غريتا ثونبرغ ترد على ترامب بعد انتقاده لها.. وهذا ما قالته بشأن اختطاف “مادلين”

ردت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، على الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد انتقاده لها، عقب تصريحاتها بشأن اختطاف الكيان الصهيوني لسفينة مادلين.
وهاجمت غريتا، الاحتلال الإسرائيلي، مباشرة عقب ترحيلها من تل أبيب ووصولها إلى العاصمة الفرنسية باريس، ليصفها ترامب بالغاضبة وينصحها بالخضوع لجلسات إدارة الغضب، فترد أن العالم بحاجة للكثير من الشابات الغاضبات من أجل مواجهة ما يحدث.
نظرة غريتا ثونبرغ وقت أخبرها الصحفي أن ترامب صرح “أنها فتاة غاضبة وتحتاج لتعلم إدارة الغضب” ..
نظرتها تُدَرّس 😂 pic.twitter.com/FRzINFaJms— Esraa Alshikh إسراء الشيخ (@Esralshikh) June 10, 2025
وقالت غريتا، الناشطة الشهيرة بمجال المناخ، المشاركة بسفينة “مادلين” التي انطلقت لكسر الحصار عن قطاع غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي اختطفت من كانوا على متن السفينة في المياه الدولية.
وأضافت في حديثها للصحفيين، مساء الثلاثاء، وفور وصولها إلى مطار شارل ديغول إن اختطاف “مادلين” انتهاك متعمد آخر للحقوق يُضاف إلى قائمة انتهاكات لا تُحصى يرتكبها العدو الصهيوني.
وأردفت مؤكدة على استمرارها في النضال وعدم الاستسلام لمجرد اختطافها وترحيلها قسرا: “لن نتوقف.. سنفي بوعدنا للفلسطينيين”.
الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ بعد ترحيلها من الاحتلال: “ما من كلمة، تصف الخيانة التي ترتكبها حكوماتنا” pic.twitter.com/UsjO1vH9Rb
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 10, 2025
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل فجر الاثنين، النشطاء الـ12 من مختلف الجنسيات، الذين كانوا على متن سفينة مادلين، بينما كانت في المياه الدولية في طريقها إلى غزة وهي تحمل مساعدات إنسانية.
وأشارت ثونبرغ إلى أن الاحتلال حملهم إلى مناطق سيطرته “رغما عنهم”، مع أنهم “لم يخالفوا أي قانون”، موضحة أن احتجازهم “لا يُقارن بما يمر به الشعب الفلسطيني”، في إشارة إلى الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة بقطاع غزة منذ أزيد من 20 شهرا.
“لن نتوقف.. سنفي بوعدنا للفلسطينيين”.. الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ تصل إلى #فرنسا وتتحدث عن تعامل #إسرائيل مع سفينة “مادلين” و12 ناشطاً على متنها #تفاعل ليصل إليك كل جديد pic.twitter.com/OOIrAgAydr
— TRT عربي (@TRTArabi) June 10, 2025
وقال ترامب عن غريتا: “إنها شخصية غريبة. إنها شابة غاضبة. لا أعرف إن كان غضبها حقيقيا، من الصعب تصديقه في الواقع. لكنها مختلفة بالتأكيد. أنصحها بورشة لإدارة الغضب، هذه توصـيتي الأساسية لها”.
وعلّق ترامب ساخرا عن تصريحات اختطاف الكيان الصهيوني لها: “أعتقد أن إسرائيل لديها من المشكلات ما يكفي من دون اختطاف غريتا ثونبرغ”، مضيفا: “هل هذا ما قالته؟.. هل اختطفتها إسرائيل؟”. قبل أن يهزّ رأسه استنكارا بعد تأكيد الصحفي.
🚨المراسل: “هل لديك رسالة إلى الناشطة السياسية السويدية غريتا ثونبرغ؟”
📍ترامب: “إنها شخص غريب. إنها شابة غاضبة. إنها بالتأكيد مختلفة. أعتقد أنها يجب أن تذهب إلى مكان لإدارة الغضب، هذه توصيتي الأساسية لها.” pic.twitter.com/hY1jf1WoTR
— أدرك ـ باب المعرفة (@Adrik_Inc) June 10, 2025
والثلاثاء، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن 4 من نشطاء سفينة “مادلين” التي سيطر عليها الجيش فجر الاثنين، سيغادرون، فيما تم نقل الثمانية الآخرين إلى مركز توقيف لرفضهم التوقيع على وثائق ترحيل.
وكان على متن السفينة طاقم يضم 12 ناشطا وناشطة، نصفهم من حملة الجنسية الفرنسية هم: عضوة البرلمان الأوروبي ريما حسن، والناشط السياسي باسكال موريراس، والناشط البيئي ريفا فيارد، والصحفي بقناة “الجزيرة مباشر” عمر فياض، والطبيب الناشط بابتيست أندريه، والصحفي يانيس محمدي.
كما ضم الطاقم ثونبرغ والناشطين، الألمانية من أصل تركي ياسمين أجار، والبرازيلي تياغو أفيلا، والتركي شعيب أوردو، والإسباني سيرجيو توريبيو، وطالب الهندسة البحرية الهولندي ماركو فان رين.
وتعد غريتا ثونبورغ من أبرز وجوه مكافحة التغيير المناخي منذ أن نظمت إضرابا مدرسيا من أجل المناخ خارج البرلمان السويدي عام 2018، وكانت حينها تبلغ من العمر خمسة عشر عاماً فقط.
وقبل أن تتم الثامنة عشرة من عمرها أصبحت معروفة بلقب “الناشطة البيئية العالمية”، وذلك بعد إلقائها خطابين متتالين بشأن المناخ، كان الثاني سبباً لخروج 4 ملايين شخص حول العالم للتظاهر من أجل حماية المناخ.
اختارتها مجلة “تايم” لتكون شخصية عام 2019، معتبرة أنها أصبحت مصدر إلهام لملايين الأطفال والشباب حول العالم للانخراط في الدفاع عن كوكب الأرض، لتصبح أصغر شخصية تختارها المجلة الأمريكية المرموقة كشخصية للعام منذ أن بدأت هذه الفكرة في 1927.
خلال عامين فقط، حققت غريتا تأثيرا واسعا؛ ما جعل اسمها مطروحاً بقوة لجائزة نوبل للسلام لثلاث دورات، ليتم اختيارها فيما بعد واحدة من 4 فائزين بجائزة يطلق عليها عادة “جائزة نوبل البديلة”، وذلك قبل أعوام من بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي كانت جبهة جديدة خاضتها الناشطة بحماسة، جعلتها هدفاً لتصريحات المسؤولين الصهاينة.
بعد 13 يوماً من حرب السابع من أكتوبر، ظهرت غريتا في صورة وهي تحمل لافتة كتب عليها “تضامن مع غزة”، في حين حملت صديقاتها الثلاث لافتات تقول “فلسطين حرة”، و”هذه اليهودية تقف إلى جانب فلسطين”، و”العدالة المناخية الآن”.
كانت تلك الصورة بداية هجمة صهيونية شرسة على غريتا التي واصلت الظهور في كل الفعاليات التي شهدتها ستوكهولم لوقف الحرب على غزة، فوصفتها وسائل الإعلام العبرية بـ “المعادية للسامية”، وتحظر وزارة التعليم في تل أبيب أي ذكر للناشطة السويدية التي ربطت قضية المناخ بالحرب على غزة.
مطلع جوان الجاري، كانت غريتا ثونبرغ تتصدّر سفينة “مادلين” التي أبحرت من ميناء كاتانيا الإيطالي باتجاه غزة في رحلة كسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي عليها، لتخرج الناشطة السويدية في تصريحات إعلامية تؤكد فيها “نحن ملزمون بالوفاء بوعدنا للفلسطينيين.. وقف الإبادة وفتح ممر إنساني”.