواقراطية، نيجيريا في مواجهة غانا، في وقت سيصطدم المنتخب التونسي بنظيره المالي.

وأوضح مصدرنا أن الاتحادات المعنية منتخباتها بالمشاركة في الدور الفاصل المؤهل إلى مونديال قطر، راسلت مؤخرا “الكاف” للاستفسار عن ثلاثي التحكيم المعني بإدارة مواجهة كل منتخب، قصد مباشرة الإجراءات الإدارية من حجز مقر الإقامة وإعداد مخطط السفرية بالنسبة للحكام، وهذا قبل نحو أسبوعين فقط عن خوض لقاءات الذهاب، غير أنها، إلى حد الآن لم تتلق ردا من الهيئة القارية، بسبب ما يحدث حاليا بينها وبين “الفيفا”– بحسب مصدرنا.

حياتو فرض منطقه على “الفيفا” وموتسيبي يسير على خطاه

وكان “الكاف” في عهد الرئيس الأسبق، عيسى حياتو، قد فرض منطقه على “الفيفا”، من خلال رفضه تعيين حكام من خارج إفريقيا لإدارة مباريات تصفيات كاس العالم، في وقت يسعى رئيس “الفيفا” حاليا جياني أنفانتينو إلى قلب الموازين من خلال الضغط على موتسيبي للموافقة على الاستعانة بحكام من أمريكا اللاتينية للمباريات الفاصلة، لكن ولحد الساعة يسير موتسيبي على خطى حياتو ويرفض بشكل قاطع تعيين حكام أجانب في المباريات الفاصلة.

ورغم أن وصول الجنوب إفريقي موتسيبي، إلى سدة الحكم على أعلى هيئة كروية في إفريقيا، جاء بمباركة من السويسري أنفانتينو قائد الانقلاب ومهندس الإطاحة بالرئيس السابق الملغاشي أحمد أحمد، إلا أن العديد من الخلافات طفت على السطح بين الرجلين في الآونة الأخيرة، أبرزها تأييد موتسيبي قرار برمجة بطولة كأس إفريقيا الأخيرة بالكاميرون في موعدها رغم معارضة “الفيفا”، والآن صراع جديد بين الطرفين بسبب قضية الحكام.