فريدة عمروش.. الفنانة المنسية

قيل عنها إنها الكنز الحي المنسي، الفنانة التي ضاعت بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، سطح نجمها في السبعينيات والثمانينيات. لكن الزمن انقلب، وانقلبت حياتها، فغادرت من أجل حياة أخرى. لكنها لم تعد ولم يعد صناع الفن يسـألون عنها. إنها الممثلة القديرة، فريدة عمروش. الشروق العربي، تعيدكم معها إلى ذكريات الزمن الجميل، زمن بلا إمكانيات. لكن، بعبقرية الفنانين المحبين للفن حقا.
فريدة عمروش، فنانة من عائلة فنية، لم تأت إلى الفن صدفة، بل تلقت تكوينها على أيدي كبار الفنانين الجزائريين، في التأليف والتمثيل أو الإخراج، أمثال مصطفى كاتب، محي الدين بشطارزي، علال محب، محمد الطاهر فضلاء، رحمهم الله.
عملت بعد ذلك ممثلة في المسرح الوطني الجزائري، تحت إدارة مصطفى كاتب، الذي أشرف على هذا الصرح الفني مدة ثلاثين عاما.
في عام 1967، حصلت فريدة عمروش على الجائزة الأولى في التمثيل، في مهرجان تيمقاد، لتنطلق بعدها مسيرتها الفنية، على مدار عقدين من الزمن، في السينما والتلفزيون، وعلى ضفتي البحر الأبيض المتوسط، في الجزائر وفرنسا. في عام 1978، تزوجت المخرج الجزائري فاروق مزوان.
في التسعينيات، غادرت أرض الوطن في اتجاه فرنسا، حيث اشتغلت في وظائف عديدة في المطاعم، وانضمت إلى مسرح “دو سولاي”، تحت إدارة أريان منوشكين.
شاركت فريدة عمروش في مسرحيات خالدة، منها مسرحية الجثة المطوّقة، لمصطفى كاتب، مسرحية “ملك أوديب” لعلال المحب، مسرحية “دائرة الطباشير القوقازية”، للحاج عمر.
قائمة المسرحيات التي شاركت وأبدعت فيها الممثلة فريدة عمروش، لا تعد ولا تحصى، منها مع الراحل عبد الرحمن كاكي، على غرار كبار السن، وكل واحد وحكمو، وأيضا 132 عام.
كما اشتهرت في المسرحية الأيقونية أبناء القصبة، لعبد الحليم رايس، من إخراج مصطفى كاتب.
في العالم السابع، أتقنت فريدة عمروش كل الأدوار، وقدمت أفلاما جماهيرية، وأيضا سينما روائية نخبوية.
من أهم أفلامها الأخيرة، فيلم حمى، للمخرج هشام عيوش، الذي نالت من خلاله الفنانة القديرة جائزة أحسن دور نسوي، في مهرجان السينما الفرنكوفونية لعام 2014.
الأعمال التي شاركت فيها الممثلة القديرة فريدة عمروش، متنوعة من حيث الطرح والإخراج، من بينها الصراخ الأخير، والصدفة وتاريخ بسيط، وفيلم التحدي للمخرج الكبير موسى حداد، فيلم حسن الطاكسي وآسيا لمصطفى كاتب.
أما أشهر دور اشتهرت به، فكان في مسلسل المصير للمخرج الراحل جمال فزاز.
الكل يسأل اليوم: أين فريدة عمروش المهمشة، التي كانت قيمة مضافة في التلفزيون والسينما. فنانة ذات مبدإ، والدليل رفضها لعب فيلم عام 2015 كان سيعرض في إسرائيل.