-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بنجامان ستورا وسياسيون وإعلاميون يوبخون إيريك زمور

فرنسا مارست الإبادة في الجزائر وعليها الاعتذار

محمد مسلم
  • 1116
  • 0
فرنسا مارست الإبادة في الجزائر وعليها الاعتذار
أرشيف

انتقد سياسيون ومؤرخون وإعلاميون فرنسيون، ومن بينهم المؤرخ، بنجامان ستورا، التصريحات العنصرية الحاقدة، التي صدرت عن اليميني المتطرف، إيريك زمور، مؤسس حزب “الاسترداد”، والتي هاجم من خلالها الجزائر، واصفا إياها بأنها “لم تكن يوما دولة ذات سيادة أو شعبا”.
ورد بنجامان ستورا في “تغريدة” له على حسابه في منصة “إكس” (تويتر سابقا)، على إيرك زمور، قائلا: “الحجة الأولى للرد على إيريك زمور: إن إيالة الجزائر هي التي أقرضت فرنسا الأموال التي كانت بحاجة إليها في زمن الثورة الفرنسية”، في إشارة إلى الأموال والحبوب التي منحتها الجزائر لفرنسا لإنقاذها من المجاعة.
وزاد ستورا في “تغريدته” مؤكدا وجاهة الموقف الجزائري في النزاع الذي نشب مع فرنسا على خلفية تلك الديون قبل حادثة المروحة، قائلا، لقد “كان رفض (فرنسا) سداد الديون الجزائرية هو الذي أدى إلى حادثة المروحة، التي رفعها داي الجزائر في وجه القنصل الفرنسي في عام 1827”.
وكتب إيريك زمور وهو يهودي فرنسي متصهين ولد في الجزائر إبان الاستعمار الفرنسي، تغريدة طويلة هاجم من خلالها النائب الفرنسي عن حزب “فرنسا الأبية”، ريما حسن، ذات الأصول الفلسطينية، التي اتهمت فرنسا الاستعمارية في “تغريدة” لها، بالقضاء على ثلث الشعب الجزائري خلال الاحتلال.
وهاجم إيريك زمور، وهو من أشد المتطرفين اليمينيين الفرنسيين وأكثرهم عداوة للجزائر، ريما حسن، قائلا في تغريدته: “ريما حسن لا تعرف شيئا عن التاريخ. الجزائر لم تكن شعبا أبدا. الجزائر لم تكن دولة ذات سيادة أبدًا. لقد كانت الجزائر دائما أرضا استعمارية، وأرضا نائية ومهملة لإمبراطورية عظيمة. لقد تم استعمارها من قبل الرومان، والوندال، والعرب، والإسبان، والأتراك. ثم من قبل الفرنسيين، من عام 1830 إلى عام 1962”.
واعتاد الجزائريون على سماع مثل هذه التصريحات والمواقف الحاقدة، من أنصار “الجزائر الفرنسية”، والذين أصبحوا اليوم منضوين تحت حزب “الجبهة الوطنية” اليمينية المتطرفة، وحزب “الاسترداد”، الذي أسسه زمور قبل سنوات قليلة، كما تورط الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في تصريحات من هذا القبيل في مقال أوردته صحيفة “لوموند” الفرنسية قبل أزيد من سنتين، وتسببت الحادثة في استدعاء سفير الجزائر من باريس، محمد عنتر داود، آنذاك.
وبدأ هذا السجال بتغريدة قوية من النائب الفرنسي من أصل فلسطيني، ريما حسن جاء فيها: “لقد بنت فرنسا لنفسها ولأغراض رسالتها الاستعمارية، فذبحت ثلث سكان الجزائر، وعذبت، وقتلت، واغتصبت، ونهبت، وعلاوة على ذلك كانت أقل تعليما من السكان الذين اعتقدت أنها تحضرهم، كما استخدمت هذه الأرض لإجراء تجاربها النووية (قنابل أكبر من قنابل هيروشيما بعشر إلى عشرين مرة، تاركة وراءها نفايات شديدة الإشعاع يبلغ عمرها الافتراضي 24 ألف عام). إن ما تدين به فرنسا للجزائر ليس مجرد اعتذار، بل إنها تدين لها أيضا وقبل كل شيء بالعدالة التعويضية”.
وخلف هذا التوصيف الواقعي والمنطقي للاستعمار الفرنسي في الجزائر، حالة من الجنون لدى إيريك زمور”، الذي رد بتغريدة مطولة تضمنت كل ما تحمله كلمة الحقد من معان، زاعما بأن الفرنسيين “لم يجدوا طريقا ولا مستشفى أو مدرسة، بل وجدوا وباء الكوليرا والتيفوس”، كما نفى أن تكون فرنسا ارتكبت إبادة في الجزائر، على حد زعمه.
ولم يترك الصحفي المعروف بمواقفه من الاستعمار، جون ميشال أباتي، السجال يمر دون أن يهاجم بشدة، إيريك زمور، في تغريدة طويلة جاء فيها: “إن تصوير غزو الجزائر في 5 جويلية 1830 على أنه رغبة في الدفاع عن حقوق الإنسان (عبودية المسيحيين) أو القانون البحري (القرصنة) هو تصوير خاطئ”.
وأكد بأن “غزو الجزائر هو هنا بمثابة شاشة للانقلاب، الذي تم تبريره برغبة في الانتقام التاريخي. هذه الحقيقة يخفيها إريك زيمور بشكل منهجي. وهنا النتيجة. 5 حويلية 1830، تم الاستيلاء على الجزائر. 25 جويلية: أربعة مراسيم ملكية تعلق عمل البرلمان وحرية الصحافة. 27 و28 و29 جويلية، “الأيام الثلاثة المجيدة”: ثورة الباريسيين والحصول على تنازل شارل العاشر عن العرش، واستبداله بلويس فيليب. والحقيقة الأخرى التي لم يذكرها إيريك زيمور هي رغبة الفرنسيين، منذ عام 1840، في جعل الجزائر مستعمرة استيطانية”.
ويضيف جون ميشال أباتي: “هذا القرار أساسي. يتضمن الاستعمار العادي إدارة أرض أجنبية مع ترك الأرض لأولئك الذين يحتلونها. تتمثل المستعمرة الاستيطانية في طرد السكان الأصليين من الأراضي التي يحتلونها للسماح لأشخاص من أماكن أخرى – هنا، على وجه التحديد، الأقلية الفرنسية والأغلبية الإسبانية والإيطالية – بأخذ مكانهم”.
وأشار إلى أن فرنسا سعت إلى إقامة “مجتمع غير متكافئ، أي نظام فصل عنصري بحكم الأمر الواقع. ولم يكن للعرب أي حقوق، وكانوا مستبعدين من الجهود التعليمية، وكان أي عصيان يعاقب عليه بعنف، وفي كثير من الأحيان بالموت”. ويواصل: “تبدو سخرية إريك زيمور مذهلة عندما يتحدث عن القضاء على الأوبئة”.
ويختم جون ميشال أباتي قائلا: “إن استعمار الجزائر في ظل الظروف المذكورة يمثل أكبر خطأ تاريخي فرنسي. إن سلسلة من الاختيارات السيئة قادت بلد حقوق الإنسان إلى العنف المنهجي والوحشية. في يوم من الأيام، سوف يتعين عليه الاعتراف بحجم الخطأ والاعتذار عنه. من المستحيل ترك المجال مفتوحا لمزوري التاريخ مثل إريك زيمور”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!