عائلة مرسلي أسهمت في بعث مشوار بنيدة مراح
سنوات على قلتها لكن صيتها ملأ العالم وأسال وديانا من اللعاب وطوفانا من الحبر، وتنافست الجرائد والمجلات العالمية عن تلك البطولات التي قادها الأسطورة مرسلي وقائده عبد الرحمان الذي كان شقيقه ومدربه وكيف افتك نور الدين مرسلي اللقب من أخيه الذي عبد طريقه إلى العالمية التي جمعت عبد الرحمان مرسلي وعمالقة العدائين في العالم في سباق 1500 متر وحصد بها المرتبة الرابعة واعتلى نور الدين المنصات الشرفية ونال بها الميداليات الذهبية وحطم سبعة أرقام قياسية.
نور الدين مرسلي: كيف كان شعورك وأنت يا أخي تسابق أبطال العالم والثواني الثلاث التي فصلتك عن اعتلاء منصة التتويج؟
عبد الرحمان مرسلي: لم أكن على أتم الاستعداد للخوض في مسابقة بحجم البطولة العالمية على عكس البطولة الإفريقية التي فزت بها بامتياز مع الأشقاء الأفارقة.
نور الدين مرسلي: ما شعورك وأخوك نور الدين لم يكن بنفس مستواك العالي في ألعاب القوى ويحمل الألقاب التي كنت تحلم بها؟
عبد الرحمان مرسلي: أنا أومن بالبدايات، وأتذكر جيدا بدايتك أخي نور الدين، لما طلبت منك ومن الراحل أخينا القيام بسباق ودي بباحة الحي واللف حول تلك الشجرة والفائز في السباق سيكون له قميص هدية مني، فتفاجأت بالنتيجة الباهرة التي حققتها، ومن هنا كانت البداية ومن ثم أدركت أن خلافتي ستكون من عقر داري، وكان لي ذلك والحمد لله لقد شرفت العائلة والجزائر.
نور الدين مرسلي: كيف كنت تراني قبل تحطيمي الأرقام القياسية؟
عبد الرحمان مرسلي: أتذكر عبارة قلتها لي باللغة اللاتينية وهي بعد العداء عويطة سأكون أنا، حينها قلت لك تريث.. عويطة هو ملك المسافات من دون منازع والحمد لله بعد ذلك.
نور الدين مرسلي: ألا ترى يا أخي أننا فتحنا الأبواب للعديد من العدائيين الجزائريين الذين شرفوا الألوان الوطنية بالخارج؟
عبد الرحمان مرسلي: طبعا حينها جاءني مدرب نورية بنيدة مراح وقال لي هل يستطيع مرسلي التكفل بنورية فإن لها مستقبلا واعدا فكلمتك وكنت حينها في تربص بالمكسيك وعرضت عليك الأمر فوافقت دون تريث وتم التكفل بها كليا.
نور الدين مرسلي: كيف كان الجو العائلي وأنت وشعور الوالدين لما كنت أحطم الأرقام القياسية بالخارج؟
عبد الرحمان مرسلي: لما كان يرفع النشيد الوطني كان قلبا الوالدين يعتصران فرحة وافتقادا لك خاصة أننا كنا نغيب عن الوطن لأكثر من 11 شهرا وكانت تضحيات عائلية جسام وكنا نفتقد كثيرا ذلك الجو العائلي وأنا شخصيا رزقت بمولودين وأنا خارج الوطن كنت فقط أتلقى مكالمات هاتفية تنبئني بذلك وكنا نعيش بين ثالوث المطار والفندق والملعب وكان ذلك صعبا جدا خاصة من الناحية النفسية.عبد الرحمان مرسلي: كنا نعاني كثيرا، خاصة في بادئ الأمر قبل أن يتم تمويل تربصاتك من قبل السبونسور، وكنا نتذمر كثيرا حينها لكثرة العراقيل فطلبت آنذاك من الفدرالية إدراج اسمك في قائمة المستفيدين من المنحة بالخارج، إلا أن اسمك أسقط من القائمة وحين تدخلت مع مسؤول وطلبت منه مساعدتك فكان رده: مني 50 دج ليتناول السندويتش بحي أول ماي..
نور الدين مرسلي: هل ترى أن هناك عدائين جزائريين يعتلون منصات التتويج العالمية في الأفق؟
عبد الرحمان مرسلي: حاليا الألعاب المتوسطية يفصلنا عنها شهران وليس لدينا عدائون نشارك بهم، وهذا كله لإهمال ولامبالاة الجهات الوصية بالعدائين الجزائريين، ولو تكفلت كل ولاية بواحد فقط من هواتها وعدائيها لكان اليوم لدينا ما يقارب 48 عداء سيرفعون حتما الأبيض والأحمر والأخضر في المحافل الدولية..