لهذه الأسباب لا يمكن مضاهاة الهيدروجين المنتج في الجزائر

كشف مسؤول إيطالي بشركة “سنام” المسؤولة عن هندسة ممر الهيدروجين الجنوبي SoutH2 Corridor، عن التكاليف المرتقبة لإنتاج ونقل هذا المصدر الطاقوي النظيف من الجزائر وتونس وصولا إلى ألمانيا، مرورا بإيطاليا والنمسا، والتي سيكون من الصعب منافستها.
وجاء الكشف عن هذه التفاصيل خلال منتدى الطاقة الايطالي الألماني المنعقد بالعاصمة روما قبل أيام، خلال مداخلة لمدير إزالة بصمة الكربون بشركة “سنام”، بييرو إركولي، حيث تمت الإشارة إلى أن خط الأنابيب من شمال إفريقيا (الجزائر وتونس)، سيمكن من نقل الهيدروجين الذي يتم إنتاجه بتكاليف تنافسية للغاية، وخاصة نحو الأسواق الاستهلاكية في أوروبا المتعطشة لهذا المصدر الطاقوي النظيف.
وأكد ذات المسؤول بشركة “سنام”، وفق ما نقلته وسائل إعلام متخصصة في إيطاليا على غرار موقع “هيدرونيوز”، على أهمية خط الأنابيب الذي سيربط الجزائر وتونس بأوروبا (ايطاليا النمسا وألمانيا)، ما سيعزز حسبه سوق الهيدروجين الدولية، والذي سيتركز إنتاجه في مناطق العالم التي تكون الظروف فيها مواتية للغاية.
وشدد مدير إزالة البصمة الكربونية بشركة “سنام” الايطالية على أن من بين مناطق العالم التي ستكون فيها الظروف مواتية للغاية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، تبرز الجزائر وتونس على وجه الخصوص، والتي ستكون، حسبه، مصدرا لإمداد ممر الهيدروجين الجنوبي، حيث من المتوقع أن يكون بالمقدور إنتاج هذا المصدر الطاقوي الأخضر بتكلفة 4 يورو للكيلوغرام الواحد.
واعتبر بييرو إركولي أنه وفقا لهذه التكلفة سيكون تأثير النقل عبر خط الأنابيب على هذه القيمة ضئيلا جدا، موضحا أن تقديرات نقل الهيدروجين الأخضر من شمال إفريقيا (الجزائر وتونس) وصولا إلى ألمانيا عبر الممر الجديد ستكون حوالي 0.5 يورو للكيلوغرام الواحد.
ووفقا لهذه المعطيات، فإن الهيدروجين الأخضر المنتج في الجزائر وتونس وبغض النظر عن الكميات، سيجد سوقا مزدهرة لطلبه واستهلاكه في القارة الأوربية، بالنظر لتكلفته التنافسية جدا، كما أن التقديرات التي أعدتها شركة “سنام” الايطالية تشير إلى أنه بين النمسا وإقليم بافاريا جنوب ألمانيا، سيصل الطلب المعبر عنه من مادة الهيدروجين الأخضر إلى 19 تيراواط ساعة في عام 2030، و53 تيراواط ساعة في عام 2040.
وكما هو معلوم، فإن هذا المشروع المعروف باسم “ممر أو رواق الهيدروجين الجنوبي SoutH2 Corridor”، أدرج شهر أفريل الماضي من طرف المفوضية الأوروبية في القائمة السادسة للمشاريع ذات الاهتمام المشترك (CIPs)، واكتسب المشروع وضعا يسمح بتسهيل الوصول إلى موارد مالية لتمويله.
كما لفت مسؤول “سنام” الايطالية إلى أن البرنامج التمويلي (CIP) والتمويلات الاستثمارية الأوربية، تتعلق فقط لحد الآن بالقسم الأوروبي من خط أنابيب الغاز الجديد الناقل للهيدروجين.
وأضاف أنه “لهذا السبب من خلال مشروعنا المشترك مع إيني فيما يتعلق بالرواق البحري (51 إيني و49 بالمائة سنام)، قدمنا طلبا بالفعل في ديسمبر 2023 للدخول في بنية نقل الهيدروجين بشمال إفريقيا (الجزائر وتونس)”، في إشارة إلى الجزء العابر للجزائر وتونس من خط أنابيب النقل.
وقال في هذا الصدد “في ديسمبر المقبل، سنبدأ الإجراءات التي تشمل الجزائر وتونس مباشرة، لطلب إدراج ممر الهيدروجين الجنوبي في قائمة المشاريع ذات الاهتمام المشترك (PMI)، والتي تتعلق بالبنى التحتية للطاقة التي تربط بين الاتحاد الأوروبي ودول من خارجه”.
كما تحدث مسؤول سنام عن إنتاج الهيدروجين لتغذية خط الأنابيب، وأشار على وجه الخصوص إلى الأهداف الطموحة التي حددتها دول شمال إفريقيا، ولاسيما الجزائر وتونس.