-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عبد الحميد مهري في فوروم الإذاعة الثقافية

الشروق أونلاين
  • 2938
  • 0
عبد الحميد مهري في فوروم الإذاعة الثقافية

ديغول‮ ‬أول‮ ‬من‮ ‬أسس‮ ‬للتعريب،‮ ‬والعلاقات‮ ‬بين‮ ‬الجزائر‮ ‬وفرنسا‮ ‬تتجاوز‮ ‬ساركوزي

أكد عبد الحميد مهري، أمس في فوروم الإذاعة الثقافية، أنه لا ينظر إلى زيارة وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي إلا بالقدر الذي تحققه من حل للمشاكل العملية العالقة بين البلدين؛ لأن العلاقات بين الجزائر وفرنسا -يقول مهري- تتجاوز وزير الداخلية، فهي أكبر من أن‮ ‬تكون‮ ‬مشكل‮ “‬فيزا‮” ‬أو‮ ‬خطاب‮ ‬اعتذار‮.‬فحتى لو اعتذرت فرنسا عن جرائمها في الجزائر، لا يمكن وضع العلاقات بين البلدين على الخط الصحيح ما لم يتم فتح نقاش عميق وحقيقي حول المسائل الجوهرية على أساس الندية في جميع المجالات بما في ذلك المجالين الثقافي والاستراتيجي.

من جهة أخرى، أكد مهري لدى تطرقه إلى تجربته النضالية، أن كتابة التاريخ في الجزائر، تتحكم فيها الأهواء السياسية، بحيث تمّ تجاهل التجربة الجماعية في صناعة ثورة التحرير التي لم تكن لتنجح، كما قال، لو لم يتم إشراك الشعب كله فيها، مبرزا أن التضخيم من دور الأفراد‮ ‬والإسهامات‮ ‬الشخصية‮ ‬ضيع‮ ‬على‭ ‬الجزائر‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬فرص‮ ‬الاستفادة‮ ‬من‮ ‬التاريخ‮.‬

وحول أزمة صيف 1962 والخيار الاشتراكي للجزائر، قال ضيف الإذاعة الثقافية إن الأزمة كانت مفتعلة بين الطرفين المتصارعين، بحيث اقتضت ضرورات المرحلة أن تبقى جبهة التحرير في الواجهة السياسية مع استيعابها لكل العائلات السياسية، كما كان الخيار الاشتراكي مفروضا لتحقيق‮ ‬مبادئ‮ ‬أول‮ ‬نوفمبر‮ ‬الرامية‮ ‬لتجسيد‮ ‬العدالة‮ ‬الاجتماعية،‮ ‬وربما‮ ‬هذا‮ ‬ما‮ ‬فرض‮ ‬إعادة‮ ‬النظر‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬استراتيجيات‮ ‬الثورة‮ ‬وأهدافها‮.‬

مهري، الذي أسهب في الحديث عن أخطاء الجزائر في تجاهل تدريس التاريخ ودوره في صناعة الأجيال، قال إن الجزائر اليوم مدعوة لمراجعة وفتح النقاش حول الكثير من المسائل، خاصة الثقافية منها وتسيطر سياسة وطنية للغات؛ فالتعريب، حسب مهري، كان مشروع ديغول بالأساس، الذي يعتبر‮ ‬أول‮ ‬من‮ ‬أسس‮ ‬له،‮ ‬لكن‮ ‬بطبيعة‮ ‬الحال‮ ‬في‮ ‬الاتجاه‮ ‬الذي‮ ‬يخدم‮ ‬المصالح‮ ‬الفرنسية‮ ‬حتى‮ ‬بعد‮ ‬رحيل‮ ‬الاستعمار‮ ‬العسكري‮.‬

وقال مهري إن وضعنا اللغوي اليوم مجال للمناورات الأجنبية، مشيرا إلى أن الفرانكوفونية هي سياسة واستراتيجية قبل كل شيء، وهي أكثر من مجرّد تعليم اللغة الفرنسية، بل معناها -حسب المتحدث- هو تسييس القضايا اللغوية، مضيفا أن تعلم اللغات الأجنبية في الدراسات التربوية‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬كله‮ ‬لا‮ ‬يتطلب‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬ثلاث‮ ‬سنوات،‮ ‬بينما‮ ‬نحن‮ ‬ندرس‮ ‬الفرنسية‮ ‬لمدة‮ ‬10‮ ‬سنوات،‮ ‬ما‮ ‬يدل‮ ‬على‮ ‬أننا‮ ‬لسنا‮ ‬في‮ ‬منطق‮ ‬بيداغوجي،‮ ‬بل‮ ‬في‮ ‬خيار‮ ‬سياسي‮.‬

سعيد‮. ‬ج

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!